عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-09, 04:26 PM   #37

بهجه فراج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 13164
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 83
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بهجه فراج
سلسلة هذا خلق الله 17


خلق الله ( 17 )
تابع قصة يوسف عليه السلام
بعد إن أخذت السيارة يوسف باعوه إلى عزيز مصر وهو الوزير الذي كانت خزائن مصر مسلمة إليه واسمه ( أطفير بن روحيب), وكان ملك مصر يومئذ (االريان بن الوليد) , وهو من العماليق ,كانت زوجة العزيز تسمى (راعيل ) بنت رهاييل , وقيل كان اسمها( زليخة) , وقيل أنه لقبها, وهي ابنة أخت الملك وكانت جميلة جدا . ولما اشترى العزيز يوسف قال لامرأته أن تكرمه عله ينفعهم أو يتخذوه ولدا وكذلك أراد الله ليوسف ان يمكنه في الأرض ويعلمه تأويل الأحاديث أي تفسير الأحلام والرؤى . قال تعالى {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21 وقال {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }يوسف22 . وقد اختلف في بلوغ هذا العمر وهو بلوغا الأشد فقيل هو الحلم , وقيل ثماني عشرة سنة , وقيل عشرون سنة وقيل ثلاثون وقيل أربعون . والله أعلم .
قال تعالى { َقَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ وراوَدَتهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ . وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف ذكر تعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام عن نفسه, وطلبها ما لا يليق بحاله ومقامه, وكيف غلقت الأبواب عليهما وتهيأت له , وتصنعت ولبست أحسن ثيابها , وهي مع ذلك كله امرأة الوزير وابنة أخت الملك الريان بن الوليد ملك مصر.وهذا كله مع أن يوسف عليه السلام شاب بديع الجمال والبهاء إلا أنه نبي من سلالة الأنبياء , فعصمه الله عن الفحشاء وحماه من مكر النساء . قال تعالى {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ . وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ . فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف ثم أضرب زوجها عن هذا صفحا فقال {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }يوسف29 لان كتمان مثل هذه الأمور هو الأليق والأحسن . ثم ذكر الله ما كان من قبل نساء المدينة , من نساء الأمراء , وبنات الكبراء في الطعن على امرأة العزيز والتشنيع عليها في مراودة فتاها , وحبها الشديد له , وهو لا يساوي هذا لأنه مولى من الموالي . فلما سمعت بتشنيعهن عليها , أحبت أن تبين عذرها عندهن , وتبين أن هذا الفتى ليس كما حسبن , فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها وأحضرت لهن شيئا مما يقطع بالسكاكين , وآتت كل واحدة منهم سكين ثم أخرجته عليهن وهو أجمل من البدر , فلما رأينه بهرهن حسنه وجماله, فانشغلن به عمن يقطعونه من الأكل فقطوا أيديهن وهن لا يشعرن بالجراح {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31 . قال بن مسعود : وكان وجه يوسف مثل البرق وكانت إذا أتته امرأة لحاجة غطى وجهه . {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ }يوسف32 . وكانت بقية النساء حرضنه على السمع والطاعة لسيدته , فأبى أشد الإباء ,ودعا ربه قائلا : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ . فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }يوسف . ثم ذكر الله تعالى أن العزيز وامرأته بدا لهم من الرأي من بعد ما رأوا براءة يوسف أن يسجنوه إلى وقت , ليكون ذلك أقل لكلام الناس في تلك القضية , وليظهروا أنه هو الذي راودها عن نفسها فسجن بسببها , فسجنوه ظلما وعدوانا . ودخل معه السجن فتيان كان احدهما ساقي الملك واسمه ( نبوا ), والآخر كان خبازه , واسمه (مجلث) , وكان الملك قد اتهمهما في بعض الأمور فسجنهما , ولما رأيا يوسف في السجن أعجبهما بسمته, وطريقته وقوله وفعله وكثرة عبادته ربه, فرأى كل واحد منهما رؤيا فقصاها على يوسف . رأى الأول وهو ساقي الملك كأن ثلاث قضبان من العنب وقد أورقت وأينعت عناقيد عنب فأخذها فعصرها في كأس الملك وسقاه . ورأى الآخر وهو خباز الملك أن على رأسه ثلاث سلال من الخبز تأكل منه الطير فطلبا منه أن يفسرها لهم وقالا له { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف 36 فأخبرهما أنه عليم بتفسيرها فقال{ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }يوسف37 وقال لهما هذا من تعليم الله لي لإنني موحد له ومتبع ملة آبائي إبراهيم , وإسحاق, ويعقوب ثم دعاهم إلى التوحيد وذم عبادة ما سوى الله فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وآباؤكم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف , ثم فسر لهما الرؤى فقال {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }يوسف41 .ثم طلب يوسف من ساقي الملك ـ الذي فسر رؤيته له بأنه سينجوـ طلب منه ان يذكر أمره عند الملك بأنه سجن ظلم , ولكن الشيطان أنسى الساقي أن يفعل ذلك , فلبس يوسف في السجن عدة سنوات يقال ما بين الثلاث إلى التسع . {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ . قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف ثم يقص الله قصة رؤيا الملك في السبع البقرات السمان اللاتي يأكلهن سبع عجاف أي هزال , والسبع سنبلات الخضر, وأخر يابسات , ولما قصها على قومه لم يحسن أحد تفسيرها , بل قالوا له هذه أضغاث أحلام لا تفسير لها , ونحن ليس لنا خيرة في تفسير الأحلام , عندئذ تذكر الساقي أمر يوسف وما طلبه منه بأن يذكر قصته للملك فقال {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }يوسف45. ولما ذهب هذا الساقي إلى يوسف قال له: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46 , فبذل يوسف ‘ليه السلام ما عنده من العلم بلا تأخر ولا شرط فأجابهم إلى ما سألوه وفسر الرؤيا عن وقوع سبع سنين من الخصب ويعقبها سبع جدب ثم يأتيهم الغيث والخصب والرفاهية , فأرشدهم إلى ما يفعلونه في سنين الخصب من ترك الحبوب في سنبله إلا ما يرصد للآكل . فلما ذهب الساقي على الملك وأخبره يذلك قال {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }يوسف 0 فلما أحاط الملك بكمال علم يوسف عليه السلام , ورأبه السديد أمر بإحضاره إليه ليكون من خاصته , ولكن يوسف عليه السلام رفض الخروج حتى يتبين لكل أحد أنه حبس ظلما وعدوانا وأنه بريء مما نسبوه إليه فطلب أن يسأل الملك النساء اللاتي قطعن أيديهن كيف كان امتناعه الشديد عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها , فلما سألن قلن حاش لله لم نرى عليه من سوء , عندئذ قالت امرأة العزيز (زليخا) {الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف51 وقوله تعالى {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }يوسف52 قيل أنه من كلام يوسف عليه السلام أي أنه ليعلم العزيز أنه لم يخنه بالغيب . ثم فالت زليخا : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53.ولما ظهرت براءة يوسف عليه السلام طلب الملك أن يأتوا به ليجعله من خاصته {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }يوسف54 فوافق يوسف عليه السلام وطلب من الملك أن يجعله أمينا على الخزائن فوافق الملك , وقيل أن يوسف تزوج امرأة العزيز بعد موته وهي( زليخا) فولدت له ولدان هما ( أفرايم ومنسا ) {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
في المرة القادمة عن شاء الله نستكمل قصة يوسف عليه السلام
.


توقيع : بهجه فراج
[align=center][/align]

بهجه فراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس