عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-09, 05:35 PM   #31

بهجه فراج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 13164
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 83
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بهجه فراج
سلسلة هذا خلق الله 15


خلق الله (15)
قصة مدين قوم شعيب عليه السلام
كان أهل مدين قوما عربا يسكنون مدينتهم (مدين) التي هي قريبة من أرض عمان من أطراف الشام مما يلي الحجاز وكانوا قريبا من بحيرة قوم لوط وكانوا بعدهم بمدة قريبة وهم من بني مدين بن إبراهيم عليه السلام وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجن بن لاوي بن يعقوب ويقال شعيب بن نويب بن عيفا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم وقيل غير ذلك في نسبه وكان ممن آمن بإبراهيم عليه السلام وهاجر معه ودخل معه دمشق .
وكان بعض السلف بسمي شعيب خطيب الأنبياء لفصاحته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته . كان صلى الله علي وسلم إذا ذكر شعيب قال " ذاك خطيب الأنبياء" .وكان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها وكانوا يطففون الكيل ويبخسون الميزان . فبعث الله فيهم رجلا منهم هو شعيب عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأيكة والإقلاع عن عاداتهم في بخس الميزان وأن يوفوا المكيال. فآمن به بعضهم وكفر أكثرهم قال تعالى {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأعراف85 . وأخبرهم أن الحلال وإن قل أبرك من الحرام الكثير
{بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }هود86 , ولكن قومه أخذوا يستهزئون به ويقولون له {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }هود87 فقال لهم شعيب {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88 , فقد أخبرهم أنه مرسل من ربه وأنه يريد إصلاحهم وأنه أول من يترك ما يفعلون وعلى الله يتوكل قي سائر الأمور وأنذرهم إن استمروا على عنادهم والاستمرار في تطفيف الكيل وبخسه وعبادة غير الله فسوف يصيبهم ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وقوم لوط ليسوا ببعيد {وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ }هود89, ثم نصحهم أن يستغفروا ربهم ويتوبوا إليه ليتوب عليهم إنه رحيم ودود فردوا عليه {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91 , أي أن كلامك هذا لا نفهمه لأننا لا نحبه ولولا قبيلتك وعشيرتك فينا لرجمناك وما أنت علينا بعزيز {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }هود92. فقال لهم أتخافون قبيلتي وعشيرتي ولا تخافون الله وعذابه وتتركون كلامي وراء ظهوركم ولا تبالوا به مع أن الله عليم بما تفعلونه ثم قال {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ }هود93,ولما يئس منهم قال لهم استمروا على طريقتكم فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار , ومن يحل عليه الهلاك {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ . قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }الأعراف , ثم دعا عليهم والله لا يرد دعاء رسله على الذين كفروا ومع ذلك استمروا على ما هم فيه وقالوا {وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ }الأعراف90, فأخذوا يهددون الذين آمنوا بشعيب أنهم إذا اتبعوا شعيب فسوف يخسرونهم . ولكن الله انتقم منهم كما انتقم ممن قبلهم من الأمم التي كفرت بالله . قال تعالى {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }الأعراف91, أي رجفت بهم الأرض وزلزلت زلزالا شديدا أزهقت أرواحهم من اجسادهم وقال تعالى {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الشعراء , أي أنهم أصابهم حر شديد , وأسكن الله هبوب الهواء عنهم سبعة أيام , فكان لاينفعهم مع ذلك ماء ولا ظل , فهربوا من محلتهم إلى البرية , فأظلتهم سحابة , فاجتمعوا كلهم تحتها, فلما تكاملوا أرسلها الله ترميهم بشرر وشهب ورجفت بهم الأرض , وجاءتهم صيحة من السماء , فأزهقت الأرواح ونجى الله شعيب والذين آمنوا معه , قال تعالى {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }هود94 .
ثم ذكر الله عن شعيب أنه نعاهم إلى أنفسهم موبخا ومؤنبا فقال تعالى {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ }الأعراف79 وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه أن شعيبا عليه السلام كان بعد يوسف عليه السلام , وقيل أن شعيبا عليه السلام مات بمكة هو ومن معه من المؤمنين , وقبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة ودار بني سهم .

في المرة القادمة نتحدث بإذن الله عن قصة يوسف عليه السلام


توقيع : بهجه فراج
[align=center][/align]

بهجه فراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس