عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-09, 08:18 PM   #1
 
الصورة الرمزية سلام العبيدى

سلام العبيدى
مشرف حدائق بابل

رقم العضوية : 5500
تاريخ التسجيل : Oct 2006
عدد المشاركات : 4,598
عدد النقاط : 51

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ سلام العبيدى
جزء من مذكرات صدام حسين من داخل الاسر(منقول)


سنوات ست مضت على انتهاء الحرب الأميركية على العراق، وما يزال غبارها يعمي عيون الكثيرين، وما تزال تداعياتها تتصاعد في المنطقة ، فهي لم تكن عملية غزو بمقدار ما كانت زلزالا قوياً، هزت توابعه أركان الوطن العربي والمنطقة ، وهذا الغزو وقع في إطار حسابات بعض الدول الكبرى وما تمليه عليها مصالحها.
وبغض النظر عما ألحقته هذه الحرب المدمرة من خراب متعمد للبنية العراقية ودمار شامل لكل ما أنتجه العراق على مدى عشرات بل مئات السنين، فان هذه الحرب فتحت الباب واسعا أمام انشقاقات عربية وتصدعات في البنيان العربي، فضلا عن ما ألحقته من قتل وتشريد الملايين من أبناء الشعب العراقي، وقتل العلماء والمفكرين ، فيما يمكن تسميته بإبادة العقل،وتمزيق الجسد العراقي إلى طوائف وإثنيات متناحرة، وميليشيات متقاتلة ، على غنائم ومكاسب سياسية .
لقد انقضت الحرب ولكن تداعياتها لن تنقضي قريبا ، بل ستستمر وربما لأجيال وعقود قادمة ، ويخطئ من يعتقد ان الغزو الأميركي للعراق انحصر أو ينحصر في إطار العراق الجغرافي واحتلاله فقط أو المجال السياسي ، استنادا إلى الادعاءات الأميركية التي كانت تروج ان واشنطن تهدف الى تغيير النظام العراقي لمصلحة المنطقة واستقرارها على حد المزاعم الأميركية والغربية عامة .
ومع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ،يطلعنا المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن صدام على حقائق وخفايا وأسرار يفرج عنها لأول مرة ،وتظهر للعلن على لسان الرئيس الراحل ومن خلال مذكراته التي كتب بعضها بخط يده ،او من خلال ما قاله شفهيا وذلك في كتاب بعنوان (صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث) ، وجاء الكتاب في 480 صفحة من القطع الكبير،واصدرته شركة المنبر للطباعة المحدودة في الخرطوم، وعبر عدة فصول، قدم له رمز من رموز النظام العراقي السابق ،تحت اسم أسير من رفاق صدام حسين، يعتقد البعض بأنه طارق عزيز، كما قدمه أيضا المعارض العراقي السابق علي الصرّاف الذي يعتبر من الوجوه العراقية المعروفة، والذي أبدى ندمه واعتذاره على موقفه السابق من الرئيس.
(خطأ غزو الكويت)
ويعد الكتاب مرجعا تاريخيا ووثائقيا مهما، حيث استعرض الكثير من مفاصل الحدث سواء داخل او خارج العراق ، ومن أبرزها ملابسات الدخول العراقي للكويت وما تبعه من قرارات عراقية لاحقة ، واعترف الرئيس العراقي بخطأ دخول الكويت واستعجال القرار بالدخول حيث يقول: كان ينبغي علينا معالجة الموضوع بشكل آخر، وما جوبهنا به من مقاومة بعض قطعات الجيش الكويتي جعلنا مسرورين وقلنا وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا .
(المملكة بذلت جهوداً لتجنب الحرب)
ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد رحمه الله واضحا في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبدالله الذي كان وقتها وليا للعهد، ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيسا عربيا كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، وتؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة.
ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر ويقول: أعرف السياسة ولكني لا أحبها وحتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها، وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام،ويؤكد أن نهجه دائما كان عدم زج الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله، ويضيف: ليس عيبا أن تُحتل البلدان ولكن العيب أن لا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتلت ولازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن.
ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها "إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك".
(سقوط بغداد)
وعن سقوط بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دوليا أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت بدون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، "خصوصا بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار" ودارت معركة شرسة بين كر وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة ال(آر بي جي) وقاتل الحرس الجمهوري قتالا مستميتا في القتال التقليدي والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسنا في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز (الثريّا) دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية".


توقيع : سلام العبيدى
زهرة الشرق
zahrah.com

التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 18-12-21 الساعة 01:15 PM
سلام العبيدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس