عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-09, 11:28 PM   #28

بهجه فراج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 13164
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 83
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بهجه فراج
هذا خلق الله 12


هذا خلق الله 28
تابع قصة إبراهيم عليه السلام[
أخذ إبراهيم عليه السلام السيدة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام وهو رضيع وانطلق بهما حتى وصل إلى دوحة عند البيت فوق زمزم في مكة وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فتركها هناك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم تولى راجعا فتبعته هاجر وتعلقت به قائلة : أين تذهب وتتركنا ههنا وليس معنا ما يكفينا فلم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لن يضيعنا أبدا , ثم رجعت فانطلق إبراهيم ثم استقبل البيت ودعا بهذا الدعاء {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37 .
وجعلت أم إسماعيل تشرب وترضع ابنها إسماعيل حتى إذا نفذ الماء عطشت هي وابنها وأخذ يتلوى فانطلقت إلى أقرب جبل إليها وهو الصفا وصعدت عليه ونظرت إلى الوادي فلم تجد أحد ثم سعت إلى جبل المروة وفعلت ما فعلته على جبل الصفا وكررت هذا العمل سبع مرات فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تغرف من الماء والماء يفور بعدما تغرف . وعن عباس قال: قال صلى الله عليه وسلم "يرحم الله أم إسماعيل لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا ". فشربت وأرضعت ولدها وقال لها الملك لا تخافي فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه وأن الله لا يضيع أحد وكان البيت مرتفعا من الأرض تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله ثم مرت قافلة من قبيلة جرهم فنزلت أسفل مكة فوجدوا طائر فتعجبوا أن هذا المكان ليس فيه ماء ووجود الطائر يعني أن هناك ماء فأرسلوا رسولهم فأخبرهم بوجود الماء فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء فاستأذنوا منها فأذنت لهم فنزلوا وأرسلوا إلى أهلهم فنزلوا معهم وشب إسماعيل بيتهم فتعلم منهم العربية ولما كبر زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل ,
ثم جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل فلم يجد إسماعيل بالبيت ووجد امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا الرزق ولما سألها عن عيشتهم شكت له سوء العيش وأنهم في ضيق وشدة فقال لها إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه ولما جاء إسماعيل أخيرته بما دار بينها وبين أبيه ووصفته له فقال ذاك أبي وأمرني أن أفارقك فطلقها وتزوج منهم غيرها . ثم جاء إبراهيم مرة أخرى فلم يجد إسماعيل ووجد امرأته فسألها عن حالهم فحمدت الله وشكرت له حالهم فقال لها ما طعامكم قالت طعامنا اللحم قال فما شرابكم قالت الماء ففال اللهم بارك لهم في اللحم والماء وقال لها إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له ثبت عتبة بابك ثم رحل فلما جاء إسماعيل أخبرته بما حدث بينها وبين الشيخ فقال لها هذا أبي يأمرني ان أمسكك .
وجاء إبراهيم مرة أخرى لإبنه إسماعيل فلقيه كما يلقى الولد أباه والأب ابنه من ترحيب وشوق وقال إبراهيم لإسماعيل إن الله أمره أن يبني هاهنا بيتا وعندئذ رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني وهما يطوفان و يقولا { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127.
قصة الذبيح
رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل فعرض ذلك على ابنه حتى لا يأخذه قسرا ويذبحه قهرا قال تعالى {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى }فكان رد ابنه {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات102 {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }واستسلما لأمر الله وعزما على ذلك وألقاه على وجهه ليذبحه من قفاه لئلا يراه في حال ذبحه ثم سمى إبراهيم وكبر وتشهد إسماعيل ووضع السكين على رقبته ليذبحه
فعند ذلك نودي من الله عز وجل {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ . َقدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }الصافات أي أنك امتثلت لأمر الله بذبح وحيدك وحصل المقصود من اختبارك وطاعتك ولهذا قال تعالى
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ }الصافات106 .
وقال تعالى {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }الصافات107 وعندئذ هبط عليه كبش أبيض فذبحه فداء لإسماعيل .

المصدر من كتاب البداية والنهاية لابن كثير



توقيع : بهجه فراج
[align=center][/align]

بهجه فراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس