|
سلسلة هذا خلق الله 10
خلق الله (10)
قصة إبراهيم عليه السلام
هو ابراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن راعو بن فالغ بن عابر بن شالح ابن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام .
ولما كان عمر تارخ خمسا وسبعين سنة ولد له إبراهيم عليه السلام وناحور وهاران وولد لهاران لوط ويقال أنه ولد ببابل أرض الكلدانيين قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ }الأنبياء51فقد أتاه الله رشده في الصغر وابتعثه رسولا واتخذه خليلا في كبره وقد شب إبراهيم ليجد أباه يتخذ من الأصنام آلهة , ويقال أن اباه كان له إسمان آزر وتارخ وقال بن جرير أن اسمه كان آزر والآخر لقبه أو العكس والله أعلم .
قال تعالى {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ . فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِين . َفَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ . فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ .و إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ }الأنعام وهذه الموعظة في الكواكب يقال انها كانت لأهل حران لإنهم كانوا يعبدون الكواكب , أما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ . قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ . قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ . أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ . قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }الشعراء .
أخذ إبراهيم يدعو قومه إلى ترك عبادة هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا ترى ولا تسمع وأن يعبدوا الله الذي خلقهم والذي يطعمهم ويسقيهم ويشفيهم من الأمراض وهو الذي يحي ويميت ولكن بلا فائدة وينصح أبيه بالابتعاد عن الأصنام وقال له . {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً }مريم43 ولكن أباه لم يسمع نصيحته وتوعده قائلا { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم 46فرد عليه ابراهيم {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً . وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً }مريم فلما يئس ابراهيم من دعوة أبيه وقومه توعدهم قائلا . {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ }الأنبياء57 ثم انفرد بأصنامهم فحطمها كلها إلا كبيرهم فلما وجدوا أصنامهم محطمة أدركوا ما توعدهم به ابراهيم من تحطيمها فسألوه من فعل هذا بآلهتنا قال إنه كبيرهم هذا فسألوه إن كان يستطيع الإجابة عليكم فأطرقوا ثم قالوا { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ }الأنبياء65 أي أنك تعلم أنها لاتنطق فلماذا تسألنا عندئذا قال لهم ابراهيم {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ . أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ }الأنبياء . {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ }الصافات97 فشرعوا يجمعون الحطب من جميع الأماكن ومكثوا مدة يجمعونه ثم عمدوا إلى حفرة عظيمة فوضعوا فيها الحطب وأشعلوا فيه النار فاضطرمت وتأججت والتهبت وعلا لها شرر لم يرى مثله من قبل ثم وضعوا ابراهيم عليه السلام في كفة منجنيق صنعه لهم رجل من الأكراد يقال له هزن وكان أول من صنع المنجانيق فخسف الله به الأرض, ثم أخذوا يقيدونه ويكتفونه وهو يقول لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك ثم ألقوه في النار فقال حسينا الله ونعم الوكيل .
وعن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم "لما ألقي ابراهيم في النار قال اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك .
وذكر بعض السلف أن جبريل عرض له في الهواء فقال : ألك حاجة فقال أما إليك فلا , ويروى أن ابن عباس وسعيد بن جبير أنه قال جعل ملك المطر يقول متى اؤمر فأرسل المطر فكان أمر الله أسرع {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69 , وقال ابن عباس لولا ان الله قال وسلاما لأذى إبراهيم بردها , وقال الضحاك يروى أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه لم يصبه منها شيء غيره , وقال السدي كان معه أيضا ملك الظل وصار إبراهيم في الحفرة وحوله النار وهو في روضة من الجنة . قال تعالى {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ }الصافات98 .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفي النار إلا الوزغ كان ينفخ عليه فأمرنا بقتله" .
في المرة القادمة بإذن الله نستكمل قصة إبراهيم عليه السلام .
توقيع : بهجه فراج
[align=center]  [/align]
|