|
سلسلة هذا خلق الله (8)
خلق الله (8)
قصة هود عليه السلام
هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام , وكان من قبيلة يقال لهم عاد , وكانوا عريا يسكنون الأحقاف وهي جبال الرمل وكانت باليمن من عمان وحضرموت واسم واديهم مغيث , وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذات الأعمدة الضخمة كما قال تعالى
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ }الفجر أي عاد إرم وهي عاد الأولى , ويقال أن هود أول من تكلم بالعربية ويقال أن العرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام هم العرب العاربة , والعرب الذين كانوا بعد إسماعيل عليه السلام هم العرب المستعربة .
وعاد الأولى هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان وكان أصنامهم ثلاثة هم
صدا , وصمودا , وهرا , فبعث الله فيهم أخاهم هودا عليه السلام فدعاهم إلى الله كما قال تعالى : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ }الأعراف65 , قال اللذين كفروا من قومه { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }الأعراف66 أي هذا الأمر الذي تدعونا إليه سفه بالنسبة إلى ما نحن عليه من عبادة هذه الأصنام التي يرتجى منها النصر والرزق ومع هذا نظن أنك تكذب في دعواك أن الله أرسلك {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ . أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }الأعراف68 أي أنه مخلص لهم في دعوته لا يبتغي منهم ثمنا لهذه الدعوة ولا أجر إلا من الله {يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }هود51 ولكنهم أصروا على كفرهم وعنادهم وقالوا { ْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ . إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }هود .أي هذا الذي أصابك ما هو إلا غضب من آلهتنا اعتراك أو أصاب عقلك بجنون {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ . هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ وَمَا نَحْنُ بمبعوثين . إن هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ }المؤمنون. قال لهم هود {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِين . َوَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الشعراء . قالوا له { ْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الأعراف70 , أي أجأتنا لنترك ما كان يعبد آبائنا ونعبد الله وحده , فإن كنت صادقا فيما قلت فأتنا بما وعدتنا من العذاب فإنا لا نصدقك ولا نؤمن بك . ولما يئس هود من دعوتهم إلى الله وترك عبادة الأصنام ٌقال لهم انتظروا العذاب الذي سينزله الله عليكم {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }المؤمنون26.
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ }الأحقاف . وذكر أنهم لما أبوا إلا الكفر بالله عز وحل أمسك عنهم المطر ثلاث سنين . فطلبوا من الله الفرج في مكان بيته عند الحرم , وكان من عاداتهم إذا طلبوا الفرج أن يطلبوه عند الحرم , فمرت سحابة سوداء ظنوا أنها الفرج وأنها ستأتي عليهم بالمطر ولكن السحابة كانت فيها ريح دمارا لهم لم تيقي منهم لا والد ولا ولد , ويقال أن هذه السحابة كانت فيها ريح كشهب النار أمامها رجال يقودونها , فسخرها الله عليهم سبع ليالي وثمانية أيام حسوما والحسوم الدائمة , فلم تدع من عاد أحد إلا هلك , واعتزل هود ومن معه من المؤمنين فيما ذكر في حظيرة لم يصيبهم شيء أما عاد فكانت الريح تجيء إلى أحدهم فتحمله فترفعه في الهواء ثم تلقيه على رأسه فتشدخه فيبقى جثة بلا رأس قال تعالى{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ . مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ }الذاريات
أي ريح لا تنتج خير وإنما تدمر كل شيء حتى تجعله كالشيء البالي الفاني الذي لا ينتفع به .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال " اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به .
توقيع : بهجه فراج
[align=center]  [/align]
|