عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-09, 10:54 AM   #6
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


الشاعر الساخر أحمد الصافي النجفي

قال الصافي صادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز

حورب لمحاولته السماح بالتصفيق في الندوات الادبية في النجف

فشل فآثر التشرد لكنه كان نجم زمانه

لم يقم للصافي مهرجان فقال

(كان ذاك السلام لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـام)

حياة (الشاعر أحمد الصافي النجفي) (1897- 1977)، كما أرخها الشاعر والأكاديمي النجفي ألآخر (إبراهيم العاتي) ولا ادري كيف يكون (العاني) نجفيا. (الشاعر أحمد الصافي النجفي) عانى في حياته ألوانا من المفارقات، بين غربة بعضها اختياري وبعضها جبري، عاش (الصافي النجفي) بين شقاء اضفاه على نفسه، خشيةً ان يحرم من البقاء في دمشق حيث كان يعيش في غرفة بالية، ليس بينها وبين القبر من فارق غير أنها فوق الأرض. رفض أكثر من مرة راتباً جارياً من العراق، أو من أهل اليسار، بعد ضغط السنين، وإلحاح المرض المزمن استجاب لطلب سفير العراق ببيروت (ناصر الحاني)، أوائل الستينات قبل راتباً غير مشروط بتطويق حريته أو تحديد أسلوب حياته. (أحمد بن علي بن صافي النجفي) ولد عام 1897 اي قبل القرن العشرين في النجف في أسرة دينية كان والده (علي الصافي) قد ورث فقه الدين عن أجداده، أما جدّه لأُمه فهو (الإمام الشيخ محمد حسين الكاظمي) أكبر فقهاء عصره له عدد من المؤلفات الدينية. تعلم(أحمد الصَافي النجفي) بعض اجزاء القرآن على (شيخة)، ثم تعلم الكتابة وأكمل قراءة القرآن في (مدرسة الملا) اي في (الملا) كما نقول نحن العراقيين. كان رغم صغر عمره ينوب عن المعلم في تدريس الخط للتلاميذ. توفي والده بالكوليرا التي عمت العراق عام 1907 كان أحمد في العاشرة من عمره فتسلم شقيقه الأكبر (محمد رضى) إعالة العائلة. بعد تخرجه من (الملا) اتقن الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان وأصول الفقه من كبار المعلمين منهم المجتهد الأكبر ( السيد أبو الحسن الأصفهاني) لثماني اعوام فأتقن هذه العلوم. كان(أحمد الصَافي النجفي) ضعيف البنية أرهقته الدراسات فأصيب ببعض انواع العصاب اي الانهيار العصبي الشديد فأشار الأطباء عليه التوقف عن متابعة الدروس فاتجه إلى المطالعة في الأدب القديم والصحف والمجلات فاكتسب معلومات ثقافية واسعة. أخذ ينشر مقالاته في مجلة (المقتطف) و (الهلال) مجلتان صغيرتان الحجم مصورتان جامعتان تنشران مقالات لا تنشرها صحف ذاك الزمن تصدران في مصر، الكثير منها مما يحدث في اوربا، كانتان تثقافيتان يجد القراء فيهما كل ما هو جديد ذاك الزمن للانجازات العلمية الحادثة في اوربا. كانت المجلتان ليس لهما ضريب كانتا تصلان العراق حتى البصرة. لم يكن بوسعي شرائهما فكنت اقرأهما في المكتبة العامة في البصرة، كانتا تنشران في مصر من دار (الهلال), مؤسسها (جرجي زيدان) اللبناني الاصل. اما (المقتطف) فكان يصدرها فريق من المثقفين وهي اول واوحد مجلة علمية كانت تصدر في العالم وهي المجلة الوحيدة التي عرفت العالم العربي بـ (نظرية التطور) لـ (جارلس داروين) كانت تصدر من مصر، كنت ذلك في الثانوية اتابعها في المكتبة منحتني الكثير من العلوم كان يحررها مجموعة من مثقفي ذاك الزمان اللبنانيين الاصل في العام خاصة كانت فريدة زمانها.

صدرت كتب عديدة عن حياة (أحمد الصَافي النجفي) وشعره النير بالاظافة لما أرخه الشاعر والأكاديمي النجفي الآخر (الدكتور إبراهيم العاتي) في كتابه (أحمد الصَافي النجفي.. غربة الروح ووهج الإبداع)، الصادر عن دار العلم للطباعة والنشر، بيروت 2007، سجل (العاتي) رصداً دقيقاً مكثفاً لحياة وشعر (أحمد الصَافي النجفي)، أحد أبرز شعراء العربية المعاصرين، من الذين اختلط شعرهم بحياتهم، وكان بدايتهم ونهايتهم. قبل هذا، حظا (أحمد الصَافي النجفي) بأكثر من ترجمة حياته فلم تغيبه الغربته عن مؤرخي الأدب العراقيين، فحفل كتاب (شعراء الغري) للكاتب النجفي (علي الخاقاني) توفي عام 1979 عرفته في بغداد يوم تأسست جمعية الصحفيين التي رأسها (محمد مهدي الجواهري) في عهد (عبد الكريم قاسم)، (علي الخاقاني) في كتابة ترجم حياة (أحمد الصَافي النجفي) في عرضه واحد من (شعراء الغري) اي النجف كانت وافية. اما كتاب (إبراهيم العاتي) في تأليفه اعتمد ترجمات عدد من الأدباء ومؤلفين عربا وعراقيين مما أثار اهتمامهم بـ (أحمد الصَافي النجفي). (إبراهيم عبد الستار) في طبعة (عبقرية الصافي) عن طرابلس- لبنان 1974، و (إبراهيم الكيلاني) في كتابه (الشاعر أحمد الصافي النجفي) من دمشق 1980، و (عبد اللطيف شرارة) في كتابه (الصافي) طبعة بيروت 1981، والطبيب الأديب (عبد السلام العجيلي) في (وجوه الراحلين) طبعة دمشق 1982، و (سلمان هادي طعمة) في (أحمد الصافي شاعر العصر) طبعة بغداد 1985. كان لمسقط رأس الشاعر النجف أو الغري خاصة قد لا تتكرر في المدن الدينية الأخرى لانها محافظة متزمتة متشددة اشد المحافظة والتزمت والتشدد على التقاليد، رسخت في المتوارث لكنها أخذت قدسيتها من واقع المدينة، والرغبة في المحافظة على تراثها. إلى جانب ذلك البعض في النجف المدينة تواقون للانفتاح، واستيعاب الجديد، لكن وفق التقليد المتوافر والظروف. في وقت عُدى التصفيق في الأماسي الأدبية، أو الاحتفالات التكريمية، وما أكثرها بالنجف، من المحرمات. ليس غريباً أن يكون (أحمد الصَافي النجفي) كبش الفداء، من الثائرين على تحريم التصفيق، رغم عدم أهمية الممارسة إلا أن منعها يتبعه ممنوعات أخرى، يكرس الشعور بالضغط والكبت. من مثل هذا الإجراء المتوارث.



في عام 1920 أصدر الحاكم الإنكليزي أمراً بإلقاء القبض (أحمد الصَافي النجفي) لكونه من المحرضين على ثورة العشرين فاضطر إلى مغادرة العراق إلى إيران واستقر بولاية شيراز هناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس. تابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه (علي الجارم) و (أحمد أمين) من العربية إلى الفارسية للتدرّس في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم (رباعيات الخيام) من الفارسية إلى العربية اذ تعتبر أفضل ترجمة لأنه نقلها عن الأصل الفارسي. طبعت للمرة الأولى في طهران. قضى ثماني سنوات في طهران ثم عاد إلى العراق بطلب الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم العراق فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية شغلها لثلاث سنوات. في عام 1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء. كان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. عندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام 1941 أدخل الصافي النجفي السجن بأمر السلطات الإنكليزية، مكث في التوقيف أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه (حصاد السجن) هذه بعض الأبيات االمنظومة في السجن: (لئن أسجن فما الأقفاص إلا لليث الغاب أو للعندليب) ثم (ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً فنحت لفرقة الغصن الرطيب). أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين سورية ولبنان كانت المقاهي ضالته في دمشق كان يرتاد مقاهى (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين. كان (أحمد الصَافي النجفي) قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) كان من أصدقائه بدمشق (الدكتور عبد السلام العجيلي) و (فخري البارودي) و (بدوي الجبل) و (محمد الحريري) و (أحمد الجندي) و (عمر أبو ريشة) و (سعيد الجزائري). من أصدقائه في لبنان( الشاعر القروي) و (ميخائيل نعيمة) و (مارون عبود) وغيرهم. في إقامته في لبنان كان يرتاد (مقهى الحاج داود) و (مقهى البحرين) و (مقهى فاروق) في الليل كان يأوي إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو). كان في جميع هذه المقاهي يدخن النركيلة وهي ممارسة شائعة في العراق ولبنان وسوريا وخاصة في مصر اذ كانت مواضعا للحشاشين.


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس