عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-09, 01:44 PM   #38
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: قبس من مصابيح الهدى


[align=center]

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع
* المبحث الثالث : في نشأته :
ذكر بعض من ترجم له بعض المواقف التي حدثت لعروة في صباه وأيام نشأته :
فقد قال : رددت أنا وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام يوم الجمل ، استصغرنا (10) ، قال يحيى بن معين : كان عمره يومئذ ثلاث عشرة سنة ، لأنه ولد في سنة ثلاث وعشرين (11) .
ولا عجب في ذلك – أي رغبته في المشاركة ورغبته مع صغر سنه – فأبوه الزبير أول من سلّ سيفاً في الإسلام ومن الشجعان المعدودين وأخوه عبدالله الذي لم تسع كتب السير مواقف شجاعته وأحداث بطولته .
كذلك مما رُوي عنه في نشأته ، قوله : كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي (12) .
ملاطفة الزبير لابنه عروة كان من أكبر الأسباب المؤثرة في نشأة عروة إلى أن ينشأ على تلك الصفات الحميدة من الصبر والعلم والعبادة كذلك الشجاعة.
ومما يروى عنه أنه قال : كنت غلاماً مالي ذواتبان ، فقمت أركع ركعتين بعد العصر ، فبصر بي عمر ومعه الدره ، فلما رأيته ، فررت منه ، فلحقني ، فأخذ بذؤابتي ، قال : فنهاني ، قلت : لا أعود .
قال الذهبي معلقاً : الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبدالله ، أو جرى له مع عثمان (13) .
يلحظ أن هذا جرى له وهو غلام ، يعلم منه ماكان للتربية والبيت والبيئة التي خرج منها عروة من نشأته على العبادة من زمن الصغر والتربية عليها ، لهذا كان يعد عروة من العباد بعد كبره .

* المبحث الرابع : زوجاته وأبناؤه :
تزوج عروة رحمه الله أربع زوجات وأنجب منهن ، وكذلك أنجب من عدد من الإماء : وهن :
1. فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبدالعزى : وأنجب منها : عبدالله وعمر والأسود وأم كلثوم وعائشة وأم عمر .
2. أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبدشمس : ومنها
أنجب : يحيى ومحمد وعثمان وأبي بكر وعائشة وخديجة .
3. أسماء بنت سلمة بنت عمر بن أبي سلمة بن عبدالأسد من بني مخزوم : ومنها عبيدالله بن عروة .
4. أم ولد اسمها واصلة : ومنها : مصعب بن عروة وأم يحيى .
5. أم ولد : ومنها هشام بن عروة وصفية (14) .
ومن أبنائه من روى عنه سأذكرهم – إنشالله – في المبحث الخاص بمن روى عنه وتتلمذ عليه .

* المبحث الخامس : طلبه للعلم وحرصه عليه :
سأبدأ من هذا المبحث في ذكر ماتميز به عروة رحمه الله من العلم والفقه ونبدأ في هذا في هذا المبحث بذكر طلبه للعلم دون من سمع عنهم – من مشائخه – لأني رأيت أفرادهم في مبحث مستقل :
فمن أكبر الأسباب التي يسرت له حمل العلم والفقه أنه حمل الهم وتطلع إلى العلم ومن ذلك ما يروى أن : المسجد الحرام جمع بين عبدالملك بن مروان وعبدالله بن الزبير وأخويه مصعب وعروة وعبدالله بن عمر أيام تآلفهم بعهد معاوية بن أبي سفيان ، فقال بعضهم : هلم فلنتمن ، ، فاجتمعوا في احجر . فقال عبدالله بن الزبير : امنيتي أن أملك الحرمين وأنال الخلاف ، وقال مصعب : امنيتي أن أملك العراق وأجمع بين عقليتي قريش سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة ، وقال عبدالملك بن مروان : منيتي أن أملك الأرض كلها وأخلف معاوية ، وقال عروة : لست في شيء مما أنتم فيه ، منيتي أن يؤخذ عني العلم (15) . وقيل : أنه قال : منيتي الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة ، وأن أكون ممن يروى عنهم هذا العلم (16) . وقال عبدالله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة .
فصرف الدهر من صرفه إلى أن بلغ كل واحد منهم أمله ، ولعل ابن عمر قف غفر له .
وكان عبدالملك بن مروان يقول : من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير لأنهم لما اجتمعوا وتمنوا فلما نال كل امرئ منهم أمنيته كان في ذلك دليل على نيل عروة أمنيته (17) .
وأُردف الحرص الذي تبين لنا من خلال القصة السابقة بحرصه على العلم وطلبه فالعلم لا ينال إلا بالتعلم، والعلم لا ينال برامة الجسد كما علق ذلك الإمام مسم عن يحيى ابن كثير . يتبين لنا هذا الحرص من خلال هذه الأقوال والمواقف التالية :
فقد قال قبيصة بن ذؤيب : كنا في خلافة معاوية ، وإلى آخرها ، نجتمع في حلقةِّ بالمسجد بالليل ، أنا ومصعب ابنا وعروة ابن الزبير ، وأبو بكر بن عبدالرحمن ، وعبدالملك بن مروان ، وعبدالرحمن المسور ، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، وكنا نفترق بالنهار ، فكنت أنا اجالس زيد بن ثابت وهو مترئس بالمدينة في القضاء ، والفتوى ، والقراءة ، والفرائض ، في عهد عمر وعثمان وعلي ، ثم كنت أنا وأبو بكر بن عبدالرحمن نجالس أبا هريرة . وكان عروة يغلبنا بدخوله على عائشة .
وكان يقول عن نفسه : ماماتت حتى تركتها قبل ذلك بثلاث سنين وقال : لقد رأيتني قبل موت عائشة بأربع حجج ، وأنا أقول : لو ماتت اليوم ماندمت على حديثٍٍ عندها إلا وقد وعيته ، ولقد كان يبلغني عن الصحابي الحديث فآتيه ، فأجده قد قال – نام - ، فأجلس على بابه ، ثم أسأله عنه (18) .
وهكذا فلما حمل عروة همَّ العلم ثم حَرِصَ عليه وطلبه وهو صغير ، كان لنا ذلك الفقيه العالم وهو كبير ، من خلال المبحث السابق كان غرضنا إيراد بعض مواقف عروة بن الزبير في طلب العلم .

[/align]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس