عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-09, 08:01 PM   #4
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: ديك الجن- شاعرا واديبا


شخصية ديك الجن


--------------------------------------------------------------------------------

إذا إستعرضنا قصة مجنون ليلى العربية أو رميو وجوليت الأوربية وقصة هذا الشاعر ديك الجن لوجدنا أن قصة تتفوق على نظيراتها من القصص الحب التي أنتهت نهاية حزينه ورد قلت ماذا هذا الشاعر بالشاعر القاتل والمقتول وكيف ذلك ولماذا؟فما هي قصته هو ببساطة شديد هو قاتل زوجته التي أحبها حباً كبيراً وتفيأ تحت ظلال روموش عينبها يتبرد من حرارة الحب ولن أطيل وأفصل كثيراً تاركاً لغيري من دراسي الآداب أن يتعرضوا الدراسة شاملة وأفيه تعطي هذا الشاعر المسكين حقه المهضوم منذ قرون.

أسمه:

هو عبدالسلام بن رغبان بن عبدالسلام بن عبدالله بن يزيد بن تميم وكنيته أبو محمد وتعود أسرته في الأساس إلى قربه مؤته في بلاد الشام وتميم هو أول جدٍ من جدوده أعتنق الأسلام أشتهر من هذه العائلة حبيب بن عبدالله بن رغبان كان كاتباً في عهد الخليفة المنصور.

لقبه:

غلب على عبدالسلام لقب ديك الجن بسبب من هذه الأسباب:

1- كانت عيناً عبدالسلام خضراوين فلقب بديك الجن هذا ماجاء في تاريخ دمشق ثم في إعلام الزركلي فيما بعد.



2- سمي بديك الجن لأنه ذكر الديك في شعره قال ذلك محمد السماوي أول جامع لشعره.



3- سمي بذلك تشبيهاً_ _- لدوبية - كانوا يشاهدونها هو جلساؤه أثناء سمرهم في بساتين حمص كثيقة الوورد ولم يعرف سبب التصاق هذه اللقب بـ عبدالسلام بالضبط وماهو الشبه بينه وبين تلك الدوبية التي كانو يشاهدونها باستمرار.



ولادته:

ولد عبدالسلام في مدينة حمص سنة 161 هجرية - 778 ميلادية وإليها نسب - أي ديك الجن الحمصي بعض دراسية يرجعون نسبته إلى سلمية من أعمال حمص في ذلك العهد وهي الآن مدينة السلمية تقع شمال شرق مدينة حمص بـ 50 خمسون كيلو متر تقريبا عاش شاعرنا عيشة ترفٍ وبذخ ينهل من مؤروث أسره ميسوره الحال حتى بدد أمواله على اللهو والغزل والترنح النشوان بين بساتين حمص ومنتزهاتها الساحرة حتى ليكاد من يجيد التمتع بجمال وسحر تلك البساتين يكاد لايحتمل الأبتعاد عنها والأستغناء بغيرها لما لتلك البساتين من جاذبية تجذب إليها من أستمتع بجتها فهي متنوعة الوورود والأزهار ولهوائها العليل الذي يدخل إلى النفس وليس فقط إلى الرئيتين نعم أنغماس ديك الجن وسط تلك الخمائل الغناء يساعده على ذلك وفره المال وحس شاعر ينهمر عليه المعجبون وفي خلال ذلك عرضت لعينه فاتنته ورد حول كل مابوسعه أن تبادله الحب رفضت إلا الزواج ولأنه لم يستطيع مقاومة الأبتعاد عنها كما لم يستطيع الأبتعاد عن منتزهات حمص فقد قرر الزواج منها وكان زوجاً موفقاً عاشا حياةً ملؤها السعادة والحب يرتعان كغزالين في نعيم الحب يلحقان كطائرين في سماء السعادة يسبحان في بحيرة الهناء والرفاه نعم كانت حياتهما ملؤها السعادة والحبور وإذا كان محسود بالأصل فازداد حسادة حسداً وتوسعت دائرة معارضية ومنهم وأهمهم على الإطلاق أبن عم له هو أبا الطبيب والذي مابرح يؤبنه على أستغرافة في اللهو والمجون ويطلب منه التوقف عن هدرا أمواله التي أوشكت على النضوب تماماً لم يلتقت شاعرنا لنصح الناصحين ولوم اللائمين وأستمر ينفق ماورثه عن أهله وماجمعه هو حتى تبدد كل مافي حوزته من مال الطريف والمتلد كما قال طرفه بن العبد وكان يرد عليهم بابيات من الشعر تترجم قناعة في الحياة أنظر إلى الشمس القصور وبدوها وإلى خزاماها وبهجة زهرها لم تبل عينك أبيضاً من أسود جمع الجمال كوجهها في شعرها ورديية الوجنات يختبر أسمها من ريقها من لايحيط بخبرها تسقيك كأس مدامة من كفها وديةٍ...ومدامة من ثغره لقد كان يعني بهذا الوصف محبوبته

وزوجته ((ورد)) واستمر يترنم في وصفها .

يا كثير الدل والغنج .لك سلطان على المهج وجهك المامول حجتنا .

يوم ياتي الناس بالحجج نلاحظ كيف انه يتعبر حجته ان وردا لا يمكن

الاستغناء عنها ويرخص المال في سبيل التنعم بالقرب منها ليلا ?

نهارا .

ايا قمر تبسم عن اقاح ويا غصنا يميل مع الرياح .

وهكذا نفق اخر درهم .ولم يكن يعلم ان هناءه وسعادته ونعيمه

قد نضب ايضا كانما الحياة لا يدوم هناءوها .فذهب الى ((السلمية ))

قاصدا صديقا له هو ((احمد بن علي )) الهاشمي ليقيم عنده ويعود

من عنده ببعض المال . وفي هذه الفترة كان قد ازداد حنق ابن عمه

((ابي الطيب)) واصراره على ان يلفق تهمة ((لورد))حتى يعود

((ديك الجن))مسرعا الى حمص وتكون النتيجة التـي يرغب بها

((ابو الطيب)) . فارسل في طلبه الى ((السلمية)) يخبره ان زوجته

تخونه مع غلام يدعى ((بكر)) في اثناء غيابه . فعاد مسرعا الى

حمص يتطاير الشرر من عينيه . كيف تخونني وانا الذي قد لبيت

طلبها في حين رفضت الاخريات .وانا الذي اجلستها تحت غيمة

من الحب تقطر فوق راسينا من ندى الحب المعطر .كيف تخونني

وانا الذي انفقت ما املك في سبيل هنائها ورفاهها . كبر مقتا عند

شاعرنا .....! وصل الى حمص وذهب الى منزله مسرعا وقبل ان

يسال احدا ممن يثق بهم عن صحة ما ابلغه اياه ابن عمه .

سالها بوضوح . انكرت باصرار وبدهشة في هذه اللحظة كان ابن

عمه يرقب دخوله الى المنزل وفي الحال ارسل شخصا وقال له :

اطرق الباب فإذا رد عليك ((ديك الجن)) عد الي راكضا وذلك ليوهم

ابن عمه ((ديك الجن)) ان من جاء إنما لعلمه ان لارجل في النزل وكان

ذلك وبعد ان طرق الرجل الباب وهرب . رجع من عند الباب وهرب عند

سماع صوته . لم تتوقع المسكينة ان حالته لا تسمح بالانتظار لحظة حتى تدافع عن نفسها حتى تقدم شهودها .وبلحظة غضب ملاء كل جوراحه واحاسيسه وشل تفكيره . ولجم لسان العقل عنده . هوى عليها بالسيف وكان السيف على مقتل .إذ لم تمض ثوان إلا وكانت ((ورد)) بين

يديه وبيديه قتيلة ولشدة غضبه منها وتحسره عليها . فقد اشعل النار في جسدها كأنه لا يحتمل أن يراها نائمه والدم يغسلها . ظن أن حرقها قد يلهيه وبدأ يتسرب ألى نفسه الندم . ماذا فعلت قد خسرت اجمل ما عندي في هذه الحياه . وبعد وقت قصير فقط عندما تكاثر حوله الناس . علم أن ((ورد)) بريئة فبدأ يطرق كفاً بكف .بقي طوال عمره ينشد الشعر في ذكراها . ويعبر عن الندم القاتل لفعلته التــي فعل . ثم كان قد جمع رماد جسمها واحتفظ به طوال حياته على شكل كأس للشرب .

اجبني إن قدرت على جوابي بحق الود كيف ظللت بعدي وأين طللت بعد حلول قلبي وأحشائي وأضلاعي وكبدي إذن لعلمت إني عن قريب

ستحفر حفرتي ويشق لحدي ويعذلني السفيه على بكائي كأني مبتلى

بالحزن وحدي يقول قتلتها سفها وجهلا وتبكيها بكاء ليس يجدي كصياد

الطيور له انتحاب عليها وهو يذبحها بحد .

واستمر طوال العمر يصف حالته بعد ((ورد)) مما لا تسمح باستعراض ابياته هذه الدراسة الموجزة لكني سأعرض هذا البيت الذي فيه صورة

لعلها جديدة في الشعر العربي عموما .

كان قلبي إذا تذكرها فريسة بين ساعدي أسد نعم هذه هي قصة

أو ملحمة شاعر أتفق كل من قرأ حياته وشعره أنه يستحق أن يقرأ

وأن يعرف فلماذا هذا التعتيم على هذا الشاعر . رغم أن البعض من نقاد الشعر والادب كان قد تعرض لهذا الشاعر وأراد أن يزيح عنه غبار النسيان كما فعل كل من الاستاذين ((محي الدين الدرويش وعبد المعين الملوحي)) كتب ((ديك الجن)) . في عدة مجالات وله وصف للديك ايضا

وعن مذهبه وعن إيمانه ويطول البحث أن استعرضتها جميعها وما اجمل هذا البيت في وصف الديك .

أما ترى راهب الاسحار قد هتفا وحث تغريده لما علاالشعفا ويثبت إيمانه

ليد حض رأي من أتهمه بالعكس .

بأبي فم شهد الضمير له .قبل المذاق بأنه عذب كشها دتي لله خالصة

قبل العيان بأنه رب .

هذه هي ماحمة ((ديك الجن)) .ولعل من يفصل له ثوبا يليق بها ...



حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس