عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-09, 01:08 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: من يدفع اجرة الزمار -حسين الحمداني


هجوم ماكدونالد على انحلال و انحطاط الإمبراطورية اعتبر تطاولاً من الوكالة و المفكرين النافذين في المجلس. رغم تعليمات ابرايدن الموجهة للمثقفين و المنظمات التي تستلم أموالاً من الوكالة من انه "ليس المطلوب دعم كل الجوانب في السياسة الأمريكية، لكن هناك دائماً حدود خصوصاً في الجوانب التي تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة" (314)فعلى الرغم من أن ماكدونالد كان محرراً سابقاً في المجلس فقد رفضت و حجبت المقالة .
الآراء الملتزمة لبعض كتاب الحرب الباردة المحترمين مثل "نيقولا شيرومونت" كتب في الإصدار الثاني للمجلس ""انه من الواجب على المثقف أن لا يتهرب وينزل إلى مستوى تصنيف تزيف الحقائق على انه حقيقة أو ما يسمى بالكذب المفيد." حتماً أن الأمر لن يلقى قبولاً من المجلس و مجموعته عندما يتعلق الأمر بالتجرؤ على انتقاد الأكاذيب المفيدة للغرب .
إحدى أهم ما تطرقت له سندورز في كتابها الرائع هو علاقة الوكالة و عملائها بمتحف الفن الحديث (MOMA)حيث تدفقت مبالغ طائلة لترقية فن التعبير التجريدي(AE) . رسماً ورسامين كمحاولة لإفراغ الفن من كل مضمون اجتماعي وفي سبيل ترقية هذا النمط من الفن قامت الوكالة بصد كل الأصوات اليمينية المناهضة له في الكونغرس حيث اعتبرت ترقيته في صالح مناهضة الفكر الشيوعي .فأيديولوجية الحرية وحرية المبادرة هي معطى رمزي وعليه أن لا يبقى صامتاً بل هو النقيض الحقيقي للواقعية الاشتراكية (245).وقد نظر إلى الفن التعبير التجريدي كنوع من التعبير الصحيح عن إرادة التحرر الوطني .متجاوزة نقد الاتجاهات اليمينية في الإدارة حول اتجاهها إلى القطاع الخاص معتبرة " MOMA و شريكها المؤسس "نيلسون روكفلر" و الذي يعود إليه فن التعبير التجريدي كواجهة لمؤسسة حرة" فالعديد من مدراء MOMA كانت لهم صلات قوية بالوكالة" أي كانت مستعدة لتقديم المساعدة إلى فن التعبير التجريدي كسلاح فعال في الحرب الثقافية في حقبة الحرب الباردة .فمعارض كبيرة لهذا النمط الفني مولت في جميع أنحاء أوربا و جند له نقاد فنيون كثر و امتلأت أسطر مجلات فنية كثيرة بمقالات مليئة بالمديح و الإشادة .وتضافرت الموارد المالية لـ MOMA مع التمويل الواضح للوكالة ضمنت تعاون كبار دور العرض في أوربا و بالتالي التأثير على علم الجمال "الاتيكيت" عبر كل أوربا .
ففن التعبير التجريدي كفن حر (جورج كينان272 ) استخدم كإيديولوجيها لمحاربة الفنانين الملتزمين سياسياً في أوروبا ، ومجلس الحريات الثقافية "واجهة الوكالة" رمى بكل ثقله لدفع فن الرسم التجريدي أمام الفن التصويري أو علم الجمال الواقعي في فعل سياسي فاضح .و تعليق على الدور السياسي الذي لعبه فن التعبير التجريدي تقول سندورز" أحد الأدوار الأساسية الذي لعبه فن الرسم الأمريكي في الحرب الثقافية إبان الحرب الباردة هو أنه زيادة على انه أصبح جزءاً من مؤسسة دعائية بل من كونه حركة عليها أن تكون بعيدة عن الاستقطاب السياسي أصبح اتجاهه برسم منحى سياسي محدد"(275)."
فالوكالة جمعت بين فنانين غير مسيسين ودعمت الفن من أجل الفن ضد الفنانين في اليسار الأوربي و السخرية أن هذا الموقف اللاسياسي كان فقط للضحك على اليساريين.
وبرغم هذا فالوكالة وآلتها الثقافية كانت قادرة بشكل كبير على تشكيل وجهة النظر بعد الحرب العالمية الثانية بواسطة الفن، بعض المشاهير من كتاب وشعراء وفنانين و موسيقيين أعلنوا استقلالهم عن أي توجه سياسي ووهبوا أنفسهم للفن و من أجل الفن ،وهذا المذهب للفنانين الأحرار أو المفكرين الأحرار الغير منتمين سياسياً كان يلاقي رواجاً و انتشاراً واسعاً ليومنا هذا .
فسندورز قدمت لنا وصفاً دقيقاً للصلات بين الوكالة و الفنانين والمثقفين الغربيين تترك غموضاً عن دوافع الوكالة الماكرة للسيطرة على المنشقين ،وإن مناقشة ذلك يدخل ضمن سياق المنافسة و الصراع السياسي مع الشيوعية السوفياتية،إذ أنه لا يمكن تحديد بصمات الحرب الثقافية للوكالة في سياق الصراع الطبقي و الثورات الأهلية في العالم الثالث،و تحديات الماركسيين المستقلون للهيمنة الاقتصادية للامبريالية الأمريكية.
وسندرز تميل إلى بعض المدح الانتقائي لبعض مشاريع الوكالة .فبدلاً من رؤية الوكالة كآلة للامبريالية الأمريكية يفضل ساندرز إلى انتقاد أساليب التضليل و الخداع التي اعتمدتها واضعاً محاولة الهيمنة الثقافية للولايات المتحدة وحلف الناتو على أوربا في خانة رد الفعل الدفاعي ضد المد الشيوعي .فبوادر الحرب الثقافية الباردة ظهرت جذورها مبكراً في الصراع الطبقي في الغرب .أي الوكالة و عملائها "اوفر براون و جاي لوفستون "شيوعيون سابقون صبت ملايين الدولارات لتحطيم اتحادات عمالية و كسر الإضرابات عن طريق تمويل الاتحادات الاجتماعية الديمقراطية (94).فمجلس الحريات الثقافية و مثقفيه كانت تمولهم نفس الوكالة التي استأجرت أفراد العصابات المارسيلية Marseilles gangsters لكسر إضرابات عمال الموانئ سنة 1948.
بعد الحرب العالمية الثانية والتشكيك في أوربا فيما يسمى الحق القديم "اشتباه صلاته بالفاشية وهشاشة النظام الرأسمالي" أدركت الوكالة أنه لتقويض المثقفين و النقابيين المعادين للناتو هناك حاجة لخلق ما يسمى اليسار الديمقراطي كايدولوجيا لاستيعاب الصراع الطبقي و الاجتماعي .و جند قطاع متخصص في الوكالة للالتفاف على المعارضين اليمينيين للمشروع في الكونغرس وقد استعمل اليسار الديمقراطي خصوصاً ضد اليسار الراديكالي وكستار للهيمنة الأمريكية على أوربا.
فلم تتوانى إيديولوجيا اليسار الديمقراطي عن أي توظيف لخدمة السياسات و الاستراتيجيات الأمريكية .فوظيفتهم لم تكن في سؤال أو مطلب .بل خدمة الإمبراطورية الأمريكية تحت ستار "قيم الديمقراطية الغربية".
فقط عندما ظهرت الاعتراضات الضخمة على حرب فيتنام في الولايات المتحدة وأوربا و انكشف غطاء الوكالة عنهم بدأ بعضهم بالخروج عن الدرب و انتقاد السياسة الخارجية للولايات المتحدة .
مثلاً بعد إنفاقه دهراً من سيرته في خدمة الوكالة" ستيفان سبندر" أصبح ناقداً للسياسة الأمريكية في فيتنام،مثله فعل بعض المحررون .و ادعوا جميعهم البراءة، لكن بعض النقاد اعتقدوا أن علاقة بعض الصحف بالمانحين هي طويلة و عميقة و ظاهرة بدون الحاجة لمزيد من التوضيح، فتدخل الوكالة في الحياة الثقافية في أوربا و أمريكا كانت له نتائجه على المدى الطويل .فالعديد من المثقفين كوفئوا بالشهرة والاعتراف العام ومولت أبحاثهم و مشاريعهم لخدمة الأهداف الإيديولوجية التي حددتها الوكالة،البعض من الأسماء الكبيرة في الفلسفة،علم الاجتماع،و علم الايتكيت السياسي ،و الفن أصبحوا معروفين بفضل المؤتمرات و الصحف التي تمولها و تدعمها الوكالة لتأسيس القواعد لخلق جيل جديد وفق المعايير السياسية التي تخدم الإستراتيجية الأمريكية.لا استحقاق ولا كفاءة فقط من يساير خط واشنطن السياسي .مظهراً الولاء و الالتزام يصبح رئيساً لمعهد أو متحف أو أكاديمية رفيعة.
فالولايات المتحدة و اليسار الديمقراطي الأوربي ضد آلة الدعاية الستالينية والتي يروج لها بالدعاية للقيم الديمقراطية الغربية كانت الستار والغطاء الإيديولوجي للجرائم البشعة للغرب .و نشاهد مرة أخرى كيف اصطف عديد مثقفي اليسار الديمقراطي وراء الغرب و الـ kIAفي حربها الأخيرة على يوغسلافيا و حملة التطهير العرقي وقتل الآلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء .فإذا كانت الخوف من الستالينية كان أفيون اليسار الديمقراطي بالأمس فإن دعوى التدخل لحماية حقوق الإنسان هو المخدر اليوم و الذي يضلل الكثير من اليساريين الديمقراطيين .فقد نجحت حملات الوكالة في خلق النموذج من مثقفي اليوم الذين لا تربطهم أي علاقة بالمجتمع و الرأي العام و الذين لا يهمهم إلا التقرب من المؤسسات المرموقة .
إن الدور المحترف و الناجح الذي لعبته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لخلق حاجز إيديولوجي لمحاربة كل النقاد الذين يكتبون عن الصراع الطبقي وصلف وهيمنة الامبريالية الأمريكية .
و هذا التوجه الأحادي الضار لمجلس"كونغرس" الحريات الثقافية للوكالة ليس فقط في دفاعهم عن السياسات الامبريالية الأمريكية بل نجاحهم في الفرض على الأجيال اللاحقة من المثقفين أي فكرة لنقد هذه الهيمنة الإعلامية الثقافية و السياسية لها .
فالقضية اليوم ليست في أن الفنانين أو المثقفين قد يستطيعون أو لا ،أن يأخذوا موقفاً متقدماً من قضية ما .بل الاعتقاد السائد لديهم أن أي انتقاد أو تعبير ضد الامبريالية الأمريكية و سياساتها الجائرة يجب أن لا يظهر في موسيقاهم ورسوماتهم و كتاباتهم إذا أرادوا لأعمالهم أن تنال الاستحقاق المطلوب .فالنصر الدائم الذي حققته الوكالة هو إقناع المثقفين أن إيمانهم و ارتباطهم الجدي بقضاياهم في اليسار لا يتوافق مع الفن الجدي و الاستحقاقات،فاليوم في الأوبرات ،المسارح ،و المعارض الفنية،و المجتمعات الأكاديمية ، قيم و أساليب الحرب الباردة للوكالة مرئية و مسموعة بوضوح.
فمن يتجاسر على خلع ملابس الإمبراطور.


النص الأصلي:
http://findarticles.com/p/articles/m...1/ai_57815254/
__________________

ملخص كتاب: من يدفع أجرة العازف ‏؟!

--------------------------------------------------------------------------------
التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 20/06/2009 الساعة 08:56 AM




01/07/2009, 07:10 PM #2
طارق شفيق حقي
المدير العام




--------------------------------------------------------------------------------

يجمل بنا أن نذكر أن من يعمل على كشف أسماء العملاء هي الوكالة نفسها
ورغم أننا ننظر لهم بعين السخط -أقصد للعملاء أو لمن سقط في حبائلهم-
لكن ذلك يعتبر بالنسبة لهم -أقصد للوكالة الأمريكية- بمثابة دعاية لنجاحات الوكالة كما كان مسلسل رأفت الهجان يخدر الشعوب في وقت عبثت فيه جواسيس الموساد في مصر

المراحل تتغير مع الزمن والأساليب تتطور
ولحظة الاعتراف التي تقوم بها الوكالة
وإن كان لها تشابه مع جلس الاعتراف الكنسي
لا تعبر عن كشف بل هي اداة جديدة
ولعل الشكل الجديد هو العمالة الواضحة
ولقد شاهدنا من قد اعترف أنه يقبض رواتبه من أمريكا وبكل وقاحة
هذا الطابور الثقافي الخامس لهو جيل جديد وقد دفع للمكاشفة والاعتراف رغماً عنه للايهام بنضج المرحلة التالية أو ما يسمى الهروب للأمام

وهذه الأساليب يقوم بها الكيان الصهيوني
فحين يتلقي رئيس عربي بهم خلسة
يسارعون لفضحه والكشف عن هذه الزيارة
رغم أنه قبل أيديهم كي يكون اللقاء سري

فضح العميل ليس من باب دفعه للتراجع بل بالعكس للتقدم

والاعتراف بوصال سالموي
وتشجيع غيره على وصالها
ثم تأتي لحظة الحقيقية المرة والإدارة المباشرة:
الكل يعترف بوصال سالموي وسالموي تنكر


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس