رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ
طرفة بن العبد
قصيدة إني من القوم الشاعر طرفة ابن العبد
إني من القوم
إِنّـي مِـنَ القَـومِ الَّذيـنَ إِذا
أَزِمَ الشِتاءُ وَدوخِلَـت حُجَـرُه
يَومـاً وَدونِيَـتِ البُيـوتُ لَـهُ
فَثَنَـى قُبَيـلَ رَبيعِهِـم قِـرَرُه
رَفَعوا المَنيـحَ وَكـانَ رِزقَهُـمُ
فِـي المُنقِيـاتِ يُقيمُـهُ يَسَـرُه
شَرطاً قَويـماً لَيـسَ يَحبِسُـهُ
لَمّـا تَتـابَـعَ وِجهَـةً عُسُـرُه
تَلقـى الجِفـانَ بِكُـلِّ صادِقَـةٍ
ثُمَّـت تُـرَدَّدُ بَينَهُـم حِيَـرُه
وَتَرى الجِفـانَ لَـدى مَجالِسِنـا
مُتَـحَـيَّـراتٍ بَينَهُـم سُـؤُرُه
فَكَأَنَّهـا عَقـرى لَـدى قُلُـبٍ
يَصفَـرُّ مِـن أَغرابِهـا صَقَـرُه
إِنّـا لَنَعـلَـمُ أَن سَيُـدرِكُنـا
غَيثٌ يُصيـبُ سَوامَنـا مَطَـرُه
وَإِذا الـمُغيـرَةُ لِلهِياجِ غَـدَت
بِسُعـارِ مَـوتٍ ظاهِـرٍ ذُعُـرُه
وَلّوا وَأَعطَونـا الَّـذي سُئِلـوا
مِن بَعـدِ مَـوتٍ ساقِـطٍ أُزُرُه
إِنَّـا لَنكسُوهُـمْ وإنْ كَرهُـوا
ضَربـاً يَطيـرُ خِلالَـهُ شَـرَرُه
والـمَـجـدُ نَنمِيـهِ وَنُتلِـدُهُ
والحَمـدُ فِي الاكفَـاءِ نَدَّخِـرُه
نَعفوا كَما تَعفو الجِيـادُ عَلـى
العِـلاَّتِ والمَخـذولُ لانَـذَرُه
إِنْ غَابَ عَنـهُ الأَقرَبـونَ ولَـم
يُصبـحْ بِرِيـقِ مائِـهِ شَجَـرُه
إِنَّ التَّبَـالِـيَ فِـي الحَيـاةِ وَلا
يُغنِـي نوائـبَ ماجـدٍ عـذرُه
كـلُّ امـرئ فبمـا أَلَـمَّ بِـهِ
يَوماً يَبيـنَ مِـنَ الغِنَـى فَقـرُه
|