عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:51 PM   #45
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]يوم بترت يده :

عادت الذاكرة مرة أخرى إلى حدثٍ هام في حياة هذه الأسرة و ذلك حين بترت يد الشيخ خلال الاجتياح الذي نفّذه الصهاينة للمخيم في آذار 2002 ، حيث كان الشيخ حينها في ساحة المواجهة برفقة ابنه عبد السلام حين عالجته رصاصة من نوع دمدم من العيار الثقيل في يده نقل على إثرها على عجل إلى مستشفى الرازي حيث بترت يده و أُخرج من المشفى بسرعة حتى لا تتم مداهمته و اعتقاله فيه ، و نقل بعدها إلى مكان آمن ، وصل الخبر إلى مسامع الأسرة بأن أبا العبد قد استشهد ، و سلّمت الأسرة باستشهاده ، و مما زاد من يقين الأسرة بذلك محاولتهم الاتصال على هاتفه النقال دون أن يجيب أحد .. ساعات قليلة و إذ بأحد الأخوة يزور المنزل و يخبرهم بأن أبو العبد ما زال على قيد الحياة و لكن ؟؟؟؟ و في اتصال هاتفي عرفت الزوجة أن زوجها قد بترت يده .. و امتزجت مشاعر الحزن بالفرح .. فرحة بأنه ما زال على قيد الحياة بعد أن أبلغت بنبأ استشهاده ، و حزن على ما ألم به من مصاب .. و لكن الحمد لله على كلّ حال .. تقول أم العبد …



قناديل في درب المقاومة :

لم تكن هذه رحلة المعاناة الوحيدة على صعيد الإصابات ، فشريط الجرح غير المندمل في هذه الأسرة طويل و ممتد ، فابنها عبد السلام أصيب مرتين إصابات متوسطة ، الأولى حين بُتِر إصبعان في يده جراء المواجهات مع العدو في أزقة المخيم ، و الثانية كانت خلال الاجتياح قبل الأخير حين أصيب بشظايا قذيفة في كتفه و عموده الفقري و مؤخرة رأسه ، بعض تلك الشظايا ما زالت في جسده تشهد على جرائم العدو ، يقول أحد أصدقائه : "لقد عددت في ظهره نحو 20 شظية ، أما الابن الأصغر عاصم فلم يكن بأوفر حظاً حين أصيب هو الآخر بشظايا رصاصة دمدم في رجله ، و هكذا كان الأب و أبناؤه الثلاثة على موعد مع هذا النوع من الرصاص المتفجّر لكي لا يبقى أحد في هذه الأسرة لم يقدّم شيئاً لفلسطين" .

تقول أم العبد مازحة معلقة على ذلك : "خلال مكوثي في السجن كانت ابنتي تقوم بشكلٍ دوري بالاتصال ببرنامج للأسرى في صوت فلسطين ، و ذات مرة قال لها مقدّم البرنامج إن من يذكر المقاومة في جنين لا بدّ أن يمرّ على عائلة الشيخ جمال أبو الهيجا ، فقالت له بنان (ما قدّمنا لفلسطين حاجة)" .. عند ذلك ضحكت الأم و حولها الأسيرات في عزل السبع قائلة : "كلّ اللي قدّمناه حتى الآن و مقدمناش شيء .." ..



المحاكمات الظالمة :

و اليوم و مع دخول اعتقال الشيخ شهره السادس عشر ما زالت قضيته معلّقة بين جنبات الوضع القانوني للقضية و تصوّرات جهاز المخابرات الصهيوني حول حيثيات لائحة الاتهام ، فرغم تعرّضه لتحقيق عسكري استمر شهوراً عدة دون أن يتمكّن الشاباك من إدانته حول التهم العسكرية الموجّهة إليه ، إلا أن وجهة الشاباك ما زالت تصرّ على أنه المسئول عن الجهاز في جنين إبان فترة مطاردته و توجّه له الاتهام حول المشاركة في توجيه عددٍ من العمليات الاستشهادية في المنطقة سيما عملية صفد قبل نحو عام و نصف و التي لقي فيها عشرة صهاينة مصرعهم .

و يعمل محامي الدفاع في هذه الفترة على تأجيل النظر في القضية أملاً في حصول تغيير في موقف القضاة ، و في مطلع هذا الشهر و أثناء وجوده في محكمة سالم غربي جنين طلب القاضي أن يحكمه تسع مؤبدات ، إلا أنه رفض ذلك بحجة غياب المحامي عن جلسة المحكمة ، و كان الشيخ جمال أبو الهيجا قد وجّه كتاباً إلى الأمين العام لحزب الله مع أربعة آخرين معتقلين معه يطلب منه أن يشمل الأسرى ذوي الاحتياجات الخاصة في صفقة التبادل ، و ذلك ممن أصيبوا بإعاقات مستديمة خلال مقاومتهم للاحتلال .

و قد عرضت المحكمة الصهيونية على الشيخ صفقة تقضي بإبعاده إلى الأردن إلا أنه رفض ذلك بشكلٍ قاطع بغضّ النظر عن الحكم الذي ينتظره ، أما عبد السلام الابن البكر فيقضي حكماً بالسجن ثمانية أعوام بتهمة المشاركة في فعاليات مقاومة العدو خلال أحداث مخيم جنين ، و قد تعرّض لتحقيق قاسٍ مدة شهرين حاول الصهاينة خلالها توريطه في المشاركة في تجهيز عمليات استشهادية لكتائب القسام إلا أنهم لم يفلحوا بذلك .

و إمعاناً في زيادة معاناة هذه الأسرة و انتقاماً من الشيخ لم تسمح إدارة السجون بالجمع بين الابن و أبيه رغم أن قوانين السجون تلزم بذلك بين الأخوة أو بين الآباء و الأبناء ، فخلال الفترة الأولى من اعتقال كليهما كان الابن في سجن شطة ، و الأب في عزل بئر السبع ، إلا أنه و قبل نحو شهرٍ قامت إدارة السجن بنقل الشيخ إلى سجن شطة ، و لم تمضِ أيام قليلة على لقاء الأب بابنه حتى بادرت إدارة سجن شطة إلى نقل الابن إلى سجن بئر السبع حيث كان يقبع والده ، فأيّ ظلم أكبر من هذا ؟؟!! .



فمن هو الشيخ جمال أبو الهيجا ؟




الشيخ المجاهد جمال أبو الهيجا هو من سكان مخيم جنين للاجئين في جنين ، و يعود أصله إلى بلدة عين حوض المهجّرة على سفوح جبال الكرمل قضاء حيفا المحتلة عام 1948 .. و قد عمل الشيخ أبو الهيجا سابقاً مدرّساً في الجمهورية العربية اليمنية ، و كذلك في المملكة العربية السعودية حتى العام 1990 ، حيث عاد إلى وطنه ليشارك في انتفاضة شعبه ضد الاحتلال آنذاك ، حيث اعتقل أكثر من خمس مرات في سجون العدو ، و كذلك مرتان في سجون السلطة الفلسطينية .. ليدخل منذ عام و نصف في غياهب سجن طويل بعد عطاء شهد به الجميع في ساح الوغى .

و كان معروفاً في جنين قائداً من قادة حركة حماس و رجل الميدان فيها ، حيث حظي باحترام الفصائل كافة نظراً لدوره في تدعيم أواصر الوحدة و التعاون بين مختلف الفئات .[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس