عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:44 PM   #39
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


الشيخ علي أبو الرب : يخطّ و أسرته صور العطاء المشرقة من أرض قباطية عاشقة القسّاميين







جنين – خاص :


كثيرون هم المعتقلون .. و لكن جلّهم لهم قضايا يحاكمون عليها باستثناء الإداريين منهم … و لكن ما بالكم بمعتقل تحتجزه قوات الاحتلال في سجونها للعام الحادي عشر على التوالي دون حجج مقنعة ، و تحت دواع مختلقة باهتة ، و السبب أن هذا المعتقل هو من النوع الحار في نظر الصهاينة … إذ توجد لدى الشاباك قناعة بأنه خطير على أمن الكيان … و ربما شكّلت دراسته سبباً في طول احتجازه … بعيداً عن الزوجة و الأبناء و الأب و الإخوة ، رهين زنازين العدو ... إنه الشيخ علي أبو الرب "أبو دجانة" من بلدة قباطية شرقي جنين "عاشقة القساميين" .

الشيخ علي أبو الرب في أواخر العقد الثالث من العمر ، يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية من الأردن ، داعية إسلاميّ متوقّد لنشر فكر الإخوان ، حفظ كتاب الله في سن مبكرة ، عاد إلى أرض جنين ليشارك في بناء لبنات الجسم الإسلامي في بلدته قباطية و في محافظة جنين عموماً إبان الانتفاضة الأولى ، حيث عمل إماماً لمسجد قباطية القديم يلهب المشاعر بكلامه الإيماني و نهجه الثوري .. سليط على العدو لا يخشى في الله لومة لائم .. صعب المراس قويّ الشكيمة … و كما يقال إن الحكم الحقيقي الذي أصدره الصهاينة بحقّه هو "الموت البطيء" و ليس مجرّد السجن فليس في مقدورهم أن يتخيّلوه حياً خارج القضبان …



بداية المشوار :

رحلة المعاناة بدأت بتاريخ 6/9/1992 .. و كان الشيخ أبو دجانة و عدد من رفاقه من أوائل القائمين على إنشاء اللبنات الأولى لكتائب القسام في المنطقة برفقة الشهيد القائد عبد القادر كميل و الشيخ نصر جرار و الشهيد المهندس يحيى عياش و الذي احتضنته قباطيه في بداية مسيرته الجهادية ، حيث عرف عنه أنه كان يعمل مدرباً للمقاومين و كلما اعتقلت مجموعة قالت إن الشيخ علي هو مدرّبها .. اعتقل الشيخ علي و خضع لتحقيق عسكري قاسٍ مدة ثلاثة أشهر في سجن جنين المركزي سجن عسقلان ، و كان الصهاينة حينها يحاولون فكّ ألغاز كثيرة حول الخطط الأولى للقسام لدخول مرحلة التفجير ، شكّل الشيخ علي ظاهرة في عالم التحقيق ، الاعترافات تصبّ نحوه من كلّ جانب ، أصابع الاتهام تشير إليه .. لكنه لم ينبس ببنت شفة ، و خرج من التحقيق كما دخل … و ما بين سجن جنين و سجن مجدّو قضى الشيخ المرحلة الأولى من اعتقاله و البالغة ثمانية أشهر ، و ما إن كادت تنقضي تلك المدة حتى أعيد إلى التحقيق و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات و نصف ، حرِم في فترة كبيرة منها من زيارة ذويه نتيجة نشاطاته الملحوظة داخل السجن .



طغيان و استكبار :

و لما حان موعد الإفراج في صيف عام 1996 كانت المؤامرة المخابراتية جاهزة .. اتهام بالتحقيق مع عملاء داخل السجن و حكم قاسٍ جديد بالسجن 17 عاماً إضافية ، الخبر نزل صاعقاً على الجميع و لكنه إجراء متوقّع بحق الشيخ علي ، نقل الشيخ إلى سجن كفاريونا و منه إلى العزل و منذ سنوات طويلة لم يرَ أفراد أسرته ، ابناه يكبران و لما يعرِفا والدهما بعد إلا من خلال حديث الأم : الزوجة الصابرة المرابطة .. و لكن مسلسل المعاناة ممتد إلى ما هو أكبر من ذلك : رحلة طويلة من الألم و الحرمان عصفت بكامل أسرة الشيخ أبو دجانة رسمت خيوطها و هو مغيّب بين القضبان و الأسلاك الشائكة.



عائلة داخل السجن :

فترات كثيرة مرّت على هذه الأسرة و جميع أبنائها داخل السجون يرسمون خارطة الوطن في كلّ ناحية و مرقد ، وهيب ، الأخ الذي يلي أبو دجانة معتقل منذ عام 1994 إثر قيامه بقتل مجنّدة صهيونية في مغتصبة العفولة حيث حكِم عليه بالسجن المؤبد ، و منذ اعتقاله قبل تسعة أعوام لم يسمح الصهاينة لذويه بزيارته ، فهو محتجز في قسم العزل منذ اعتقاله ، حتى المنظمات الحقوقية فشلت في لقائه ، وهيب كان قد اعتقل خلال الانتفاضة الأولى مرتين حكم عليه في المرة الأولى بالسجن لمدة ثلاثة سنوات و حكِم عليه في المرة الثانية بالسجن لمدة ستة أشهر ، كما أن الأب عبدالله أبو الرب ، و رغم تقدّمه في السن كان اعتقل مطلع العام الجاري لمدة شهر بدعوى القيام بفعاليات مناهضة للاحتلال ، و لم تفرِج عنه السلطات الصهيونية إلا بعد دفع غرامة مقدارها 2000 شيكل . كما اعتقل ابنه الآخر نذير (27 عاماً) لمدة سبعة شهور و دفع غرامة مالية مقدارها 1300 شيكل ، فيما اعتقل مجيب عدة مرات آخرها سنتين انقضتا منذ فترة وجيزة .



ابتلاء من نوع آخر :



ليس الاعتقال وحده نكبة هذه الأسرة ، فهذا البيت المعطاء يعيش على أنقاض منزل مهدّم أتت عليه متفجّرات العدو قبل تسعة أعوام و ذلك ردّاً على قيام وهيب بقتل المجنّدة الصهيونية ، بداية القرار كان إغلاق الطابق الثالث من المنزل و الذي يعود لوهيب ، إلا أن تطبيق القرار بالديناميت أتى على كل البناية ، لتغدو هذه الأسرة بلا معيل و لا بيت ..

الأب و قد أعياه المرض بعد أن أتى عليه الكبر ، فهو في العقد السادس من العمر ، أما الأم فقد لحقت بالرفيق الأعلى و هي في غربة عن أبنائها قبل نحو عام .. يكبر دجانة "الابن الأكبر للشيخ علي" و هو يتربّى في أحضان المسجد القديم في قباطيه على ذات التراتيل التي خطّها والده ، أما أبو دجانة فلم ينل السجن من عزيمته شيئاً إلا من بعض المرض الذي نال من الجسد و الذي ترفض إدارة السجن علاجه منذ سنين خلت ، فهو بحاجة ماسة إلى عملية جيوب أنفية ، و لكن لا مجيب ..



يكاد البعض في زحمة الاعتقالات أن ينسى الأصلاء الأوائل الذين اختطوا أول الدرب ، و لكن الصفحات المشرقة لا يحجبها عتمة ليل و لا قهر الزمان … و لكل من بدأ الطريق وفرة في دعاء اللاحقين به فهو المشكاة تضيء الدرب ، و نقطة البداية إذا اختلطت المسالك .


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس