عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:35 PM   #32
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر



محمد أبو الهيجا.. قصة الجريح.. الأسير.. الفلسطيني







رام الله-خاص
خلال حديثي معه كان يتحدث وكأنه سليم ومعافى، بل كان كلامه مفعم بالحيوية والنشاط والأمل والضحكة الدافئة التي لا تفارق وجهه الناصع بالبياض، محولا محنته إلى منحة، يقضي أوقات فراغه بقراءة القرآن والروايات والكتب السياسية والتاريخية والدينية.



بدا وكأنه هيكل عظمي.. كان ممدا على سرير الشفاء في مركز علاج وتأهيل المعاقين بمدينة رام الله..



محمد احمد يوسف أبو الهيجاء 28 عاما، من مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، كان في يوم الخامس عشر من شهر سبتمبر العام الماضي يقف على سطح منزله في البلدة القديمة عندما أصيب برصاصة من عيار ثقيل أطلقته عليه مروحية أباتشي أمريكية الصنع فاخترقت فكه السفلي واستقرت في أحشائه.



نقل أبو الهيجاء على عجل إلى مستشفى المدينة المتواضع، كان الدم يملأ المكان، وقد غطى جسده بالكامل.



الفحص الأولي اظهر للأطباء المحليين في المشفى أن النبض غير مسموع، القلب متوقف، وجسد بلا دم...أعلن الأطباء أن محمد استشهد !!!



هرج ومرج دب في أروقة المستشفى ومحيطه، شهيد جديد في الطوارئ، أحدهم يدخل إلى غرفة الطوارئ ويعرف على نفسه بأنه طبيب أردني متطوع، يعمل في المستشفى الأردني المتنقل الذي أقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.



الطبيب الأردني، الفلسطيني الأصل، يعيد مرة أخرى فحص الجثة الملقاة أمامه على أحد أسرة المستشفى، لتكون المفاجأة أن محمد لا زال على قيد الحياة، ولكن حالته في غاية الخطورة.



ولأن مستشفى جنين يفتقر إلى الأجهزة والخبرات المؤهلة للتعامل مع هذه الحالات - فالسلطة وطوال سني أوسلو العجاف أنفقت أموال شعبها على إقامة الكازينوهات وليالي صيف رام الله الغنائية- كان لا بد من نقله إلى أقرب مستشفى، والخيار مستشفى العفولة داخل الخط الأخضر والذي مكث فيه يوم واحد بعد إجراء عدة عمليات جراحية عاجلة له لينقل بعدها إلى مستشفى أخر داخل أراضي الـ 48 "رمبم " في مدينة حيفا ومنه إلى مستشفى "تل هشومير" في تل أبيب لمدة ستة أشهر



أمضى أبو الهيجا مائة يوم في المستشفيات الصهيونية، كان خلال الثمانية عشر يوماً الأولى في حالة إغماء كامل، لا يعرف أحد، ولا يتكلم مع أحد، روحه معلقة بين السماء والأرض، يفصله عن الموت جهاز الأكسيجن النافذ إلى عمق صدره، لكن مشيئة الله وإرادته أرادت لمحمد أن يعيش، وتنتعش روحه بعد ثمانية عشر يوما من الغياب.



محاكمة على السرير

الأمور في الكيان الصهيوني لها خصوصيتها.. فالصهاينة حتى وان كانوا أطباء أو جراحيين أو ممرضين، فإنهم يمثلون العقل الصهيوني المبني على الحقد والأجرام.



فبدءاً بمستشفى "العفولة" ومرورا بمستشفى "رمبم" في حيفا وانتهاء بمستشفى "تل هشومير" في تل أبيب، الأطباء والممرضين يتحولون إلى ضباط شرطة ومخابرات ومحققين في لحظة واحدة.



يقول الجريح أبو الهيجاء " مرت علي لحظات وأنا في المستشفى تمنيت لو أنني مت أو بقيت غائبا عن الوعي حتى لا اسمع الكلمات الجارحة والألفاظ النابية التي كانوا يسمعوني إياها صباح مساء".. قاتل، مجرم، إرهابي، قذر، وقح، يا ابن.. ستة شهور والكلام هو هو لم يتغير، من الطبيب إلى الممرض.. حتى أن عائلة أبو الهيجاء لحق بها الأذى والشتائم، فعندما كانت والدته وشقيقاته وهن فقط المسوح لهن بزيارته بالقدوم إلى المستشفى، يعاملن بطريقة وحشية ومذلة.



أكثر ما لفت انتباهي في قصة محمد، هو حديثه عن المحاكمة التي كان يخضع لها وهو على سرير المستشفى...



ففي أحد الأيام، حضر القاضي ومعه الادعاء العام وهو ممثل الدولة، وعدد من الحراس، جلسوا أمامه، نظر القاضي إلى ما في يديه من أوراق، وأخذ ممثل الادعاء العام يقول " سيدي القاضي، اطلب من محكمتكم إنزال أشد العقوبة بحق هذا الشخص، فهو يمثل خطرا على أمن الدولة، وعلى أمن موطني دولة (إسرائيل) "



يقول محمد "إنها مهزلة يطلقون النار علي وأنا داخل بيتي، وأرقد ستة شهور في المستشفى لا أقوى على الكلام أو حتى الأكل إلا بمساعدة الآخرين، ويقولون أنني (إرهابي)، واهدد أمن مواطني (إسرائيل) ".



إصابة وإعاقة.. وترحيل إلى رام الله

وبعد الانتهاء من علاجه العضوي نقل محمد بعد ستة شهور إلى مستشفى متخصص في رام الله يسمى "مركز أبو ريا لتأهيل المعاقين " ليكمل مشوار علاجه.



اليوم محمد يعاني من شلل نصفي، فهو غير قادر على المشي، كما أنه يجد صعوبة في الكلام بفعل الرصاصة التي أصابت فكه السفلي، كما أن أجزاء من شظايا القنبلة لا زالت عالقة في عموده الفقري، إلى جانب شلل كامل في يده اليمنى.



معاناة أبو الهيجا

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أبو الهيجا إلى الويلات على يد الاحتلال بل سبق أن أصيب برصاصة بقدمه اليمنى ومازالت الرصاصة مستقرة بقدمه حتى هذا اليوم.



كما اعتقل ست مرات على يد قوات الاحتلال قضى خلالها أكثر من ثلاثين شهرا في الأسر ناهيك عن المرات التي كان يعتقل فيها أيام قليلة ثم يتم إخلاء سبيله.



ورغم المعاناة التي يعيشها أبو الهيجا بعد أن أصبح معاقا جليس الكرسي لا يقوى على المشي، إلا أنه مفعم بالحيوية والنشاط والأمل، الأمل بمستقبل أفضل له ولشعبه، ولم تنل وإعاقته من حلمه بالحرية وكنس الاحتلال من وطنه


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس