عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:24 PM   #25
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]عائشة الزبن: عاشت أمّا للشهداء.. وقضت شهيدة على مذبح الحرية للأسرى



نابلس - خاص




بعد أن جادت ببكرها "بشار" شهيدا في سبيل الله قبل عشرة أعوام، قدمت ابنها الثاني أسيرا ثم جادت بروحها شهيدة بعد أن جوّعت نفسها إلى جانب الأسرى، وأبرأت ذمتها إلى الله تجاههم.

عائشة محمد حماد الزبن أسلمت الروح إلى بارئها مساء الأحد الماضي عن 55 عاما قضتها أمّاً للشهداء والأسرى.. عاشت على أمل حريتهم، وماتت من أجلهم... في بيتها تربى القادة الشهداء أيمن حلاوة ومهند الطاهر.. ومن بيتها خرج الأبطال إلى ساحات القتال.



ورغم ما كانت تعانيه من أمراض كالضغط والسكري وإصابتها بجلطة قبل أربعة أشهر، إلا أن معايشتها لمعاناة الأسرى، ومن بينهم ابنها عمار، كانت أقوى من أن تقف كل أسقام الدنيا حائلا أمام عزيمتها وثباتها، فخاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ اليوم الأول لبدء الإضراب في السجون، في إصرار عجيب عجز عنه الأصحّاء، وكانت تتواجد في خيمة الاعتصام بشكل يومي، تحمل صورة الابن الغائب في سجون الاحتلال، وتجلس إلى جانب أمهات الأسرى لتخفف عنهم بعضا مما يعانينه جرّاء غياب أبنائهن.



ومع استمرارها بالإضراب عن الطعام، أصيب جسدها بالهزال والضعف العام إلى أن أصابتها نوبة قلبية حادة ، فتم نقلها إلى مستشفى المقاصد بالقدس وأجريت لها عملية قسطرة وتقرر إجراء عملية جراحية لها لفتح الشرايين قريبا.

وخلال وجوده في القدس المحتلة لم تكن لتنقطع عن فعاليات الأسرى حتى وهي في هذه الحالة الصحية الصعبة، إذ كانت في خيمة الاعتصام المقامة هناك.



و منذ اليوم الأول لإقامة خيمة التضامن مع الأسرى في نابلس ، واظبت عائشة الزبن على الحضور كلّ صباح و المغادرة في المساء .. و أوضح معتصمون في الخيمة المقامة وسط نابلس ، أن والدة الأسير عمار الزبن - الشهيدة عائشة - شعرت قبل أربعة أيام بألم في صدرها بينما كانت في خيمة الاعتصام في المدينة ، ما استدعى نقلها إلى طبيب أوصى بنقلها إلى المستشفى بعد أن أوضح لأسرتها أن ثلاثة من شرايين قلبها باتت مغلقة . و تشير أسرة عائشة إلى أن الشهيدة و ما إن وصلت مستشفى المقاصد حيث حوّلت ، حتى توجّهت إلى خيمة الاعتصام المقامة في القدس تضامناً مع الأسرى .



و قالت دلال الزبن : "في القدس و بعد أن أدخلت المستشفى و حدّدت لها عملية في وقتٍ لاحق عادت من جديد للاعتصام في الخيمة المقامة في القدس و بقيت تتردّد عليها يومياً حتى صباح أمس الأول" . و أضافت : "خلال هذه الفترة ظلّت حالتها تتراجع ما حدا بالأطباء إلى إجراء عملية لها صباح أمس ، تكلّلت بالنجاح ، و لكن حالتها انتكست بعد بضع ساعاتٍ و فارقت الحياة" . و شيّعت جماهير نابلس ، أمس ، جثمان الشهيدة عائشة الزبن (55 عاماً) ، انطلاقاً من ذات الخيمة التي كانت أحد المواظبين على الاعتصام فيها طوال الأيام الماضية .



محاولات حثيثة بذلها الأقارب والأحباب لثنيها عن مواصلة الإضراب، لكنها كانت تواجههم بسؤال يكشف عن حجم مشاعر الأمومة التي تحملها تجاه ابنها: "كيف لي أن آكل وعمار مضرب عن الطعام؟

وبعد أن حرمت من زيارة ابنها عمار في سجن عسقلان بسبب ظروف الانتفاضة واعتلال صحتها، نقل إلى العزل فحرمت من سماع صوته على الهاتف.. ولم يرِدْها أي اتصال من عمار لعشرة شهور ، عوضاً عن زيارته الممنوعة . مما فاقم قلق والدته التي كانت تزداد توتراً و حزناً حين تتحدّث لأطفاله الذين لم يشاهدهم" .

تقدمت لأداء فريضة الحج مرتين فلم يكتب لها ذلك، وانتقلت إلى جوار ربها قبل أن تنعم بلقاء ابنها أو أداء فريضتها .



من أجلك.. فلسطين

عائلة الزبن واحدة من أولئك العائلات التي قدمت لفلسطين وشعبها الكثير الكثير مما يمكن لأي عائلة في حجمها أن تقدمه.. فهذه العائلة المكونة من أب وأم وخمسة أبناء أكبرهم بشار الذي قضى خمس سنوات من عمره في سجون الاحتلال إبان الانتفاضة الأولى بتهم تتعلق بانتمائه لحركة حماس، ليفرج عنه عام 1993 ثم يستشهد بعد عام واحد.

أما عمار، فله قصة أخرى مع الاحتلال، فهو أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام البارزين، وكانت له صولات وجولات في ميادين الجهاد برفقة مهند الطاهر وايمن حلاوة ومحمود ابو هنود، قبل أن ينكشف أمره ويعتقل عام 1997، وله اليوم ابنتان: "بشائر" وكانت في عامها الثاني، و"بيسان" وولدت بعد اعتقال والدها ولم تره منذ ذلك التاريخ حيث حكم بالسجن المؤبد 27 مرة بالإضافة إلى 25 سنة، بعد أن وجهت له عدة تهم تتعلق بنشاطه في صفوف الكتائب ومسؤوليته عن عدة عمليات قتل فيها 27 إسرائيليا.

أما الوالد، عبد الرحمن، فوضعه الصحي لا يسر صديقاً، فبعد كل ما ذاقته أسرته من ويلات على يد الاحتلال، أصيب بجلطة دماغية قبل نحو شهرين وهو حاليا مشلول ولا يقوى على الحراك.



أولى ضحايا الإضراب

باستشهادها، تكون عائشة أولى ضحايا الإضراب المفتوح عن الطعام، فقد اعتاد الأسرى أن يقدموا في كل إضراب واسع عددا من الضحايا، لكن الضحية هذه المرة كانت من خارج السجون، ومن جانب الأهل الذين آلمهم غياب الأبناء.

ويشير سائد ياسين مدير جمعية أنصار السجين شمال الضفة بأن محافظة نابلس التي تتصدر باقي محافظات الوطن في عدد الأسرى (حوالي 1400 أسير) عادت إلى صدارة الأحداث بعد أن قدمت أول شهيدة في معركة الأمعاء الخاوية الحالية.



ويؤكد ياسين بأن استشهاد الزبن سيزيد من استعار الإضراب المفتوح الذي يخوضه الأسرى، وسيعطيه نفسا إضافيا بحيث يمنع انتهاءه بدون تحصيل الأسرى لجميع مطالبهم وحقوقهم المشروعة.

العديد من المؤسسات والهيئات المعنية بالأسرى نعت الشهيدة واعتبرتها "شهيدة التضامن مع إضراب الأسرى" وشارك الآلاف من أبناء نابلس في الموكب الجنائزي الذي انطلق من خيمة الاعتصام وسط المدينة بعد أن أبّنها الشيخ ماهر الخراز بكلمات تليق بعظم تضحيتها، وقال بأنها دفعت حياتها ثمنا لنصرة قضية الأسرى.



المعتصمون ، تضامناً مع الأسرى في نابلس ، لم يلبثوا بعد فراغهم من تشييع الشهيدة عائشة الزبن أمس ، حتى شاهدوا سقوط أم يحيى عكوبة مغشياً عليها بسبب إضرابها المتواصل عن الطعام . و نوّهت نغم أبو بكر من نادي الأسير الفلسطيني – و هي زوجة المعتقل ياسر أبو بكر- إلى أن ثلاثة من أبناء عكوبة داخل سجون الاحتلال . و قالت : "وصلت أمس الخيمة و آثار التعب بادية عليها ، و طلبنا منها تناول بعض السوائل و وقف الإضراب ، و لكنها رفضت و أصرّت على ذلك حتى انهارت و نقلت إلى المستشفى" . و أوضحت أن ما لا يقلّ عن 15 سيدة من أمهات و زوجات و شقيقات الأسرى ، ما زلن مضرِباتٍ عن الطعام منذ فترات متباينة . و قالت : "إن استشهاد والدة المعتقل عمار الزبن و رغم ما تركه من حزنٍ و دموع في عيون الجميع ، إلا أنه شكّل حافزاً إضافياً لمواصلة معركة الكرامة خلف الأسرى" .[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس