عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:00 PM   #9
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]


تتابع أم أسامة..:" بالرغم من كل شيء عشت مع زوجي وأطفالي أكثر من 15 شهرا تحت حياة المطاردة، لكنها كان أجمل أيامنا، واستطاع خلالها عبد الله أن يثبت ذكاءه وتميز عقليته، وحسه الأمني العالي.."، حيث كان البرغوثي قد عمل على استئجار أكثر من شقة في مدينة رام الله، ولكن في مناطق مختلفة، وراح يتنقل ببطاقات هوية غير حقيقية، " الذي ساعده كثيرا أنه لم يكن مألوف الوجه بالنسبة لأهالي رام الله، ولم يكن من أصحاب المعارف الكثيرة، ولا يختلط بالناس، حتى إننا لم نتعرف على جيراننا في الشقق التي كنا نسكنها، وكان الشاب الذي يشكل نقطة التقائنا واتصالنا مع العالم الخارجي هو الشهيد سيد شيخ قاسم، مرافقه الخاص، والشخص الوحيد الذي كان زوجي يضع ثقته به والذي كان يؤمن لنا كل ما نحتاجه للبيت.." تقول أم أسامة..
سجله البطولي.
واستطاع القائد عبد الله البرغوثي خلا فترة مطاردته الإشراف على تنفيذ عدة عمليات نوعية، جاءت كما قال سابقا في أعقاب النطق بالحكم، ردا على جرائم اغتيال ومجازر كانت ترتكبها قوات الاحتلال بصورة وحشية، فبالإضافة الى عملية سبارو التي شكلت الشرارة الأولى، اعتبرته المخابرات الصهيونية كما جاء في لائحة اتهامه الطويلة التي تبعث على الفخر والتي أتت في 109 بنود، فقد وجهت إليه تهمة الوقوف خلف عملية الجامعة العبرية، ومقهى "مومنت"، والنادي الليلي في مستعمرة "ريشون لتسيون" قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 صهيونية وجرح 370 آخرين؛ كما وجهت إليه تهمة المسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدس المحتلة. و كذلك المسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة في من خلال سيارة مفخخة إلى محطة الغاز وتكرير البترول قرب تل أبيب وما يعرف بمحطة "بي جليلوت"، وكان مجموع القتلى التي تبنتها العمليات من تدبير البرغوثي نحو 66 صهيونيا وأكثر من 500 جريح...
كان أمامهم...ولم يعرفوه
كل ذلك كانت تقف خلفه حياة هادئة كان يعيشها البرغوثي مع عائلته في رام الله، حيث وكما أخبرتنا زوجته:" كان البرغوثي يعيش يومه بطريقة طبيعية رغم عمليات الاجتياح والمداهمة المستمرة التي كانت تشنها قوات الاحتلال في رام الله من أجل اصطياده، دون أن تستطيع تحديد هويته، ففي عدة مرات داهم جيش الاحتلال الشقق التي كنا نسكنها وقاموا بإنزالنا مع باقي السكان وتفتيش العمارة، وتفتيش البطاقات الشخصية التي كانت بحوزتنا، دون أن تستطيع التعرف عليه، وفي إحدى المرات، كانت الهجمة كبيرة على شقتنا في حي الشرفة، ولكن ثبات عبد الله وحنكته جعلنا ننسحب من الشقة بكل أمان وطمأنينة أمام أعين الجنود بدون أن نثير شكوكهم، وبالفعل انقلنا الى شقة أخرى... وكذلك عند اجتياح عمارة النتشة وتدميرها من أجل البحث عن مطلوبين في بداية عام 2002، كان عبد الله بداخلها وقاموا باحتجازه مع الشبان ولم يستطيعوا التعرف عليه..."، وهكذا كان البرغوثي يغادر بيته ويعود إليه بكل هدوء وبدون أن يضطر للتخفي، ويخرج مع أطفاله في نزهة قصيرة لا تثير شكوك أي من المارة على الأرض أو في الجو..
أخيرا..اعتقلوه على غير يقين

ولكن بعد أكثر من خمسة عشرة شهرا، استطاعت خلالها حماس تسديد أقصى الضربات في قلب القدس، " وتل أبيب"، استطاعت المخابرات الصهيونية اصطياده على غير يقين من هويته في الخامس من آذار 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رام الله، بعد أن أسرع صباحا الى معالجة طفلته الكبرى تالا" 3.5 سنوات " في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، ..نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثي المطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع...ألقوا به في سيارة عسكرية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.. تقول الأم:" علمت بالأمر، بعد ساعة تقريبا، ومع ذلك لم أخرج من البيت، ولكن في ساعات المساء كانت الشرطة الفلسطينية قد عممت صور تالا على التلفزيونات المحلية، فذهبت إليهم، وأخبروني أن أحد أقاربنا قد تعرف عليها واصطحبها الى منزله، بعدها لم أشاهدها الا بعد ثلاثة أيام، وهي الفترة التي كان زوجي عبد الله قد طلب مني خلالها أن لا أخرج ولا أعلم أحدا بأمر اعتقاله، لأن المخابرات الصهيونية نفسها لم تكن متأكدة من هويته، ولا يريد أن يتم تأكيدها من قبلنا.."

خمسة أشهر تحت التحقيق

وبمجرد اعتقاله تم تحويل البرغوثي مباشرة الى معتقل تحقيق المسكوبية في القدس، وعلى الفور بدأ التحقيق، " تقول زوجته:" عرفنا أنه خلال التحقيق تعرض لتعذيب قاس، وبالرغم من ذلك لم يقدم أية اعترافات، فقد استخدم المحققون معه أسلوب التحقيق المتواصل طيلة 24 ساعة، وذلك لفترة زادت عن 13 يوما، بدون أن يمنح لو حتى دقائق للنوم، بالإضافة الى الشبح المتواصل على كرسي صغيرة، وأسلوب الكيس الموضوع على الرأس لفترة طويلة، عدا عن الضرب والتهديدات باعتقال الزوجة وخطف الأولاد، وهدم المنزل، وتشريد العائلة والأقارب.."، وعلى الرغم من أن أقصى مدة تحقيق مسموح بها قانونيا لا تتجاوز التسعين يوما، الا أن التحقيق المتواصل مع التعذيب استمر مع عبد الله البرغوثي مدة زادت عن الخمسة أشهر، حيث اعتقل في آذار وخرج من التحقيق في نهاية شهر آب من نفس العام.

وبعد ذلك تم تحويله مباشرة الى عزل " أوهالي ايكدار" مباشرة، حيث خضع منذ لتضييق نفسي صعب ضده وألقي في ذات الزنزانة التي كان يقبع بها قاتل رابين، وفي الحادي والثلاثين من تشرين ثاني 2003، عقدت المحكمة العسكرية الصهيونية جلسة عاجلة نطقت فيها بالحكم النهائي، تقول الزوجة بلهجة ساخرة:" في الحقيقة لقد فوجئنا من الحكم، كنا نتوقع 66 مؤبدا، وكان أن زادوه مؤبدا آخر، والحمد لله على كل شيء..".



هدموا البيت..


وبعد أكثر من شهر، حرصت الزوجة خلالها على الاستمرار في التخفي، حتى لا يتم تأكيد هوية زوجها، يئست من التنقل من بيت لآخر...وقررت العودة أخيرا الى منزلها في بيت ريما:" عندما وصلنا الى البلدة، كان بيتنا قد تعرض لتخريب واسع، وخفت أن أدخله ومعي الأطفال...خفت أن يكونوا قدر تركوا لنا شيئا هناك، لقد هددوني أنهم سينتقمون منا جميعا، لذلك عدت الى منزل والدي،وبعد أقل من ساعة كان الجنود يحاصرون المنزل، وقد أخضعوني لتحقيق طويل، وراحوا يسألونني فيه عن تحركات زوجي، وإلى أي الأماكن كان يذهب ومن الأشخاص الذين كان يلتقيهم، وماذا كان يفعل في المنزل طيلة تلك الفترة...ولم أكن أجيب عن أي من هذه الأسئلة، ثم راحوا يوجهون إليّ الأسئلة التافهة...عن الأولاد، وأعياد ميلادهم وهكذا..وقبل أن يخرجوا أخبروني أنهم لن يسمحوا لأي شخص بزيارته، وأنه سيقضي بقية عمره في زنزانة منفردة..وأن أطفاله سيكبرون أيتام من دونه...قلت لهم لن نهتم من هذه التهديدات...سيتغير الحال..وسيعود عبد الله لعائلته ولأطفاله..، قالوا لي : انسَيْ أمر البيت...سيتم هدمه.."، وبالفعل تم هدم المنزل في التاسع من نيسان بعد نحو شهر من اعتقاله، وعندما انتقلت الزوجة والأطفال للاستقرار نهائيا في منزل والدها، بدأت التهديدات بهدم منزل الوالد أيضا، " آثرنا بعد ذلك أن نقوم باستئجار منزل والسكن فيه، قد يكون هذا أكثر أمنا..".

أطفاله في غيابه..



اليوم يعيش أطفال عبد الله البرغوثي الثلاثة...تالا خمسة أعوام، تتذكر القليل عن والدها، خاصة يوم " قال له الجندي قف مكانك، لا تتحرك، وقالي لي بابا ما تخافي.."، وأسامة 3.5 أعوام ونصف، لا يكاد يتذكر سوى خيالات تشجعها الصور المنتشرة لوالده في المنزل، أما صفاء الصغيرة ذات العامين، فلم يكن يتجاوز عمرها 35 يوما حين اعتقال والدها، واليوم وقد بدأت تتعلم الكلمات من جديد، تصيح عندما يحاول أحدهم انتزاع سلسلة تحمل صورته المعلقة في عنقها.." لا تأخذوها..صورة بابتي.."...ولا تجد العائلة سوى وسيلة تواصل واحدة، تؤكد للأطفال أنهم مثل الباقي لديهم أب..وإن كان بعيدا في زنزانة، يتعرف عليهم ويكبرون من خلال أصواتهم على الإذاعات المحلية وبرامج الإهداءات الى الأسرى
.
.[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس