عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-09, 02:47 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
زوجات الشهداء بغزة.. هموم ما بعد الرحيل




تتعرض المرأة بعد رحيل زوجها لمشكلات كثيرة خاصة إذا ما ترك الزوج ما يورثه لأهل بيته، وللمرأة الفلسطينية وتحديداً أرملة الشهيد خصوصية فيما يقابلها من مشكلات وآلام، معظمها تتعلق بالناحية المادية وما تخصصه الحكومة لأسرة الشهيد من مخصصات شهرية تعين زوجته وأولاده على متطلبات الحياة الصعبة.
أهم تلك المشكلات الاختلاف بين اعتبار كل ما يأتي لأسرة الشهيد في نصاب الميراث الشرعي ويجب على الزوجة أن توزعه على الأهل وفق الرؤية الشرعية للميراث، وبين اعتباره مساعدات لم يكن الشهيد يمتلكها فلا تنطوى تحت طائلة الميراث ولا ينتفع منها إلا من حددته المؤسسة أو الهيئة المانحة
نرصد بعض معاناة زوجات الشهداء بعد رحيل الأزواج تابع معنا..

بالأمس القريب ارتبطت بشقيق الروح وشريك العمر ومرت السنون سريعاً مثمرةً ثلاث فتيات في عمر الورد، ما زلنَّ تنتظرنَّ ربيعاً تتفتحن فيه لكنه لن يأتي أبداً والأسباب لا تعدو قدرٌ محتوم وظلم ذوي القربى بعد رحيل الأب شهيداً، والتفاصيل تتلعثم على لسان أم الفتيات الثلاث وزوجة الشهيد التي رفضت الإفصاح عن اسمها، تقول:" بعد استشهاد زوجها سجلت لدى مؤسسات رعاية أسر الشهداء لٍّتُؤمن لطفلاتها قوت اليوم وما هي إلا أسابيع قليلة حتى حصلت على أولى المساعدات وكانت معها بداية المشاكل والآلام".
يخيم الصمت على حال السيدة تذرف الدمع من مقلتيها تؤكد أن شقيق زوجها الشهيد يريد أن يشاركها قوت طفلاتها رغم أنه موظف ويتقاضى راتباً يعيله وأسرته، وتستطرد :"تذرع بأن الأموال التي تأتي لها من المؤسسات إنما هي ميراث ولأن الشهيد لا أم له ولا أب ولم ينجب طفلاً ذكراً فإن الميراث يقسم بالنصف بينه وبين زوجة شقيقه الشهيد طفلاتها الثلاث "، تبكي ولا تكف عن البكاء تؤكد أن العم يقسم معها نصف المستحقات وأي مساعدة مالية أو عينية يأخذ نصفها في إطار حقه من الميراث.. تصمت ولا تملك إلا أن تزفر من عميق قلبها تنهيدة أسى على ظلم ذوي القربى تعقبها ب"حسبي الله ونعم الوكيل".
أعمى الطمع عينا العم وخُيل له أن ما يأتي لطفلات شقيقه الشهيد ميراث من حقه أن يأخذ نصيبه منه لكن الشرع لا يمنحه ذلك الحق على قاعدة أن المستحقات المالية التي باتت تستقبلها أسرة الشهيد من الجمعيات الخيرية والإغاثية لم تكن ملكاً له وإنما هي منحة والمقرر في أمرها هي الجهة المانحة فإن خصصتها لأبناء الشهيد فهي لهم ويستطيع أحد أن ينتفع منها غيهم وإن حددتها لأهل الشهيد فيمكن لجميع الأهل الانتفاع بها.
إما الزواج وإما حرمان الضنا
وإن كان حال تلك السيدة يقتصر على مقاسمة عم بناتها لها في راتب زوجها الشهيد وما يأتيها عبر المؤسسات الخيرية والإنسانية في القطاع المحاصر فإن هذه السيدة معاناتها أكبر تتراوح بين حرمان من الأولاد مهجة الفؤاد بالإضافة إلى حرمانها من تملك مستحقاتها زوجها المالية التي تأتيها وأطفالها عبر المؤسسات الخيرية أو القبول بالزواج من شقيق الزوج الأصغر، تقول السيدة التي عرفت نفسها بـ"ع" من الناس:" قبل أشهر قليلة استشهد زوجي وبعد فترة العزاء فوجئن بحماتي تخيرني بين الزواج من ابنها الأصغر أو حرماني من أبنائي" .
صدمت السيدة بما قيل لها لكن الرد كان واضحاً "ستحبس نفسها على أطفالها الأربعة ترعاهم وتبصر احتياجاتهم دونما حاجة إلى زوج" وبين مدٍّ وجزر تراوحت العروضات حتى تكشف الهدف الأساسي من ورائها، تؤكد السيدة أن تلك العروض لم تكن من أجل أطفالها ولكن من أجل ما يأتي لأطفالها من المؤسسات الخيرية وراتب زوجها الشهيد الذي تخصصه الحكومة لها ولأولادها، مشيرةً إلى أن والدة زوجها الشهيد هددتها صراحةً إما الزواج من شقيق زوجها الأصغر أو الرحيل إلى بيت أهلها مفردة دونما أبنائها، لم تدرك السيدة ماذا ستفعل وأي وجع وألم ستختار فعدتها الشرعية لم تنته بعد.

حالة السيدة المادية وأسرتها لا تمكنها من أن تضرب تهديدها أهل زوجها بالحائط فتعمد إلى المطالبة بحضانة أبنائها والتنازل عن مستحقات زوجها الشهيد، فهي في غرفة ببيت مسقوف من الزينكو تعيش وأولادها الأربعة ولا تملك مهنة تعتاش منها وأطفالها والأبواب في وجهها مغلقة ولا سبيل لديها إلا الدعاء للرحمن بأن يخفف عنها البلاء.

تمكين نساء الشهداء من حقوقهنّ
مؤسسة أمهات الشهداء أخذت على عاتقها حماية حقوق زوجات الشهداء وأبنائهن وتمكين الأمهات من تربية أبنائهنَّ تربية إسلامية حسنة عبر إخضاعهنّ لدورات التأهيل بالإضافة إلى تقديم المشورة التربوية والنفسية وكذلك تمكين زوجات الشهداء مادياً بتوفير فرص عمل مناسبة تعينهنّ على متطلبات الحياة في ظل ما يواجهنه من مشكلات جلها تتعلق باستيلاء أهل الزوج الشهيد على مقدراته المالية سواء التي كان يملكها قبل الشهادة باعتبارها ميراثاً أو تلك التي تخصصها الحكومة لأسرته "زوجته وأولاده "، وبعضها يتعلق بحضانة الأولاد بعد استشهاد الزوج.

في هذا الإطار تتحدث عائشة أبو شنب مديرة الجمعية أن جمعيتها أخذت على عاتقها حماية حقوق زوجة الشهيد، لافتة أنه في إطار حضانة الأم لأطفالها أسهمت الجمعية في سن قانون يقر بوجوب حضانة الأم لأطفالها ما دامت حبست نفسها لهم ولم تنوي الزواج من آخر غير زوجها الشهيد، لافتة إلى أن كثيرات من زوجات الشهداء عانين من تسلط أهل أزواجهم بعد فراقهم شهداء وأجبرنَّ على ترك أولادهنَّ لأنهنّ رفضنَّ الارتباط بالزواج من شقيق الزوج، وأضافت أبو شنب أن جمعيتها تعمل على استصدار قانون ينظم الأموال التي تأتي لأسر الشهداء خاصة في ظل المشاكل الكثيرة التي تنشب بين الزوجة وأهل الزوج الشهيد في اعتبار الراتب الذي تصرفه الحكومة لأسرة الشهيد ميراثاً ويخضع للتقسيم الشرعي لافتة أن جمعيتها تسعى أيضاً لتمكين زوجة الشهيد من الحصول على مؤخر صداقها ليعينها على الحياة خاصة إذا ما حبست نفسها على أولادها ولم يكن لها مورداً مالياً آخر تقتات منه وأطفالها.
.
.


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس