عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:29 AM   #30
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


لَوْ شَاكَ مِنْ رَأْسك عَظْم يَابِس لَآنَ مِنْك جُمَل حمارسي
سِوَى عَلَيْك اَلْكَيْل شَيْخ بَائِس مِثْل اَلْحَصَى يَعْجَب مِنْهُ اَللَّامِس
وَأَنَا اَلْآن فِي تَفَضُّل اَللَّه أَغْتَرِف فِي مرافد العسجد مِنْ أَنْهَار اَللَّبَن , فَتَارَة
أَلْبَان اَلْإِبِل , وَتَارَة أَلْبَان اَلْبَقَر , وَإِنْ شِئْت لَبَن اَلضَّأْن فَإِنَّهُ كَثِير جَمّ ,
وَكَذَلِكَ لَبَن المعيز , وَأَنْ أَحْبَبْت وَرْدًا , مِنْ رُسُل , الأراوي , فَرَبّ نَهْر مِنْهُ
كَأَنَّهُ دِجْلَة أَوْ فُرَات وَلَقَدْ أَرَانِي فِي دَار الشقوة , أَجْهَدَ أخلاف شِيَاه لجبات لَا
يَمْتَلِئ مِنْهُنَّ القعب .
فَيَقُول لَا زَالَ مَقُولًا لِلْخَيْرِ , فَأَيْنَ عَمْرو بْن أَحْمَد ? فَيَقُول عَمْرو , هَا أَنَا ذَا
فَيَقُول أَنْشَدَنِي قَوْلك
بَانَ اَلشَّبَاب واخلف اَلْعُمْر وَتَغَيُّر اَلْإِخْوَان وَالدَّهْر
وَقَدْ اِخْتَلَفَ اَلنَّاس فِي تَفْسِير اَلْعُمْر , فَقِيلَ إِنَّك أَرَدْت اَلْبَقَاء , وَقِيلَ إِنَّك أَرَدْت
اَلْوَاحِد مِنْ عَمْرو اَلْأَسْنَان , وَهُوَ اَللَّحْم اَلَّذِي بَيَّنَهَا فَيَقُول عَمْرو مُتَمَثِّلًا
خُذَا وَجْه هرشى أَوْ كُلَاهَا فَإِنَّهُ كُلًّا جَانِبِيّ هرشى لَهُنَّ اَلطَّرِيق
وَلَمْ تَتْرُك فِي أَهْوَال اَلْقِيَامَة غَبَّرَا لِلْإِنْشَادِ أُمًّا سَمِعَتْ اَلْآيَة " يَوْم تَرَوْنَهَا
تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ , وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا , وَتَرَى اَلنَّاس سُكَارَى وَمَا
هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَاب اَللَّه شَدِيد " وَقَدْ شَهِدَتْ اَلْمَوْقِف فَالْعَجَب لَك إِذْ بَقِيَ مَعَك
شَيْء مِنْ رِوَايَتك ! فَيَقُول اَلشَّيْخ , إِنِّي كُنْت أُخْلِص , اَلدُّعَاء , فِي أَعْقَاب ,
اَلصَّلَوَات , قَبْل أَنْ أَنْتَقِل مِنْ تِلْكَ اَلدَّار , أَنْ يُمْتِعنِي اَللَّه , بِأَبِي , فِي
الدينا وَالْآخِرَة , فَأَجَابَنِي إِلَى مَا سَأَلَتْ وَهُوَ اَلْحَمِيد اَلْمَجِيد
وَلَقَدْ يَعِبْنِي قَوْلك
وَلَقَدْ غَدَوْت وَمَا يُفْزِعنِي خَوْف أحاذره وَلَا ذُعْر
رؤد اَلشَّبَاب كَأَنِّي غُصْن بِحَرَام مَكَّة نَاعِم نَضُرّ
كَشَرَاب قِيلَ , عَنْ مصيته وَلِكُلّ أَمْر وَاقِع قَدْر
مَدّ اَلنَّهَار لَهُ وَطَالَ عَلَيْهِ اَللَّيْل واستنعت بِهِ اَلْخَمْر
وَمُسَفِّه دَهْمَاء دَاجِنَة ركدت وَأَسْبَلَ دُونهَا اَلسِّتْر
وَجَرَادَتَانِ تُغْنِيَانِهِمْ وَتَلَأْلَأَ اَلْمَرْجَان والشذر
وَمُجَلْجِل دَانَ زَبَرْجَدَة حَدَب كَمَا يَتَحَدَّب اَلدُّبُر
ونان حنانان بَيْنهمَا وَتَر أَجَشّ غَنَاؤُهُ زَمْر
وَبَعِيرهمْ ساج بِجَرَّتِهِ لَمْ يُؤْذِهِ غرث وَلَا نَفَر
فَإِذَا تَجَرَّدَ شَقَّ بازله وَإِذَا أصاخ فَإِنَّهُ بِكَرّ
خَلَوِيّ طَرِيق الديدبون فَقَدْ وَلَّى اَلصِّبَا وَتَفَاوَتَ النجر
فَمَا أَرَدْت بِقَوْلِك كَشَرَاب قِيلَ ? اَلْوَاحِد مِنْ الأقيال ? أَمْ قِيلَ أَبَّنَ عتر , مَنْ عَادَ
? فَيَقُول عَمْرو . اَلْوَجْهَيْنِ ليتصوران فَيَقُول اَلشَّيْخ بِغِلِّهِ اَللَّه اَلْأَمَانِي مِمَّا يَدُلّ
عَلَى أَنَّ اَلْمُرَاد قِيلَ بْن عتر قَوْلك , وَجَرَادَتَانِ تُغْنِيَانِهِمْ لِأَنَّ اَلْجَرَادَتَيْنِ فِيمَا
قِيلَ , مُغَنِّيَتَانِ غَنَّتَا لِوَفْد عَاد عِنْد اَلْجَرّ هَمِّي , بِمَكَّة , فَشَغَلُوا عَنْ اَلطَّوَاف
بِالْبَيْتِ وَسُؤَال اَللَّه , سُبْحَانه وَتَعَالَى , فِيمَا قَصَدُوا لَهُ فَهَلَكَتْ عَاد وَهُمْ سامدون
وَلَقَدْ وُجِدَتْ فِي بَعْض كُتُب , اَلْأَغَانِي صَوْتًا يُقَال , غَنَّتْهُ اَلْجَرَادَتَانِ فتفكنت لِذَلِكَ
اَلصَّوْت
أَقْفَرَ مِنْ أَهْله اَلْمُصَيِّف فَبَطَّنَ عردة فالغريف
هَلْ تَبْلُغنِي دِيَار قَوْمِي مهرية , سَيْرهَا تلقيف
يَا أُمّ عُثْمَان نوليني هَلْ يَنْفَع النائل اَلطَّفِيف
وَهَذَا شِعْر عَلَى قري
أَقْفَرَ مَنْ أَهَّلَهُ ملحوب
وَمِنْ اَلَّذِي نَقَلَ إِلَى اَلْمُغَنِّينَ فِي عَصْر هَارُون وَبَعْده أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر غَنَّتْهُ
اَلْجَرَادَتَانِ ? إِنَّ ذَلِكَ لِبَعِيد فِي اَلْمَعْقُول , وَمَا أَجْدَرَهُ أَنْ يَكُون مكذوبا !
وَقَوْلك وَمُسِفَّة دَهْمَاء دَاجِنَة مَا أَرَدْت بِهِ ? .
وَقَوْلك , وَمُجَلْجِل دَانَ زَبَرْجَده ? .
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , أَمَّا ذِكْر اَلْجَرَادَتَيْنِ فَلَا يَدُلّ عَلَى أَنِّي خَصَّصْت قِيل بْن عتر ,
وَأَنْ كَانَ فِي اَلْوَفْد اَلَّذِي غَنَّتْهُ اَلْجَرَادَتَانِ لِأَنَّ اَلْعَرَب صَارَتْ تُسَمِّي كُلّ قينة جَرَادَة
حَمْلًا عَلَى أَنَّ قينة فِي اَلدَّهْر اَلْأَوَّل كَانَتْ تُدْعَى اَلْجَرَادَة قَالَ اَلشَّاعِر
تُغْنِينَا اَلْجَرَاد وَنَحْنُ شُرْب , نَعْل الراح خالصها المشور وَأُمًّا اَلْمُسِفَّة اَلدَّهْمَاء
فَإِنَّهَا اَلْقَدْر , وَأُمًّا اَلْمُجَلْجِل اَلدَّانِي زَبَرْجَده فَهُوَ اَلْعُود , وَزَبَرْجَده مَا حَسُنَ
مِنْهُ أَمَا تَسْمَع اَلْقَائِل يُسَمِّي , مَا تُلَوِّن مِنْ السحباب زبرجا ? وَمَنْ رَوَى مُجَلْجِل
بِكَسْر اَلْجِيم , أَرَادَ اَلسَّحَاب .
فَيَعْجَب اَلشَّيْخ مِنْ هَذِهِ اَلْمَقَالَة , كَأَنَّك أَيُّهَا اَلرَّجُل وَأَنْتَ عَرَبِيّ صَمِيم يَسْتَشْهِد
بِأَلْفَاظِك وقريضك تَزْعُم أَنَّ اَلزَّبَرْجَد , مِنْ الزبرج , فَهَذَا يُقَوِّي مَا اِدَّعَاهُ صَاحِب
اَلْعَيْن , مِنْ أَنَّ اَلدَّالّ , زَائِدَة فِي قَوْلهمْ صلخدم وَأَهْل اَلْبَصْرَة يَنْفِرُونَ مِنْ ذَلِكَ
فَيُلْهِم اَللَّه اَلْقَادِر اِبْن أَحْمَر عِلْم اَلتَّصْرِيف لِيَرَى اَلشَّيْخ بُرْهَان اَلْقُدْرَة ,
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , وَمَاذَا اَلَّذِي أَنْكَرَتْ , أَنْ يَكُون الزبرج مَنْ لَفْظ اَلزَّبَرْجَد ?
كَأَنَّ فِعْلًا صَرْف مِنْ اَلزَّبَرْجَد , فَلَمْ يُمْكِن أَنْ يُجَاء بِحُرُوفِهِ كُلّهَا , إِذَا كَانَتْ
اَلْأَفْعَال لَا يَكُون فِيهَا خَمْسَة أَحْرُف مِنْ اَلْأُصُول فَقِيلَ يزبرج , ثُمَّ بُنِيَ مِنْ ذَلِكَ
اَلْفِعْل أُسَمِّ فَقِيلَ , زبرج أَلَّا تَرَى أَنَّهُمْ إِذَا صَغَّرُوا , فرزدقا قَالُوا فريزد ,
وَإِذَا جَمَعُوهُ قَالُوا , فرازد ? وَلَيْسَ ذَلِكَ بِدَلِيل عَلَى أَنَّ اَلْقَاف زَائِدَة فَيَقُول ,
خَلَّى اَللَّه أَلْفَاظه فِي دِيوَان اَلْأَدَب : كَأَنَّك زَعَمْت أَنَّ فِعْلًا أُخِذَ مِنْ اَلزَّبَرْجَد ثُمَّ
بُنِيَ مِنْهُ الزبرج فَقَدْ لَزِمَك عَلَى هَذَا , أَنْ تَكُون اَلْأَفْعَال , قَبْل اَلْأَسْمَاء ,
فَيَقُول اِبْن أَحْمَر , لَا يَلْزَمنِي , ذَلِكَ , لِأَنِّي جَعَلْت زَبَرْجَد أَصْلًا , فَيَجُوز أَنْ
يُحَدِّث مِنْهُ فَرَوَّعَ , لَيْسَ , حُكْمًا كَحُكْم اَلْأُصُول أَلَّا تَرَى أَنَّهُمْ يَقُولُونَ , إِنَّ اَلْفِعْل
مُشْتَقّ مِنْ اَلْمَصْدَر ? فَهَذَا أَصْل ثُمَّ يَقُولُونَ اَلصِّفَة اَلْجَارِيَة عَلَى اَلْفِعْل , يَعْنُونَ
اَلضَّارِب وَالْكَرِيم وَمَا كَانَ نَحْوهمَا , فَلَيْسَ قَوْلهمْ هَذِهِ اَلْمَقَالَة , بِدَلِيل عَلَى أَنَّ
اَلصِّفَة مُشْتَقَّة مِنْ اَلْفِعْل , إِذَا كَانَتْ أَسَمَا وَحَقّ اَلْأَسْمَاء أَنْ تَكُون قَبْل اَلْأَفْعَال ,
وَإِنَّمَا يُرَاد أَنَّهُ يَنْطِق بِالْفِعْلِ , مِنْهَا كَثِيرًا , وَلِمُدَّعٍ أَنْ يَقُول اَلْفِعْل مُشْتَقّ
مِنْ اَلْمَصْدَر فَهُوَ فَرْع عَلَيْهِ و اَلصِّفَة فَرْع آخَر , فَيَجُوز أَنْ يَتَقَدَّم أَحَد اَلْفَرْعَيْنِ
عَلَى صَاحِبه
ثُمَّ يَذْكُر لَهُ أَشْيَاء مِنْ شِعْره , فَيَجِدهُ عَنْ اَلْجَوَاب مستعجما إِنَّ نُطْق نَطَقَ مُحْجِمًا
فَيَقُول : أَيّكُمْ تَمِيم بْن أَبِي ? فَيَقُول رَجُل مِنْهُمْ هَا أَنَا ذَا , فَيَقُول أَخْبَرَنِي عَنْ
قَوْلك


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس