عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:27 AM   #28
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بمأسل
فَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة , أتكلمني بِمِثْل هَذَا اَلْكَلَام يَا خَلِيع بَنِي طَبِيعَة , وَقَدْ
مُتّ كَافِرًا , وَأَقْرَرْت عَلَى نَفْسك بِالْفَاحِشَةِ , وَأَنَا لَقِيَتْ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْته كَلِمَتِي , اَلَّتِي أَقُول فِيهَا
بَلَغْنَا اَلسَّمَاء , مَجْدنَا وَسَنَاءَنَا , وَإِنَّا لِنَبْغِيَ فَوْق ذَلِكَ مَظْهَرًا !
فَقَالَ , إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى , ? فَقُلْت : إِلَى اَلْجَنَّة بِك يَا رَسُول اَللَّه !
فَقَالَ لَا يُفَضِّض اَللَّه فاك
أَغُرّك أَنَّ عَدّك بَعْض اَلْجُهَّال رَابِع اَلشُّعَرَاء اَلْأَرْبَعَة ? وَكَذَّبَ مفضلك وَإِنِّي لِأَطْوَل
مِنْك نَفْسًا , وَأَكْثَر تَصَرُّفًا وَلَقَدْ بَلَّغَتْ بِعَدَد اَلْبُيُوت مَا لَمْ يَبْلُغهُ أَحَد مِنْ اَلْعَرَب
قَبَلِيّ , وَأَنْتَ لَاهٍ بغفارتك , تَفْتَرِي , عَلَى كرائم , قَوْمك وَإِنْ صَدَقَتْ فَخِزْيًا لَك
لمقارك ! وَلَقَدْ وُفِّقَتْ الهزانية , فِي تخليتك عَاشَرَتْ مِنْك النابح , عَشِيّ فَطَافَ
الأحوية , عَلَى اَلْعِظَام المنتبذة , وَحَرَصَ عَلَى بِالْإِغْوَاءِ , اَلْأَجْدَاث اَلْمُنْفَرِدَة .
فَيَغْضَب أَبُو بَصِير , فَيَقُول , أَتَقُولُ هَذَا وَأَنَّ بَيْتًا مِمَّا بَنَيْت لِيُعَدِّل بِمِائَة مِنْ
بِنَائِك ? وَإِنْ أَسْهَبَتْ فَإِنَّ اَلْمُسْهِب كحاطب اَللَّيْل ,
وَإِنِّي لفي اَلْجُرْثُومَة مِنْ ربعية اَلْفَرَس وَإِنَّك لِمَنْ بُنِيَ جعدة , وَهَلْ جعدة , إِلَّا
رَائِدَة ظليم نُفُور ? أتعيرني , مَدْح اَلْمُلُوك ? وَلَوْ قَدَرَتْ يَا جَاهِل , عَلَى ذَلِكَ
لَهَجَرَتْ إِلَيْهِ أَهْلك , وَوَلَدك , وَلَكِنَّك خُلِقْت جبابا هُدَانَا , لَا تدلج فِي اَلظَّلْمَاء
اَلدَّاجِيَة وَلَا تَهْجُر فِي الوديقة الصاخدة , ذَكَرَتْ لِي طَلَاق الهزانية , وَلَعَلَّهَا
بَانَتْ عَنِّي مسرة اَلْكَمَد وَالطَّلَاق لَيْسَ بِمُنْكِر لِلسُّوقِ وَلَا لِلْمُلُوكِ .
فَيَقُول الجعدي , أَسْكُت يَا ضَلَّ يَا بْن ضَلَّ , فَأُقَسِّم أَنَّ دُخُولك اَلْجَنَّة مِنْ اَلْمُنْكَرَات
وَلَكِنْ الأقضية , جَرَتْ كَمَا شَاءَ اَللَّه ! لَحِقَك أَنْ تَكُون فِي اَلدَّرْك اَلْأَسْفَل مِنْ
اَلنَّار , وَلَقَدْ صُلِّيَ بِهَا مَنْ هُوَ خَيْر مِنْك , وَلَوْ جَاز اَلْغَلَط عَلَى رَبّ اَلْعِزَّة , لَقُلْت
إِنَّك غَلَط بِك ! ألست اَلْقَائِل
فَدَخَلَتْ إِذْ نَامَ اَلرَّقِيب فَبِتّ دُون ثِيَابهَا
حَتَّى إِذَا مَا أسترسلت لِلنَّوْمِ بَعْد لُعَابهَا
قِسْمَتهَا نِصْفَيْنِ كُلّ مُسْوَدّ يَرْمِي بِهَا
فَثَنَيْت جَيِّد غريرة وَلِسَمْت بِطُنّ حقابها
كَالْحَقَّةِ اَلصَّفْرَاء صاك عَبِيرهَا بملابها
وَإِذَا لَهَا تامورة مَرْفُوعَة لِشَرَابِهَا
وَاسْتَقْلَلْت بِبُنِّيّ جعدة وَلِيَوْم مِنْ أَيَّامهَا يُرَجِّح
بِمَسَاعِي قَوْمك , وزعمتني جبابا وَكَذَّبَتْ ! لِأَنَّا أَشْجَع مِنْك وَمِنْ أَبِيك وَأَصُبّ عَلَى
إدلاج اَلْمُظْلِمَة ذَات الأريز وَأَشَدّ إِيغَالًا فِي الهاجرة أَمْ الصخدان .
وَيَثِب نَابِغَة بُنِيَ جعدة , عَلَى أَبِي بَصِير فَيَضْرِبهُ بِكُوز مِنْ ذَهَب , فَيَقُول , أَصْلَحَ
اَللَّه بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ , لَا عَرْبَدَة فِي اَلْجِنَان إِنَّمَا يَعْرِف ذَلِكَ اَلْفَانِيَة بَيْن
اَلسَّفَلَة والهجاج وَإِنَّك يَا أَبَا لَيْلَى لمتنزع وَقَدْ رُوِيَ فِي اَلْحَدِيث أَنَّ رَجُلًا صَاحَ
بِالْبَصْرَةِ يَا آل قَيْس ! فَجَاءَ اَلنَّابِغَة الجعدي بِعَصِيَّة لَهُ فَأَخَذَهُ شَرْط أَبِي مُوسَى
اَلْأَشْعَرِيّ فَجَلَدَهُ اَلنَّابِغَة الجعدي , بِعَصِيَّة لَهُ فَأَخَذَهُ شَرْط أَبِي مُوسَى اَلْأَشْعَرِيّ
فَجَلَدَهُ لِأَنَّ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ ‎ " مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاء اَلْجَاهِلِيَّة
فَلَيْسَ مِنَّا " وَلَوْ لَا أَنْ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم , لَا يُصَدِّعُونَ عَنْهَا وَلَا يَنْزِفُونَ " .
لظنناك أَصَابَك نَزْف فِي عَقْلك , فَأَمَّا أَبُو بَصِير , فَمَا شَرِبَ
إِلَّا اَللَّبَن وَالْعَسَل وَإِنَّهُ لِوَقُور فِي اَلْمَجْلِس لَا يَخِفّ عِنْد
حَلّ الحبوة وَإِنَّمَا مَثَله مَعَنَا مِثْل أَبِي نُوَاسِ فِي قَوْله
أَيُّهَا العاذلان فِي الراح لَوْمًا لَا أَذُوق اَلْمَدَام إِلَّا شميما
نالتي بِالْعِتَابِ فِيهَا إِمَام لَا أَرَى لِي خِلَافه , مُسْتَقِيمًا
فَاصْرِفَاهَا إِلَى سِوَايَ , فَإِنِّي لَسْت , إِلَّا عَلَى اَلْحَدِيث نَدِيمًا
فَكَأَنِّي وَمَا أَحْسَنَ مِنْهَا , قعدي يَحْسُن اَلتَّحْكِيم لَمْ يُطِقْ حَمْله اَلسِّلَاح إِلَى اَلْحَرْب
, فَأُوصِي المطيق , أَلَّا يُقِيمَا
فَيَقُول نَابِغَة بُنِيَ جعدة , قَدْ كَانَ اَلنَّاس فِي أَيَّام اَلْخَادِعَة يَظْهَر عَنْهُمْ اَلسَّفَه
بِشُرْب اَللَّبَن , لَا سِيَّمَا إِذَا كَانُوا أَرِقَّاء لِئَامًا كَمَا قَالَ الراجز : -
يَا اِبْن هُشَام أَهَّلَك اَلنَّاس اَللَّبَن فَكُلّهمْ يَغْدُو بِسَيْف وقون
وَقَالَ آخَر : - 00
مَا دَهْر ضَبَّة فَاعْلَمْ نَحْت أثلتنا وَأَنَّمَا هَاجَ مِنْ جُهَّالهَا اَللَّبَن
وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ مَتَى يَخَاف شَرّ بَنِي فُلَان ? قَالَ : إِذَا ألبنوا فَيُرِيد بَلَغَهُ اَللَّه
إِرَادَته أَنْ يُصْلِح بَيْن اَلنُّدَمَاء فَيَقُول يَجِب أَنْ يُحَذِّر مَنْ مَلِك يُعَبِّر فَيَرَى هَذَا
اَلْمَجْلِس وَيَرْفَع حَدِيثه إِلَى اَلْجَبَّار اَلْأَعْظَم , فَلَا يَجْرِ ذَلِكَ إِلَّا إِلَى مَا تَكْرَهَانِ
وأستغنى رَبّنَا أَنْ تَرْفَع اَلْأَخْبَار إِلَيْهِ , وَلَكِنْ جَرَى ذَلِكَ مَجْرَى اَلْحَفَظَة فِي اَلدَّار
اَلْعَاجِلَة , أَمَّا عَلِمْتُمَا أَنَّ آدَم خَرَجَ مِنْ اَلْجَنَّة , بِذَنْب حَقِير فَغَيْر آمَن مِنْ وَلَد
أَنْ يُقَدِّر لَهُ مَثَل , ذَلِكَ
فَسَأَلَتْك يَا أَبَا بَصِير بِاَللَّهِ هَلْ يهجس لَك تُمَنِّي اَلْمَدَام ? فَيَقُول كُلًّا وَاَللَّه !
إِنَّهَا عِنْدِي لِمِثْل اَلْمَقَرّ لَا يُخْطِر ذِكْرهَا بِالْخُلْدِ , فَالْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي سَقَانِي ,
عَنْهَا السلوانة فَمَا أَحْفُل بِأُمّ زَنْبَق , أُخْرَى اَلدَّهْر .
وَيَنْهَض نَابِغَة بُنِيَ جعدة , مُغْضِبًا فَيُكْرِه جَنْبه اَللَّه اَلْمَكَارِه اِنْصِرَافه عَلَى تِلْكَ
اَلْحَال , فَيَقُول : يَا أَبَا لَيْلَى إِنَّ اَللَّه جَلَتْ قُدْرَته مِنْ عَلَيْنَا بِهَؤُلَاءِ اَلْحَوَر
اَلْعَيْن اَللَّوَاتِي حَوَّلَهُنَّ عَنْ خَلْق , اَلْإِوَزّ فَاخْتَرْ لَك وَاحِدَة , مِنْهُنَّ فَلْتَذْهَبْ مَعَك
إِلَى مَنْزِلك تلاحنك مأرق اللحان , وَتُسْمِعك ضُرُوب اَلْأَلْحَان , فَيَقُول لَبِيد بْن
رَبِيعَة , إِنْ أَخَذَ أَبُو لَيْلَى قينة , وَأَخَذَ غَيْره مَثَلهَا أَلَيْسَ يَنْتَشِر خَبَرهَا فِي
اَلْجَنَّة , فَلَا يُؤْمِن أَنْ يُسَمَّى فَاعِلُو ذَلِكَ ‎ أَزْوَاج اَلْإِوَزّ ? .
فَتَضْرِب اَلْجَمَاعَة عَنْ اِقْتِسَام أُولَئِكَ القيان


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس