عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:02 AM   #17
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


اَلْأَرْض اَلرَّاكِدَة إِلَى اَلسَّمَاء , وَتَكْشِف سجوف اَلظَّلْمَاء , بِدَلِيل اَلْآيَة " إِلَيْهِ
يَصْعَد اَلْكَلِم اَلطَّيِّب وَالْعَمَل اَلصَّالِح , يَرْفَعهُ " .
وَهَذِهِ اَلْكَلِمَة , اَلطَّيِّبَة , كَأَنَّهَا اَلْمَعْنِيَّة بِقَوْلِهِ " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اَللَّه مَثَلًا
كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَة , أَصْلهَا ثَابِت وَفُرُوعهَا فِي اَلسَّمَاء , تُؤْتِي أُكُلهَا كُلّ
حِين بِإِذْن رَبّهَا " ‎ .
وَفِي تِلْكَ اَلسُّطُور كَلَّمَ كَثِير , كُلّه , عِنْد الباري , تُقَدِّس أَثِير , فَقَدْ غَرَسَ
لِمَوْلَايَ اَلشَّيْخ اَلْجَلِيل إِنْ شَاءَ اَللَّه بِذَلِكَ اَلثَّنَاء , شَجَر فِي اَلْجَنَّة , لذيد
اجتناء كُلّ شَجَرَة , مِنْهُ تَأْخُذ مَا بَيْن اَلْمَشْرِق إِلَى اَلْمَغْرِب بِظِلّ غاط لَيْسَتْ فِي
اَلْأَعْيُن , كَذَات أَنْوَاط , [ وَذَات أَنْوَاط كَمَا يَعْلَم شَجَرَة كَانُوا يُعَظِّمُونَهَا فِي
اَلْجَاهِلِيَّة وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ بَعْض اَلنَّاس قَالَ : " يَا رَسُول اَللَّه أَجُعِلَ لَنَا ذَات أَنْوَاط
كَمَا لَهُمْ ذَات أَنْوَاط " وَقَالَ بَعْض اَلشُّعَرَاء
لَنَا اَلْمُهَيْمِن يَكْفِينَا أَعَادِينَا كَمَا رَفَضْنَا إِلَيْهِ ذَات أَنْوَاط
وَالْوَالِدَانِ اَلْمُخَلَّدُونَ فِي ظِلَال تِلْكَ اَلشَّجَر قِيَام وَقُعُود و بِالْمَغْفِرَةِ نيلت اَلسُّعُود
, يَقُولُونَ وَاَللَّه اَلْقَادِر عَلَى كُلّ شَيْء عَزِيز , نَحْنُ وَهَذِهِ اَلشَّجَرَة صِلَة مِنْ اَللَّه
لِعَلِيّ بْن مَنْصُور , نُخَبَّأ لَهُ نَفْخ اَلصُّوَر .
وَتَجْرِي فِي أُصُول , ذَلِكَ اَلشَّجَر , أَنْهَار , تَخْتَلِج مِنْ مَاء اَلْحَيَوَان , وَالْكَوْثَر
, يَمُدّهَا فِي كُلّ أَوَان , مِنْ شُرْب مِنْهَا النغبة , فَلَا مَوْت قَدْ أَمِنَ هُنَاكَ اَلْفَوْت
, وَسَعِدَ مِنْ اَللَّبَن , متخرفات , وَلَا تُغِير بِأَنْ تَطُول اَلْأَوْقَات وجعافر مِنْ
اَلرَّحِيق اَلْمَخْتُوم عَزَّ اَلْمُقْتَدِر عَلَى كُلّ مَخْتُوم تِلْكَ الراح اَلدَّائِمَة , لَا اَلدَّمِيمَة
وَلَا اَلدَّائِمَة , بَلْ هِيَ " علقمة " مفترياب وَلَمْ يَكُنْ لِعَفْو مفتربا .
بِشَقِيّ اَلصُّدَاع , وَلَا يُؤْذِيه بِالْإِغْوَاءِ وَلَا يُخَالِط مِنْهَا الراس تدويم وَيَعْمِد إِلَيْهَا
اَلْمُعْتَرِف بِكُؤُوس مِنْ العسجد , وَأَبَارِيق خَلَقَتْ مِنْ اَلزَّبَرْجَد , يَنْظُر مِنْهَا اَلنَّاظِر
إِلَى بدي مَا حَلَمَ بِهِ أَبُو اَلْهِنْدِيّ رَحْمَة اَللَّه فَلَقَدْ آثَرَ شَرَاب اَلْفَانِيَة , وَرَغِبَ
فِي الدنية , اَلدَّانِيَة ,
[ وَلَا رَيْب أَنَّهُ يَرْوِي دِيوَانه وَهُوَ اَلْقَائِل
سَيُغْنِي أَبَا اَلْهِنْدِيّ عَنْ وَطِبّ سَالِم أَبَارِيق لَا يُعَلِّق بِهَا وَضُرّ الربد
مفدمة , قَزًّا كَأَنَّ رِقَابهَا , رِقَاب بناث اَلْمَاء , أَفْزَعَهَا اَلرَّعْد
هَكَذَا يَنْشُد عَلَى الإقواء , وَبَعْضهمْ يَنْشُد
رِقَاب بَنَات اَلْمَاء , ريعت مِنْ اَلرَّعْد
وَالرِّوَايَة اَلْأُولَى , إِنْشَاء اَلنَّحْوِيِّينَ , وَأَبُو اَلْهِنْدِيّ إِسْلَامِيّ , وَأَسِمهُ , عَبْد
اَلْمُؤْمِن بْن عَبْد اَلْقُدُّوس , وَهَذَانِ اِسْمَانِ شَرْعِيَّانِ , وَمَا اِسْتَشْهَدَ بِهَذَا اَلْبَيْت ,
إِلَّا وَقَائِله , عِنْد اَلْمُسْتَشْهِد فَصِيح فَإِنْ كَانَ أَبُو اَلْهِنْدِيّ مِمَّنْ كَتَبَ وَعُرْف حُرُوف
اَلْمُعْجَم فَقَدْ أَسَاءَ فِي الإقواء ‎ وَإِنْ كَانَ بَنِي اَلْأَبْيَات , عَلَى اَلسُّكُون , فَقَدْ صَحَّ
قَوْل " سَعِيد بْن مُسْعِدَة " فِي أَنَّ اَلطَّوِيل مِنْ اَلشِّعْر لَهُ أَرْبَعَة أَضْرَبَ " .
وَلَوْ رَأَى تِلْكَ اَلْأَبَارِيق " ‎ أَبُو زبيد " لِعِلْم أَنَّهُ كَالْعَبْدِ الماهن أَوْ اَلْعَبِيد ,
وَأَنَّهُ مَا تَشَبَّثَ بِخَيْر وَرِضَى بِقَلِيل المير وَهَزِّي يَقُولهُ .
وَأَبَارِيق مِثْل أَعْنَاق طَيْر اَلسَّمَاء , قَدْ جَيْب فَوْقهنَّ خنيف
هَيْهَاتَ ! هَذِهِ أَبَارِيق تَحَمُّلهَا أَبَارِيق وَكَأَنَّهَا فِي اَلْحَسَن اَلْأَبَارِيق [ فَالْأُولَى
هِيَ اَلْأَبَارِيق اَلْمَعْرُوفَة , وَالثَّانِيَة مِنْ قَوْلهمْ , جَارِيَة إِبْرِيق إِذَا كَانَتْ تَبْرُق
مِنْ حُسْنهَا قَالَ اَلشَّاعِر
وَغَيْدَاء إِبْرِيق كَأَنَّ رُضَابهَا جَنْي اَلنَّحْل مَمْزُوجًا بصهباء تَاجِر ,
وَالثَّالِثَة مِنْ قَوْلهمْ و سَيْف إِبْرِيق , مَأْخُوذ مِنْ اَلْبَرِيق , قَالَ " اِبْن أَحْمَر " .
تَقَلَّدَتْ إِبْرِيقًا , وَعَلَّقَتْ جَعْبَة , لِتَهْلَك حَيَّا ذَا زُهَاء , وَجَامَلَ .
وَلَوْ نَظَر إِلَيْهَا " علقمة , لِبَرْق , فَرَّقَ , وَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ طَرَقَ , وَأَيْنَ يَرَاهَا ,
اَلْمِسْكِين , علقمة , وَلَعَلَّهُ فِي نَار لَا تُغَيِّر مَاؤُهَا لِلشَّارِبِ وَغَيْر مَاء " اِبْن
عَبَدَة " وَمَا فَرِيقه ! خَيْر وَكَسْر بِالْإِغْوَاءِ ! أَلَيْسَ هُوَ اَلْقَائِل .
كَأَنَّ إِبْرِيقهمْ ظَبْي برابيه مجلل بسبا اَلْكَتَّان مفدوم
أَبْيَض أَبْرَزه للضح رَاقَبَهُ مُقَلِّد قضب اَلرَّيْحَان مفغوم
نَظْرَة إِلَى تِلْكَ اَلْأَبَارِيق خَيْر مِنْ بِنْت الكرمة العاجلية وَمِنْ كُلّ رِيق , ضَمِنَتْهُ
هَذِهِ اَلدَّار اَلْخَادِعَة اَلَّتِي هِيَ لِكُلّ شَمَّمَ جادعة .
وَلَوْ بُصِّرَ بِهَا " عُدَيّ بْن زَيْد " لِشَغْل عَنْ اَلْمَدَام وَالصَّيْد , وَأَعْتَرِف , بِأَنَّ
أَبَارِيق مدامه , وَمَا أَدْرَكَ مِنْ شُرْب " اَلْحَيْرَة " وندامه , أَمْر هَيِّن , لَا يُعَدَّل
بِنَابِت مِنْ حمصيص , أَوْ مَا حَقَّرَ مِنْ خربصيص .
[ وَكُنْت بِمَدِينَة اَلسَّلَام , فَشَاهَدَتْ بَعْض الوراقين يَسْأَل عَنْ قَافِيَة " عُدَيّ اِبْن
زَيْد اَلَّتِي أَوَّلهَا ] .
بَكْر العاذلات فِي غلس اَلصُّبْح يُعَاتِبْنَهُ أَمَا تستفيق ?
وَدَعَا بِالصَّبُوحِ فَجْرًا , فَجَاءَتْ قينه فِي يَمِينهَا إِبْرِيق .
وَزَعَمَ الوراق أَنَّ " اِبْن حَاجِب اَلنُّعْمَان " سَأَلَ عَنْ هَذِهِ اَلْقَصِيدَة وَطَلَبَتْ فِي نُسَخ
مِنْ دِيوَان " عُدَيّ " فَلَمْ تُوجَد ثُمَّ سَمِعَتْ , بَعْد ذَلِكَ , رَجُلًا مِنْ أَهْل "
بِالْإِغْوَاءِ " يَقْرَأ هَذِهِ اَلْقَافِيَة , فِي دِيوَان " اَلْعَبَّادِيّ " .
وَلَمْ تَكُنْ فِي اَلنُّسْخَة اَلَّتِي فِي دَار اَلْعِلْم ] ‎
فَأَمَّا " : الأقيشر اَلْأَسَدِيّ " فَإِنَّهُ مِنِّي بقاشر , وَشِقِّي إِلَى يَوْم حاشر , قَالَ
وَلَعَلَّهُ سَيَنْدَمُ إِذَا تَفِرِّي الأدم .
مَا هُوَ وَمَا شَرَابه ! تقضت فِي اَلْحَانِيَة وآرابه وَلَوْ عَايَنَّ تِلْكَ اَلْأَبَارِيق لَأَيْقَنَ
أَنَّهُ فَتَنَ بِالْغُرُورِ وَسَرَّ بِغَيْر مُوجَب لِلسُّرُورِ وَكَذَلِكَ " إِيَاس بْن الأرت " , أَنْ كَانَ
عَجَب لِأَبَارِيق كَإِوَزّ اُلْطُفْ فَإِنَّ اَلْحَوَادِث بُسِّطَتْ لَهُ أَقْبِض , كَلَّفَ فَكَأَنَّهُ مَا قَالَ
كَأَنَّ أَبَارِيق المدامة بَيْنهمْ إِوَزّ بِأَعْلَى اُلْطُفْ , وَعِوَج اَلْحَنَاجِر
وَرَحِمَ اَللَّه " العجاج " فَإِنَّهُ خَلَطَ فِي رجزه العلبط والسجاج أَيْنَ بِالْإِغْوَاءِ , اَلَّذِي
ذَكَرَ فَقَالَ
قَطْف مَنْ بِالْإِغْوَاءِ مَا قَطَفَا , فَغَمَّهَا حَوْلَيْنِ , ثُمَّ استودفا , صهباء خُرْطُومًا
عَقَارًا , فرقفا فَسِنّ فِي اَلْإِبْرِيق مِنْهَا نَزْفًا ,
مِنْ رَصْف نَازِع سَيْلًا رَصْفًا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس