[align=center]تناقص التحويلات

وبشأن انخفاض التحويلات المالية وعلاقتها بفقدان المغتربين السوريين لأعمالهم، قال الدكتور مرزوق إن تراجع حجم التحويلات مرتبط بأسباب عديدة، منها ما هو عائد لارتفاع مستويات التضخم في بلدان العمل، أو لتخفيض أجور العمال، ومنها ما يعود لعمليات التسريح.

وخلص إلى أن تناقص التحويلات ليست المقياس الأوحد والأمثل للتعرف إلى حجم مشكلة التسريح، لا سيما وأن هناك نسبة جيدة من التحويلات التي تجري خارج القنوات الرسمية.

وقدر صندوق النقد العربي حجم أموال السوريين المحولة إلى بلادهم بقرابة 850 مليون دولار عام 2008، ما يضع سوريا في المرتبة التاسعة عربيا من بين 10 دول تستقبل التحويلات.

غير أن دراسة لبنك الاستثمار الأوروبي أكدت انخفاض تحويلات السوريين وتراجع مشاركتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 6% فقط.

في المقابل، روى سوريون عائدون من الإمارات قصصا عديدة عما عاينوه وسمعوه في مجال "تفنيش" العمالة بمختلف جنسياتها واختصاصاتها.

وكشف هؤلاء لـ"الأسواق.نت" أنهم بدؤوا يشعرون بوطأة الأزمة الشديدة منذ أواخر 2008، عندما شرعت شركاتهم في تخييرهم بين الإجازات الإلزامية المفتوحة، أو تقليص الراتب، أو التسريح النهائي، وهي أمور أحلاها مر على حد تعبيرهم
.
.تسريح مهذب

واستحضر المهندس وائل رضوان تجربته الشخصية، موضحا أن شركته كانت تميل إلى إعطاء إجازات مفتوحة لعمالها مع تزويدهم بتذكرة طائرة مجانية باتجاه واحد، ما يدل على أن القضية لا تعدو كونها "تسريحا مهذبا".

وقال الشاب الذي فقد عمله بعد 8 أشهر من قدومه إلى دبي للمرة الأولى، إن بدايات 2009 شهدت تشديدا ملموسا على الإسراع بإنجاز المشروعات في أقصر وقت، علاوة على تقليص حجم المباني إلى 20% مما هو مخطط له، في سبيل ضغط النفقات.

وحاول المهندس رضوان تقريب الصورة التي كان عليها واقع التسريح، قائلا إنه كان لديهم في أحد المواقع ألف عامل جرى "اختصارهم" إلى 50 عاملا بين ليلة وضحاها، وعندما سألناه عن احتمالية أن يكون هؤلاء عمالا مؤقتين ليسوا على كفالة الشركة، نفى ذلك بشدة.

ولم يخف المحاسب غالب جميل سعيه الحثيث لإعادة تجربة السفر باتجاه البلاد التي استغنت عن خدماته أو باتجاه دولة خليجية أخرى، نظرا لاستعصاء فارق الدخل بين سوريا وتلك البلدان على المقارنة.

وفيما يبدو مؤشرا على انتقال عدوى التسريح من الأصول إلى الفروع، أكد المهندس فراس محمد العامل لدى فرع شركة إماراتية عقارية كبرى بدمشق، أنهم خيروه مؤخرا بين ترك العمل نهائيا أو القبول بتخفيض راتبه الشهري بمقدار 50%، من 50 ألف ليرة إلى 25 ألفا فقط (الدولار يعادل 48 ليرة).
.
.[/align]

قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق