رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ
[frame="11 98"]قصيدة قد أشهد الغارة الشاعر امرؤ القيس
--------------------------------------------------------------------------------
قد أشهد الغارة
قَدْ أَشْهَدُ الغَارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِـي
جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُـوبُ
كَأنَّ صاحِبَها ، إذْ قـامَ يُلْجِمُـها
مَغْدٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ ، مَنْصُـوبُ
إذا تَبَصّرَهـا الـرَّاؤُونَ ، مُقبِلَـةً
لاحَتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها ، وَتَجْبِيـبُ
وِقافُها ضَـرِمٌ ، وَجَرْيُهـا جَـذِمٌ
وَلَحْمُها زِيَمٌ ، والبَطْـنُ مَقْبُـوبُ
وَاليَدُ سابِحَةٌ ، وَالرَّجْـلُ ضارِحَـةٌ
وَالعَيْنُ قادِحَةٌ ، وَالمَتْـنُ مَلْحُـوبُ
وَالمَاءُ مُنْهَمِـرٌ ، وَالشَّـدُّ مُنْحَـدِرٌ
وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ ، وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
كَأنّها حِينَ فاضَ المَـاءُ وَاحْتَفَلَـتْ
صَقْعاءُ ، لاحَ لَها فِي المَرْقَبِ الذِّيبُ
فأبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِنْ فَوْقِ مَرْقَبَـةٍ
ودُونَ مَوْقِعِـها مِنْـهُ شَنَاخِيـبُ
فَأقْبلَتْ نَحـوَهُ فِي الجَـوِّ كَاسِـرَةً
يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيـحِ تَصْوِيـبُ
صُبَّتْ عَلَيْهِ ومَا تنْصَـبُّ مِنْ أُمَـمٍ
إنَّ الشَّقَاءَ عَلَى الأشْقَيْنِ مَصْبُـوبُ
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَـا وهْيَ مُثْقَلَـةٌ
إِذْ خَانَهـا وَذَمٌ منْـهَا وتَكْرِيـبُ
لا كَالَّتِي فِي هَـواءِ الجَـوِّ طَالِبَـة
ولا كَهَذَا الّذِي فِي الأرْضِ مَطلوبُ
كالْبَزِّ والرَّيْحِ فِي مَرْآهُـما عَجَـبٌ
مَا فِي اجْتِهَادٍ عَلَى الإصْرَارِ تَعْييـبُ
فـأدْرَكَتْـهُ فَنـالَتْـهُ مَخَـالِبُـهَا
فَانْسَلَّ مِنْ تَحْتِها والدَّفُّ مَعْقُـوبُ
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مُنْـهَا بَعْدَ مَا فَتَـرَتْ
مِنْها ومِنْهُ عَلَى الصَّخْـرِ الشَّآبِيـبُ
ثُمَّ اسْتغَاشَتْ بِمَتنِ الأرضِ تَعْفِـرُهُ
وبِاللِّسـان وبِالشدِّقَيْـنِ تَتْريـبُ
فأخطَأتْـهُ المَنَايَـا قِيـسَ أُنْمُلَـةٍ
ولا تَحَـرَّزَ إلاَّ وهْـوَ مَكْـتُـوبُ
يَظَـلُّ مُنْحَجِـراً مِنْـهَا يُراقِبُـهَا
ويَرْقـبُ اللَّيْلَ إِنَّ اللّيْلَ مَحْجُـوبُ
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ ومَا غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْـلِ مَعْصُـوبُ
[/frame]
|