عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-09, 01:19 PM   #65
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وشاءوا‏؟‏ وإن حسْبَك من شر سماعه، فذهبت كلمتها مثلا، تقول‏:‏ كَفَى بالمَقَالة عاراً وإن كان باطلا‏.‏
يضرب عند العار والمقالة السيئة، وما يخاف منها‏.‏
وقال بعض النساء الشواعر‏:‏ ‏(‏هي عاتكة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏التبريزي 2/256‏)‏‏)‏
سَائِلْ بنا فِي قَوْمِنَا * وَلْيَكْفِ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهْ
وكان المفضل فيما حكى عنه يذكر هذا الحديث ويسمي أم الربيع ويقول‏:‏ هي فاطمة بنت الخُرْشُب من بني أنمار بن بَغيض‏.‏ ‏[‏ص 195‏]‏
1027- حِفْظاً مِنْ كَالِئِكَ‏.‏
أي احفظ نفسك ممن يحفظك، كما قيل‏:‏ محترسٌ من مثلِهِ وَهُوَ حارسُ‏.‏
1028- حَدِيثُ خُرَافَةَ‏.‏
هو رجل من عُذْرة استهوته الجن كما توعم العرب مدةً‏.‏ ثم لما رجع أخبر بما رأى منهم، فكذبوه حتى قالوا لما لا يمكن‏:‏ حديث خرافة، وعن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه قال‏:‏ خرافة حق، يعني ما تحدَّث به عن الجِنِّ حَقّ‏.‏
1029- احْلُبْ حَلَباً لَكَ شَطْرُهُ‏.‏
يضرب في الحثِّ على الطَّلَب والمساواة في المطلوب‏.‏
1030- حَذْوَ القُذَّةِ بِالْقُذَّةِ‏.‏
أي مِثْلاً بمثل‏.‏
يضرب في التسوية بين الشيئين‏.‏
ومثله ‏"‏حَذْوَ النَّعْلِ بالنعل‏"‏ والقُذَّة‏:‏ لعلها من القَذِّ وهو القطع، يعني به قَطْعَ الريشة المقذوذة على قدر صاحبتها في التسوية وهي فُعْلَة بمعنى مفعولة كاللُّقْمَة والغُرْفة، والتقدير حذياً حَذْوَ، ومن رفع أراد‏:‏ هُمَا حَذْوُ القذة‏.‏
1031- حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ‏.‏
أي أُعْرِضُ عن الخَنَا بحلمي، وإن سمعته بأذني‏.‏
1032- حُورٌ فِي مَحَارَةٍ‏.‏
أي نقصان من ‏"‏حَارَ يَحُور حُؤُراً‏"‏ إذا رجع، ثم يخفف فيقال‏:‏ حُور، ومنه‏:‏
في بئر لا حُورٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ* وروى شمر عن ابن الأعرابي‏:‏ حَوْرٌ في مَحَارة، بفتح الحاء، ولعله ذهب إلى الحديث ‏"‏نعوذ باللّه من الْحَوْر بعد الكور‏"‏‏.‏
1033- حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ‏.‏
هذا مستعار من حَلَبَ أَشْطرُ الناقة، وذلك إذا حلب خِلْفَين من أخلافها، ثم يحلبها الثانية خِلْفَيْن أيضا، ونصب ‏"‏أَشْطُرَه‏"‏ على البدل، فكأنه قال‏:‏ حلَبَ أَشْطُرَ الدهر، والمعنى أنه اخْتَبَر الدهْرَ شطرى خيره وشره، فعرف ما فيه‏.‏ يضرب فيمن جَرَّبَ الدهر‏.‏
1034- حَسْبُكَ مِنْ غِنًى شِبَعٌ وَرِيٌّ‏.‏
أي اقْنَعْ من الغنى بما يُشْبِعك ويُرْوِيك وجُدْ بما فَضَلَ، وهذا المثل لامرئ القيس يذكر مِعْزىً كانت له فيقول‏:‏ ‏[‏ص 196‏]‏
إذا ما لم تكُنْ إبِلٌ فمِعْزىً * كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِهَا الْعِصِيُّ
فَتَمْلأُ بيتَنَا أَقِطاً وسَمْناً * وحَسْبُك مِنْ غِنىً شِبَعٌ وَرِيُّ
قال أبو عبيد‏:‏ وهذا يحتمل معنيين أحدهما يقول‏:‏ أعْطِ كلَّ ما كان لك وراء الشبع والري، والآخر‏:‏ القَنَاعة باليسير، يقول‏:‏ اكْتَفِ به ولا تطلب ما سوى ذلك، والأول الوَجْهُ لقوله في شعر له آخر، وهو‏:‏
وَلَوْ أنما أَسْعَى لأدْنى معيشةٍ * كفاني، ولم أطلب، قليلً من المال
ولكنَّمَا أَسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ * وقد يُدْرِكُ المجدَ المؤثَّلَ أَمْثَالِي
وَمَا المرءُ ما دامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِه * بمُدْرِكِ أَطْرَاف الخُطُوبِ وَلاَآلِ
فقد أخبر ببُعْد همته وقدره في نفسه‏.‏
1035- حَسْبُكَ مِنَ القِلاَدَةِ مَا أحَاك بِالعُنُقِ‏.‏
أي اكْتَفِ بالقليل من الكثير‏.‏
1036- حَبْلَكِ عَلَى غَارِبِكِ‏.‏
الغاربُ‏:‏ أعلى السَّنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي اذْهَبي حيثُ شئت، وأصله أن الناقة إذا رَعَتْ وعليها الخِطامُ ألقى على غاربها، لأنها إذا رأت الخِطامَ لم يَهْنئها شيءٌ‏.‏
1037- حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ‏.‏
أي يُخْفي عليك مساويه، ويُصِمُّكَ عن سماع العذل فيه‏.‏
1038 حَدَثُ مِنْ فِيك كَحَدَثٍ مِنْ فَرْجِك
يعني أن الكلام القبيحَ مثلُ الحَدَثِ، تمثل بن ابنُ عباس وعائشة رضي الله عنهما‏.‏
1039- حَبِيبٌ إِلَى عَبْدٍ مَنْ كدَّهُ‏.‏
يعني أن مَنْ أهانه وأتعبه فهو أَحَبُّ إليه من غيره، لأن سجاياه مَجْبُولة على احتمال الذل‏.‏
1040- حَسَنُ فِي كُلِّ عَيْنٍ مَا تَوَدّ‏.‏
هذا قريب من قولهم ‏"‏حبك الشيء يعمي ويصم‏"‏‏.‏
1041- حَتَنَى لاَ خَيْرَ فِي سَهْمٍ زلخ‏.‏
قال الليث‏:‏ الزَّلْخُ رفْعُ اليدِ في الرمي إلى أقصى ما تقدر عليه، تريد بُعْدَ الغَلْوَة، وأنشد‏:‏ مِنْ مائَةٍ زَلْخٍ بِمِرِّيخٍ غال*
وَحَتَنَى‏:‏ فَعَلَى من الاحْتِتَان، وهو التساوي، يقال‏:‏ وقع النبل حَتَنَى، إذا وَقَعَتْ متساوية، ويروى ‏"‏حَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْم زلج‏"‏ يقال‏:‏ سَهْم زالج، إذا كان يتزلج عن ‏[‏ص 197‏]‏ القوس، ومعنى زلج خَفَّ عن الأرض، ويقال‏:‏ السهم الزالج الذي إذا رمى به الرامي قَصُر عن الهَدَف وأصاب الصخرة إصابة صلبة ثم ارتفع إلى القرطاس فأصابه، وهذا لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فيقال لصاحبه ‏"‏الحَتَنَى‏"‏ أي أَعِدِ الرمي فإنه لا خير في سهم زلج، فالحَتَنَى يجوز أن يكون في موضع رفع خبر المبتدأ‏:‏ أي هذا حَتَنَى، ويجوز أن يكون في موضع نصب‏:‏ أي قد احْتَتَنَّا احتتانا، أي قد استوينا في الرمي فلا فَضْل لك عليَّ فأعِدِ الرمي‏.‏ يضرب في التساوي وترك التفاوت‏.‏
1042- حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّة‏.‏
الحِرَّة‏:‏ مأخوذة من الحرارة، وهي العطش، والقِرَّة‏:‏ البرد، ويقال‏:‏ كسر الحرة لمكان القرة، قالوا‏:‏ وأشد العَطَش ما يكون في يوم بارد‏.‏
يضرب لمن يُضْمِرُ حِقْدا وغَيْظا ويُظْهر مُخَالصة‏.‏
1043- الحَرْبُ خُدْعَة‏.‏
يروى بفتح الخاء وضمها، واختار ثعلب الفتحة، وقال‏:‏ ذُكِرَ لي أنها لغة النبي صلى اللّه عليه وسلم، وهي فَعْلَة من الخَدْع، يعني أن المحارب إذا خَدَع مَنْ يُحَاربه مرة واحدة وانخدع له ظَفِرَ به وهَزَمه، والخُدْعَة بالضم معناها أنه يخدع فيها القِرْنَ، وروى الكسائي خُدَعَة - بضم الخاء وفتح الدال - جعله نعتا للحَرْب‏:‏ أي أنها تَخْدَع الرجالَ، مثله هُمَزَة ولُمَزَة ولُعَنَة، لذي يَهْمز ويَلْمِز ويَلْعَن، وهذا قياس‏.‏
1044- الحَدِيثُ ذُو شُجُون‏.‏
أي ذو طُرُقٍ، الواحدُ شَجْنٌ بسكون الجيم، والشواجن‏:‏ أودية كثيرة الشجر، الواحدةُ شَاجِنة، وأصلُ هذه الكلمة الاتصالُ والالتفاف، ومنه الشجنة، والِشَّجْنَةُ‏:‏ الشجرة الملتفة الأغصان‏.‏
يضرب هذا المثل في الحديث يُتَذَكر به غيره‏.‏
وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا المثَلَ ومثلاً آخر في بيت واحد، وأحسن ما شاء، وهو‏:‏
تَذَكَّرَ نَجْداً والحديثُ شُجونُ * فَجُنَّ اشْتِيَاقاً والجُنُوُنُ فُنُونُ
وأول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سَعْد وللآخر سعيد، فنقرت إبل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، ‏[‏ص 198‏]‏ وكان على الغلام بُرْدَانِ فسأله الحارث إياهما، فأبى عليه، فقتله وأخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَادا قال‏:‏ أسَعْد أم سعيد‏؟‏ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له‏:‏ هل أنت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك‏؟‏ قال‏:‏ بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسألتهُ إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة‏:‏ بسيفك هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فقال‏:‏ فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني أظنه صارما، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال‏:‏ الحديثُ ذو شجون، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له‏:‏ يا ضبة أفي الشهر الحرام‏؟‏ فقال‏:‏ سَبَقَ السيف العذل، فهو أول مَنْ سار عنه هذه الأمثال الثلاثة‏.‏ قال الفرزدق
لاتأمنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَها * كَضَبَّةَ إذ قال‏:‏ الْحَدِيثُ شُجُونُ‏.‏
1045- حُوْتاً تُمَاقِسُ‏.‏
الْمُمَاقَسَة‏:‏ مُفَاعلة من المَقْسِ، يقال‏:‏ مَقَسَه في الماء ومَقَلَه وكذلك قَمَسَه، إذا غَطَّه
يضرب للرجل الداهي يُعَارضه مثله، وينشد‏:‏
فإن تَكُ سَبَّاحاً فإنِّي لَسَابِحٌ * وإن تَكُ غَوَّاصاً فَحُوتاً تُمَاقِسُ‏.‏
1046- حَدَسَ لَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ‏.‏
يقال‏:‏ حَدَسَ بالشاة، إذا أضجعها على جنبها ليذبحها، قال اللَّحْياني‏:‏ معنا ذَبَحَ لهم شاة مهزولة تُطْفئ النار ولا تَنْضَج، وقيل‏:‏ تطفئ الرَّضْفَة من سِمَنها، ويقال‏:‏ حَدَس إذا جاء يَحْدِسُ حَدْساً، والمعنى جادلهم بكذا، وروى أبو زيد ‏"‏حَدَسَهم بمُطْفِئة الرَّضْفِ‏"‏‏.‏
1047- حَرَامَهُ يَرْكَبُ مَنْ لاَ حَلاَلَ لَهُ‏.‏
ذكر المُفَضَّل بن محمد الضبي أن جُبَيْلة ابن عبد الله أخا بني قُرَيْع بن عَوْفٍ أغار على إبل جرية بن أوس بن عامر يوم مَسْلوق فأطرد إبلَه غير ناقة كانت فيها مما يُحَرِّمُ أهلُ الجاهلية ركوبها، وكان في الإبل فرس لجرية يقال له العمود، وكان مربوطا، ففزع فذهب، وكان لجرية ابنُ أختٍ يَرْعَى إبله، فبلغ الخبر خاله والقوم قد سبقوا بالإبل غير تلك الناقة الحرام، فقال جرية‏:‏ رُدَّ على تلك الناقة لأركَبهَا في أثر القوم، فقال له الغلام‏:‏ إنها حرام، فقال جرية‏:‏ حَرَامَه يركَبُ مَنْ لا حلاَلَ له‏.‏ ‏[‏ص 199‏]‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس