رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
الحَجْنُ: تخفيفُ الحَجِنِ، وهو الصبي السيء الغِذاء، يقال: حَجِنَ حَجَناً، ويراد به القُرَاد ههنا، وأرفاغ العنس: بواطن فخذيها وأصولهما.
يضرب لمن يَلْصَقُ بك حتى ينال بِغيْتَه ونصب "تعلق" على المصدر، أي تعلَّقَ بي تعلُّقَ، والعَنْس: الناقة الصُّلبة. [ص 141]
704- تِبْعُ ضِلَّةٍ.
ويروى "صِلَّة" بالصاد غيرِ المعجمة، فالتِّبْع: الذي يتبع النساء، والضِّلة: الذي لا خير فيه فهو لا يهتدي إلى غير الشر، ومن روى بالصاد جعله كالحية الصل، وأراد به الدهاء، كما يقال "صِلُّ أَصْلاَلٍ" وأدخل الهاء مبالغة، ومن روى بالضاد المعجمة فإنما كسر الضاد إتباعاً لقوله تِبْع.
705- اتَّقِ اللّهَ فِي جَنْبِ أَخِيكَ، ولا تَقْدَحْ في سَاقِهِ.
أي لا تقتله ولا تَغْتَبه، يقال: قَدَحَ في ساقه، إذا عابه، وقوله " في جنب أخيك" أراد في أمر أخيك، ومنه قوله تعالى: {مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّه} أي أمره، وقال ابن عرفة: أي فيما تركت في أمر اللّه، يقال: ما فعلتَ في جَنْبِ حاجتي . قال كُثَير:
ألا تتقين اللّه في جَنْبِ عاشِقٍ * له كَبدٌ حَرَّى عَلَيْكِ تَقَطَّعُ
وقال الفراء: في جنب اللّه أي في قربه وجواره . قال الشاعر:
خَلِيليَّ كُفَّا واذْكُرَا اللّه فِي جَنْبِي*
أي في أمري بأن تَدَعَا الوقيعة فيّ.
706- تَرَكْتُ جَرَاداً كَأَنَّهُ نعَامَةٌ جَاثِمَةٌ.
جَرَاد: موضع، أراد كثرة عُشْبه، واعْتِمامَ نبته.
707- تَرَكْنَا البِلاَدَ تُحَدِّثُ.
هذا يجوز أن يراد به الخِصْبُ وكثرة أصوات الذئاب، ويجوز أن يراد به القَفَار التي لا أنيس بها، ولا يسكنها غير الجن، كقول ذي الرمة:
لِلْجِنِّ باللَّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلٌ * كما تجاوَبَ يومَ الريحِ عَيْشُومُ
708- أَتْرَبَ فَنَدَحَ.
الإتْرَابُ: الاستغناء حتى يصير مالُه مثلَ التراب كثرة، ونَدَحَ يَنْدَحُ نَدْحاً: إذا وسع.
يضرب لمن غني فوسَّع عليه عيشَه وبَذَّر ماله مُسْرِفا.
709- تَسْأَلُنِي أُمُّ الْخِيَارِ جَمَلاَ * يَمْشِي رُوَيْداً وَيَكُونُ أَوَّلاَ
يضرب في طَلَب ما يتعذر.
710- تَغَفَّرتْ أَرْوَى وَسِيمَاهَا البَدَنُ.
تغفرت: أي تشبهت بالغُفْر، وهو ولد الأرْوِيَّة . والبَدَن: المُسِنّ من الوُعُول، أي [ص 141] منظرها منظر الوُعُول المَسَان، وهي تظهر أنها غُفْر حَدَث.
711- تَهْيِيفُ بَطْنٍ شَيَّنَ الدَّرِيسُ.
التَّهْييف: التَّضْمير، يقال: رجل أَهْيَفُ إذا كان ضامرَ البطنِ، وذلك محمود، والتشيين: تفعيلٌ من الشَّيْنِ وهو العَيْب . والدَّرِيسُ: الثوبُ الْخَلَقُ. وقوله "شين" يريد شيَّنه فحذف المفعول.
يضرب لمن له فَضْل وبَرَاعة يسترهما سوءُ حالِه.
712 تَجْمَعِيَن خِلاَبَةً وَصُدُوداً.
يضرب لمن يجمع بين خَصْلَتَيْ شَرٍّ.
قالوا: هو من قول جرير بن عطية، وذلك أن الحجاج بن يوسف أراد قتله، فمشت إليه مُضَرُ فقالوا: أصلح الله الأمير ! لسانُ مضر وشاعرُها، هَبْه لنا، فوهَبه لهم، وكانت هند بنت أسماء بن خارجة ممن طلب فيه، فقالت للحجاج: ائذن لي فأسْمَعَ من قوله، قال: نعم، فأمر بمَجْلِسٍ له وجلس فيه هو وهند، ثم بعث إلى جرير فدخل وهو لا يعلم بمكان الحجاج، فقالت: يا ابن الْخَطَفَى أنْشِدْنِي قولَك في التشبيب، قال: واللّه ما شَبَّبْتُ بامرأة قطُّ، وما خلَق اللّه شيئاً أبْغَضَ إليّ من النساء، ولكني أقول في المديح ما بلغكِ، فإن شئت أسمعتُكِ، قالت: يا عدوَّ نفِسه فأين قولك:
يَجْرِي السواكُ على أغَرَّ كأنَّهُ * بَرَدٌ تحدَّرَ من مُتُونِ غَمامِ
طَرَقَتْكَ صائدةُ القلوبِ ولَيْسَ ذا * وَقْتَ الزيارة فَارْجِعِي بسلام
لو كُنْتِ صَادِقَةَ الذِي حَدَّثْتِنَا * لَوَصَلْتِ ذاك فكان غيرَ رِمَامِ
قال جرير: لا والله ما قلت هذا، ولكني أقول:
لقد جَرَّدَ الحجاجُ بالحقِّ سيفَه * ألا فاسْتَقِيُموا لا يَمِيلَنَّ مَائِلُ
ولا يَسْتَوِي دَاعِي الضلالةِ والْهُدَى * ولاَحُجَّة الخصمين حَقٌّ وبَاطِلُ
فقالت هند: دَعْ ذا عنك، فأين قولك
خليليّ لاَ تَسْتَشْعِرَا النومَ، إنني * أعيذُكُما باللّه أن تَجِدَا وَجْدِي
ظَمِئْتُ إلى بَرْدِ الشَّرَابِ وغَرَّني * جَدَامُزْنَةٍ يُرْجَى جَدَاها وَمَا تُجْدِي
قال جرير: بل أنا الذي أقول:
ومَنْ يأمَن الحجَّاجَ، أما عِقَابُهُ * فَمُرّ، وأما عَقْدُه فَوَثِيقُ
لَخِفْتُكَ حَتَّى أنْزَلَتْنِي مَخَافَتِي * وَقَدْ كانَ مِنْ دُونِي عَمَايَة نِيق [ص 143]
يُسِرُّ لك البَغْضَاء كلُّ مُنَافِقٍ * كما كلُّ ذِي دِينٍ عليك شَفِيقُ
قالت: دَعْ ذا عنك، ولكن هات قولك:
يا عاذليّ دَعَا المَلاَمة وَاقْصِرَا * طَالَ الهَوَى وأطَلْتُمَا التَّفِنيدَا
إني وَجَدْتُكِ لَوْ أرَدْتِ زِيَارةً * في الحبِّ مِنِّي ما وَجَدْتِ مَزِيدَا
أخَلَبْتِنَا وَصَدَدْتِ أمَّ محمدٍ * أفَتَجْمَعِيَن خِلاَبةً وصُدُودَا
لا يستطيعُ أخو الصبابة أن يُرَى * حَجَراً أصمَّ وأن يكون حَدِيدَا
713- تَقَيَّلَ الرَّجُلُ أَباهُ.
إذا أشْبَهه، قال ابن فارس: اللامُ مبدلة من الضاد، يعني من قولهم "تقيّضَ" من القَيْضِ وهو العِوَضُ . ويكون مصدراً أيضاً، يقال: قَاضَه يَقِيضُه قَيْضاً كما يقال: عَاضَهُ يَعُوضُه عَوْضاً، ومنه المُقَايضة بمعنى المبادلة، يقال: هما قَيْضَان أي مِثْلاَن، يعني أن كل واحد منهما عوض من الآخر.
يضرب في الشيئين تَقَاربا في الشبه.
714- تَزَبَّدَهَا حَذَّاءَ.
الحذَّاء: اليمينُ المُنْكَرة، والهاء في "تَزَبَّدَها" راجعة إليها، وتزبد: أي ابتلع ابتلاع الزُّبْدَ، وهذا كقولهم "حَذَّها حَذَّ البعير الصِّلِّيَانَةَ" وينشد:
تزبَّدَهَا حَذَّاءَ يَعْلَم أنه * هو الكاذبُ الآتِي الأمُورَ الْبَجَارِيا
715- التَّثَبُّتُ نِصْفُ العَفْوِ.
دعا قُتَيبة بن مُسْلم برجل ليعاقبه، فقال: أيها الأمير، التثبُّتُ نصف العفو، فعفا عنه، وذهبت كلمته مثلا.
716- تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ المَطَامِع.
يضرب في ذمِّ الطمع والْجَشَع.
قال أبو عبيد: وفي بعض الحديث أن الصَّفَاة الزلاَّء التي لا تثبت عليها أقدام العلماء الطمَعُ.
717- تَخَطَّيْتُ سَنَةً مُقِيماً.
ويروى "تخاطأت" يضرب لمن أقام فسَلِمَ ولو سار لهلَك .
وذلك أن رجلا أجْدَبَ وأقام وخرج قومُه مُنْتَجعين، فهُزِلوا وبقي هو في وطنه فأعشب واديه وأخْصَب.
718- تَرَكْتُ دَارَهُمْ حَوْثاً بَوْثاً.
أي أُثِيَرتْ بحوافر الدواب وخَرِبَتْ يقال: تركهم حَوْثاً بَوْثاً، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَيْثَ بَيْثَ، وحاثَ بَاثَ، إذا فرقهم وبدّدهم. [ص 144]
719- تُوَطِّنُ الإِبُل وَتَعَافُ المِعْزَى.
أي أن الإبل تُوَطِّنُ نفسها على المكاره لقوتها، وتَعَافُها المِعْزَى لذلّها وضَعْفها.
يضرب للقوم تصيبهم المكاره فيوطِّنون أنفسهم عليها ويَعَافُها جبناؤهم.
720- تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ عِضْرِطِ العَيْرِ.
عَضْرِطُ العيرِ: عِجانه.
يضرب لمن لم تَدَعْ له شيئاً.
721- تَرَدَّدُ فِي اسْتِ مارِيَةَ الهُمُومُ * فَما تَدْرِي أتَظْعَنُ أمْ تُقِيمُ
يضرب لمن يَعْيا بأمره.
722- تَشْتَهِي وَتَشْتَكي.
أي تحبُّ أن تأخذ، وتكره أن يُؤْخَذ منك.
723- تَرَكْتُهُ صَرِيمَ سَحْرٍ.
الصَّرِيم: بمعنى المصروم، والسَّحْر: الرئة، أي تركته وقَدْ يئستُ منه.
724- تَرَافَدُوا ترافُدَ الحُمرِ بأبْوَالِهَا.
وذلك إذا تَوَاطأ القومُ على ما تكرهه.
725- تَحْسِبُهُ جَادّاً وَهْوَ مازِحٌ.
يضرب لمن يتهدَّد وليس وراءه ما يحققه.
726- تَرَى مَنْ لاَ حَرِيمَ لَهُ يَهُونُ.
يضرب لمن لا ناصر له عند ظلمه.
727- تَرَكْتُهُمْ كَمَقَصِّ قَرْنٍ.
أي استأصلتهم، وذلك أن أحد القرنين إذا تم وقُطع الآخر رأيته قبيحا، قال الشاعر:
فأضحَتْ دَارُهم كَمَقَصِّ قَرْن * فلا عَيْنٌ تُحَسُّ ولا إثَارُ
أي لا ترى أثرا ولا عينا، وقال الأصمعي:
القَرْن جَبَل مُطِل على عرفات، وأنشد:
وأصْبَحَ عَهْدُهُ كمَقَصِّ قَرْنِ*
قال الأزهري: يروى "مقصّ قرن" و "مقطّ قَرْن" والقرن إذا قص أو قط بقي ذلك الموضع أمْلَسَ نقيا لا أثر فيه.
يضرب لمن يُسْتأصل ويُصْطَلم.
728- تَمَسَّكْ بِحَرْدِكَ حَتَّى تُدْرِكَ حَقَّكَ.
يقال حَرِد حَرْداً ساكنة الراء والقياس تحريكها، وينشد:
إذا جِيَاد الْخَيْلِ جَاءَتْ تردِى * مَمْلُوءَةً مِنْ غَضَبٍ وَحَرْدِ
وقال ابن السكيت: وقد تحرك، ويقال: رجل حَارِد وحَرِد وحَرْدَان، أي غضبان، أي دُمْ على غيظك حتى تَثَّئِر (تثئر: تأخذ ثأرك، وأصله تتثئر).
729- تَحَوُّفِي النَّضِيجَ مِنْ حوْلِ النَّيءٍ.
|