|
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
أي ابدئيهن بقولك "عفال" قال المفضَّل: سبب هذا المثل أن سَعْد بن زَيْد مَنَاة كان تزوج رُهْمَ بنت الخزرج بن تَيْم الله بن رُفَيْدة بن كلب بن وَبَرَةَ، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكانت ضرائرها إذا سابَبْنَهَا يقلن لها: يا عَفْلاء، فقالت لها أمها: إذا سابَبْنَكِ فابدئيهن بعَفَال سُبيتِ، فأرسلتها مثلا، فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رُهْم: يا عَفْلاَء، فقالت ضرتها: رمَتْنِي بدائها وانْسَلَّتْ.
وعَفَالِ: يجوز أن يكون كخَبَاثِ ودَفَارِ، ويجوز أن يكون أرادت عَفِّلِيهَا أي انْسُبيها إلى العَفَلَة، وهي القَرَن الذي اختصم فيه إلى شُرَيح في جارية بها قَرَن، فقال أقْعِدُوها فإن أصابَ الأرضَ فهو عيب، وإن لم يصب الأرضَ فليس بعيب، فجعلت عَفَالِ أمْراً كما يقال: دَرَاكِ بمعنى أدْرِكْ، ويجوز أن يُنَوّن ويجعل مصدرا كالسَّرَاح بمعنى التَّسْريح والسَّلاَم بمعنى التسليم، وقولها "سُبِيتِ" دعاء عليها بالسَّبْي على عادة العرب، وبنو مالك بن سعد رَهْطُ العجاج كان يقال لهم بنو العفيلَى.
506- بَعْدَ الهِيَاطِ والمِيَاطِ.
قال يونس بن حبيب: الهِياط الصِّياح، والمِياط الدفع، أي بعد شِدَّةٍ وأذًى، ويروى [ص 103] بعد الهَيْط والمَيْط، قال أبو الهيثم: الهيط القَصْد، والميط الْجَوْر، أي بعد الشدة الشديدة، قال: ومنهم من يجعله من الصياح والجلَبَة.
507- أَبْدَي الصَّرِيحُ عَنِ الرَّغْوَةِ.
أبدي: لازم ومتعد، يقال: أبدَيْتَ في منطقك، أي جُرْت، فعلى هذا يكون المعنى بدا الصريحُ عن الرِّغْوَة، وإن جعلته متعديا فالمفعول محذوف، أي أبْدَى الصريح نفسَه.
وهذا المثل لعبيد الله بن زياد، قاله لهانئ بن عُرْوة المرَادي، وكان مسلم بن عَقيل بن أبي طالب رحمه الله قد استخفى عنده أيام بعثه الحسين بن علي رضوان الله عليهما، فلما عرف مكانه عبيدُ الله أرسل إلى هانئ فسأله، فكتمه، فتوعده وخوّفه فقال هانئ: هو عندي، فعندها قال عبيد الله: أبدى الصريحُ عن الرِّغْوة، أي وضَحَ الأمر وباَنَ، قال نضلة:
ألم تَسلِ الفوارس يوم غول * بنَضْلَةَ وهو موتور مُشِيحُ
رأوه فازدَرَوْهُ وَهْو حُرٌ * وينفع أهلَه الرجلُ القَبيحُ
ولم يَخْشَوا مَصَالَتَهُ عليهم * وتحت الرَّغْوَة اللبَنُ الصَّرِيحُ
المَصَالة: الصَّوْل، ومعنى البيت رأوني فازدروني لدَمَامتي، فلما كَشفوا عني وجدوا غير ما رأوا ظاهرا. يضرب عند انكشاف الأمر وظهوره.
508- أَبَرَماً قَرُوناً.
البَرَمُ: الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبُخْله، والقَرُون: الذي يَقْرِن بين الشيئين.
وأصله أن رجلا كان لا يدخل في الميسر لبخله، ولا يشتري اللحم، فجاء إلى امرأته وبين يديها لحم تأكله، فأقبل يأكُلُ معها بَضْعَتين بضعتين ويَقْرِن بينهما، فقالت امرأته: أبَرَماً قَرُوناً، أي أراك بَرَما وقَرُونا. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين.
قال عمرو بن معدي كرب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو قوما نزل بهم: أبرَامٌ يا أمير المؤمنين، قال: وكيف ذاك ؟ قال: نزلتُ بهم فما قَرَوْني غيرَ ثور وقَوْس وكَعْب، فقال عمر: إن في ذلك لشِبَعاً. الثور: قطعة من الأقِطِ، والقوس: بقية التمر يبقى في الجِلَّة، والكعب: قطعة من السمن، أراد عمرو أنهم لم يذبحوا لي حين نزلتُ بهم. [ص 104]
509- بِعْتُ جَارِي وَلَمْ أَبِعْ دَارِي.
أي كنت راغبا في الدار، إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار.
قال الصقعب بن عمرو النهدي حين سأله النعمان ما الدَّاء العَيَاء، قال: جارُ السوء الذي إن قاولته بَهَتَكَ، وإن غبت عنه سَبَعَكَ (سبعك: اغتابك).
510- أَبادَ اللّهُ خَضْرَاءَهُمْ.
قال الأصمعي: معناه أذهب اله نعمتَهم وخِصْبَهم، ومنهم من يقول: أباد الله غضراءهم، أي خَيْرَهم وخِصْبهم، وقال بعضهم: أي بهجَتَهم وحُسْنهم، وهو مأخوذ من الغَضَارة وهي البهجة والحسن، قال الشاعر:
احْثُوا التُّرابَ على مَحَاسِنِهِ * وعلى غَضَارة وَجْهِهِ النَّضْرِ
511- بَرَزَ الصَّرِيحُ بِجانِبِ المتْنِ.
يضرب في جَلِيَّةِ الأمر إذا ظهرت . والمتن: ما استوى من الأرض.
512- بَقْبَقة في زَقْزَقَةٍ.
البقبقة: الصَّخَب، والزقزقة: الضحك. يضرب للنفَّاجِ الذي يأتي بالباطل.
513- بِحَسْبِهَا أَنْ تَمْتَذِقَ رِعاؤها.
امْتَذَق: إذا شرب مَذْقَة من لبن، يقال هذا في الإبل المحَاَريد، وهي التي قَلَّت ألبانُها. يضرب للرجل يُطْلَبُ منه النصر أو العُرْف.
أي حَسْبه أن يقوم بأمر نفسه.
514- بِسَالِمٍ كانَتِ الوَقْعَةُ.
سالم: اسم رجل أخذ وعوقب ظلما. يضرب في نجاة المستحق للوقعة وأخْذِ من لا يستحقها ظلما.
515- بَقِيَتْ مِنْ مَالِهِ عَنَاصٍ.
العناصى: جمع عَنْصُوَة، وهي البقية من السيء.
يضرب لمن بقي من ماله بقية تنجيه من شدائد الدهر.
516- بِتْ عَلَى كَعْبِ حَذَرٍ قَدْ سُئِلَ بِكَ.
يضرب لمن عُمِلَ في هلاكه وهو غافل، أي كُنْ على حذر.
517- بَرَّزَ عُمانٌ فَلاَ تُمارِ.
عُمَان: اسم رجل بَرّزَ على أقرانه بكرمه وخلقه، أي قد ظهرت شمائلُه فلا تُمَار فيه. يضرب لمن أنكر شيئا ظاهرا جدا.
518- بِمِثْلِي يُنْكَأ القَرْحُ.
أي بمثلي يُدَاوَى الشر والحرب. [ص 105] قال الشاعر:
لزاز حُرُوبٍ يَنْكأ القرحَ مِثْلُه * يُمَارسُها تَارًا وتَارًا يُضَاِرُس.
519- بَيْنَهُما بَطحَة الإنْسَانِ.
أي قَدْرُ طولِهِ على الأرض. يضرب في القُرْب بين الشيئين.
520- بَيْنَ المُطِيعِ وَبَيْنَ المُدْبِرِ العَاصي.
يضرب لمن لا يكاشف بعداوة ولا يناصح بمودة.
521- بَيْنَهُمُ احْلِقِي وَقُومِي.
يضرب للقوم بينهم شر وعداوة. وأصل المثل قول الراجز:
أيَا ابْن نَخاسية أَتُومِ * يومُ أدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ
أحْسَنُ من يَوم احْلِقِي وَقُومِي* وهما يومان أحدهما شر من الآخر، وبقة: اسمُ امرأة، والشريم: المُفْضَاة.
522- َبَرَد عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ جِلْدُهُ.
أي استقر عليه واطمأن به، وبرد: معناه ثَبَت، يقال: بَرَدَ لي عليه حَقٌّ، أي ثبت، وسَمُوم بارد، أي ثابت دائم، وقال:
اليَوْم يَوْمٌ باردٌ سَمُومُه * مَنْ جَزِعَ اليوم فَلاَ نَلُومُهُ
523- بَعْضُ الْجَدْبِ أَمْرَأُ للهَزِيلِ.
يضرب لمن لا يحسن احتمالَ الغنى بل يَطْغَى فيه.
524- بِغَيْرِ اللَّهْوِ تَرْتَتِقُ الفُتُوقُ.
يضرب في الحث على استعمال الجد في الأمور.
525- بِكُلِّ عُشْبٍ آثَارُ رَعْيٍ.
أي حيث يكون المالُ يجتمع السؤال.
526- بِكُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْدٍ.
هذا مثل قولهم "بكل وادٍ أثر من ثعلبة" وقد مر ذكره.
527- بَلَغَ الغُلاَمُ الْحِنثَ.
أي جرى عليه القَلَم، والِحْنثُ: الإثم، ويراد به ههنا المعصية والطاعة.
528- بَقِيَ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ إثْفِيَّة خَشْناءُ.
أي بقي منهم عدد كثير، والإثْفِية: مَثَلٌ لاجتماعهم، والخشناء: مثل لكثرتهم، ومنه "كتيبة خشناء" أي كثيرة السلاح.
529- بَعْضُ القَتْلِ إحْياءُ لِلْجَمِيع.
يعنون القِصَاص، وهذا مثل قولهم "القَتْلُ أنْفى للقتل" وكقوله تعالى { ولكم في القصاص حياة}.
530- البضاعَة تُيَسِّرُ الحاجَةَ.
يضرب في بذل الرِّشْوة والهدية لتحصيل المراد. [ص 106]
531- بينهُمْ رِمِّيَّا ثُمَّ حِجِّيزَى.
أي تَرَامَوْا بالحجارة أو بالنَّبْلِ ثم تحاجزوا: أي أمسكوا.
532- أَبْدَى اللّه شِوَارَهُ.
هذه كلمة يقولها الشاتم والداعي على الإنسان . والشِوَّار: الفَرْج.
533- البَغْلُ نَغُلٌ وَهُوَ لذَلِكَ أَهْلٌ.
يقال: نَغِلَ الأديمُ فهم نَغِل، إذا فَسَد، وإنما خفف للازدواج، ويقال: فلان نَغِل، إذا كان فاسدَ النسبِ. يضرب لمن لؤم أصله فخبث فعله.
534- البِطْنَةُ تَأفِنُ الفِطْنَةَ.
|