عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-09, 12:55 PM   #38
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,839
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


بِأبِي وُجُوهَ الْيَتامَى‏.‏
ويروى ‏"‏وا، بأبي‏"‏ يشير بقوله ‏"‏وا‏"‏ إلى التوجُّع على فقدهم، ثم قال ‏"‏بأبي‏"‏ أي أفْدِي بأبي وجوهَهم‏.‏
يضرب في التحنن على الأقارب‏.‏
وأصله أن سعد القَرْقَرة - وهو رجل ‏[‏ص 94‏]‏ من أهل هَجَر - كان النعمان بن المنذر يضحك منه، وكان للنعمان بن المنذر فرس يقال له اليحموم يُرْدِى من ركبه، فقال يوماً لسعد‏:‏ ارْكَبْهُ واطلب عليه الوحْشَ، فامتنع سعد، فقهره النعمان على ذلك، فلما ركبه نظر إلى بعض ولَده وقال هذا القول، فضحك النعمان وأعفاه من ركوبه، فقال سعد‏:‏
نَحْنُ بغَرْسِ الوَدِىِّ أعْلَمُنَا * مِنَّا بِجَرْىِ الْجِيَادِ فِي السَّلَفِ
يَا لَهْفَ أمِّي فَكَيْفَ أطْعَنُهُ * مُسْتَمْسِكاَ وَالْيَدَانِ فِي الْعُرُفِ
ويروى ‏"‏بجر الجياد في السَّدَفِ‏"‏ ويروى ‏"‏السُّدَف‏"‏ والسُّلَف، والسُّدَف، فالسَّدَف‏:‏ الضوء والظلمة أيضاً، والحرفُ من الأضداد، والسَّدَفُ‏:‏ جمع سُدْفَة‏:‏ وهي اختلاط الضوء والظلمة، والسَّلَفَ‏:‏ جمع سالف مثل خادم وخَدَم وحارس وحَرَس، وهو آباؤه المتقدمون، والسُّلَفُ‏:‏ جمع سُلْفة وهي الدبرة ‏(‏هي القطعة المستوية من الأرض‏)‏ من الأرض، وقوله ‏"‏أعلمنا‏"‏ أراد أعلم منا وهى لغة أهل هَجَر، يقولون‏:‏ نحن أعلمنا بكذا منا، وأجود هذه الروايات هذه الأخيرة أعني ‏"‏في السُّلَفِ‏"‏ لأن سعدا كان من أهل الحِراثة والزِّراعة، فهو يقول‏:‏ نحن بغرس الودىّ في الديار والمشارات أعلم منا بِجَرْىِ الجياد‏.‏
454- بِاُذُنِ السَّماعِ سُمِّيتَ‏.‏
يضرب للرجل يذكر الجودَ ثم يفعله‏.‏ وتقدير الكلام بسماع أذنٍ شأنها السماع سميت بكذا وكذا، أي إنما سميت جوادا بما تسمع من ذكر الجود وتفعله، وهذا كقولهم ‏"‏إنما سميت هانئا لتهنئ‏"‏ وأضاف الأذن إلى السماع لملازمتها إياه، والتسمية تكون بمعنى الذكر كما قال‏:‏
وَسَمِّهَا أحْسَنَ أسمائها* أي واذكرها بأحسن أسمائها‏.‏
ومعنى المثل بما سُمِعَ من جودك ذكرت وشكرت، يحثه على الجود، قال الأموي‏:‏ معنها أن فعلك يصدِّقُ ما سمعته الأذنان من قولك‏.‏
455- بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ‏.‏
هذا من قول طَرَفة بن العبد حين أمَر النعمان بقتله، فقال‏:‏
أبا مُنْذِر أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنَا * حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشر أهْوَنُ من بَعْضِ
يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت‏.‏
وهذا كقولهم ‏"‏إنَّ من الشر خِيارا‏"‏‏.‏ ‏[‏ص 95‏]‏
456- بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرُ‏.‏
يقال‏:‏ إن الذكر من خيل يَعْدُو على حسب ما يأكل، وذلك أن الذكر أكثر أكلا من الأنثى فيكون عَدْوُهُ أكثر، ويقال‏:‏ إن أصله أن رجلا أتى امرأته جائعا، فتهيأت له، فلم يلتفت إليها ولا إلى ولدها، فلما شبع دعا ولده فقرّبهم، وأراد الباءة، فقالت المرأة‏:‏ ببطنه يعدو الذكر‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ زعموا أن امرأة سابَقَتْ رجلا عظيمَ البطنِ فقالت له ترهبه بذلك‏:‏ ما أعظَمَ بطنك‏!‏ فقال الرجل‏:‏ ببطنه يَعْدُو الذكر‏.‏
457- بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ‏.‏
هذا من قول ثعلبيّ رأى من قومه ما يسوءه، فانتقل إلى غيرهم، فرأى منهم أيضاً مثل ذلك‏.‏
458- بِالسَّاعِدَيْنِ تَبْطِشُ الكَفَّانِ‏.‏
يضرب في تعاوُنِ الرجلين وتساعُدِهما وتعاضُدِهما في الأمر‏.‏
ويروى ‏"‏بالساعد تبطش الكف‏"‏ قال أبو عبيدة‏:‏ أي إنما أقْوَى على ما أريد بالمقدرة والسعة، وليس ذلك عندي‏.‏ يضربه الرجل شيمتُه الكرم غير أنه مُعْدم مُقْتر، قال‏:‏ ويضرب أيضاً في قلة الأعوان‏.‏
459- بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ‏.‏
أي‏:‏ ظهر سرهم، وأصْلُ النَّجِيث ترابُ البئر إذا استخرج منها، جعل كنايةً عن السر، ويقال لتراب الهدف نجيث أيضاً، أي صار سرهم هَدَفاً يُرمَى‏.‏
460- بَرِحَ الخَفاءُ‏.‏
أي زال، من قولهم ‏"‏ما برح يفعل كذا‏"‏ أي ما زال، والمعنى زال السر فوضح الأمر، وقال بعضهم‏:‏ الخفاء المتطأطئ من الأرض، والبراحُ‏:‏ المرتفعُ الظاهر، أي صار الخفَاء بَرَاحا، وقال‏:‏
بَرِحَ الخَفَاء فَبُحْتُ بالكتمان * وشَكَوْتُ ما ألقى إلى الإخْوان
لو كان ما بي هَيِّناً لكَتمْتُهُ * لكنّ مابي جَلَّ عن كِتْمَانِ‏.‏
461- بِمِثْلِ جَارِيَة فَلْتَزْنِ الزَّانِيَة‏.‏
هو جارية بن سُلَيط، وكان حَسَنَ الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمالَ ابن سُلَيط فعذرت بنتها وقالت‏:‏ بمثل جارية، فلتزن الزانية، سراً أو علانية‏.‏
يضرب في الكريم يَخْدُمُه مَنْ هو دُونَه‏.‏ ‏[‏ص 96‏]‏
462 - بِفِيهِ مِنْ سارٍ إِلَى القَوْمِ البَرَى‏.‏
هذا قيل في رجل سَرَى إلى قوم، وخَبَّرهم بما ساءهم، والبرى‏:‏ الترابُ، ومنه المثل الآخر ‏"‏بفيه البَرَى، وعليه الدبَرَى، وحمى خَيْبَرى، وشر ما يرى، فإنه خَيْسَرَى‏"‏ الدبرى‏:‏ الهزيمة، والخيسرى‏:‏ الخسار، وأراد أنه ذو خيسرى أي ذو خسار وهلاك، والغرض من قولهم ‏"‏بفيه البَرى‏"‏ الخيبة، كما قال‏:‏
كلانا يا معاذُ نحبُّ لَيْلى * بِفِيّ وفيك من ليلى الترابُ
أي كلانا خائب من وصلها‏.‏
463- بَلَغَ السِّكِّينُ العَظْمَ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏بلغ السيلُ الزبى‏"‏ ومثلهما‏:‏
464- بَلَغَ مِنْهُ الْمُخَنَّقُ‏.‏
وهو الْحَنْجَرَة والْحَلْق‏:‏ أي بلغ منه الْجَهْدَ‏.‏
465- بِحَمْدِ اللّهِ لا ِبَحْمِدَك‏.‏
هذا من كلام عائشة رضي الله عنها حين بَشَّرَها النبي صلى اللّه عليه وسلم بنزول آية الإفْك‏.‏
يضرب لمن يَمُنُّ بما لا أثر له فيه‏.‏
والباء في ‏"‏ بحمد اللّه‏"‏ من صلة الإقرار، أي أقر بأن الحمد في هذا للّه تعالى‏.‏
466- بَيْضَةُ العُقْرِ‏.‏
قيل‏:‏ إنها بيضة الديك، وإنها مما يُخْتبر به عُذْرَة الجارية، وهي بَيْضَة إلى الطول‏.‏
يضرب للشيء يكون موة واحدة، لأن الديك يبيض في عمره مرة واحدة فيما يقال، قال بشار بن برد‏:‏
قد زُرْتِنِي زورةً في الدهر واحدةً * ثَنِّي ولا تَجْعَلِيهَا بيضةَ الديكِ
قال أبو عبيدة‏:‏ يقال للبخيل يعطي مرة ثم لا يعود‏:‏ كانت بيضَةَ الديكِ، فإن كان يعطى شيئاً ثم قطعه قيل للمرة الأخيرة‏:‏ كانت بيضةَ العُقْرِ، وقال بعضهم‏:‏ بيضة العقر كقولهم ‏"‏بَيْض الأنُوق، والأبْلَق العَقُوق‏"‏ يضرب مثلا لما لا يكون‏.‏
467- باقِعَةٌ مِنَ الْبَوَاقِعِ‏.‏
أي داهية من الدواهي، وأصلُه من البَقَع، وهو اختلاف اللون، ومنه الغراب الأبْقَع وَسَنة بَقْعَاء فيها خِصْب وجَدْب، وفي الحديث ‏"‏بِقْعَانُ الشأم‏"‏ قيل‏:‏ أراد سَبْي الروم، لاختلام بياضهم وصفرتهم، فسمى الرجل الداهي باقعة، لأنه يؤثر في كل ما يقصد ويتولَّى، والباقعة‏:‏ الداهية نفسها ‏[‏ص 97‏]‏ أمر يلصق حتى يُرَى أثره، وقيل‏:‏ الباقعة طائر حَذِر إذا شرب الماء نظر يَمْنة ويَسْرة‏.‏
يضرب للرجل فيه دَهَاء ونُكْر‏.‏
468- بَيْتُ الأَدِم‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس