رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
أصله كما رواه ابن الأعرابي عن أبي شبيل قال: كان عندنا رجل مئناث، فولدت له امرأته جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فهجرها وتحوَّلَ عنها إلى بيت قريب منها، فلما رأت ذلك أنشأت تقول:
ما لأبي الذَّلْفَاء لا يأتينا * وَهُوَ فِي الْبَيْتِ الذي يَلِيَنا
يَغْضَبُ إنْ لَمْ نَلِدِ الْبَنِيَنا * وإنَّما نُعْطِي الذي أُعْطينَا [ص 65]
فلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها. يضرب في الاعتذار عما لا يملك.
319- إيّاكُمْ وَحَمِيَّةَ الأوْقابِ.
قال أبو عمرو: الأوقاب والأوغابُ الضعفاء، ويقال الحمقى، يقال: رجل وَقْب ووَغْب، قال: وهذا من كلام الأحنف ابن قيس لبني تميم وهو يوصيهم: تَبَاذَلُوا تحابُّوا، وتهادوا تذهب الإحَنُ والسَّخَائم، وإياكم وحَمِيَّةَ الأوقاب، وهذا كقولهم: أعود بالله من غلبة اللئام (في نسخة "إياكم وغلبة اللئام").
320- إِنّهُ لَهُوَ أوِ الجِذْلُ.
الجِذْلُ: أصل الشجرة. يضرب هذا إذا أشكل عليك الشيء فطننت الشخص شخصين، ومثله.
321- إِنّهُمْ لَهُمْ أوِ الحرَّةُ دَبِيباً.
أي في الدبيب.
يضرب عند الإشكال والتباس الأمر.
322- إِنَّ الشقِيَّ يُنْتَحَي لَهُ الشّقِي
أي: أحدهما يُقَيَّضُ لصاحبه فيتعارفان ويأتلفان.
323- أمْرُ اللّهُ بَلْغٌ يَسْعَدُ بِهِ السُّعدَاءُ وَيَشْقَى بِهِ الأشْقِياءُ.
بَلْغ: أي بالغ بالسعادة والشقاوة، أي نافذ بهما حيث يشاء.
يضرب لمن اجتهد في مَرْضَاة صاحبه فلم ينفعه ذلك عنده.
324- إنْ كُنْتِ تُرِيدِينِي فَأنا لَكِ أرْيَدُ.
قال أبو الحسن الأخفش: هذا مثل، وهو مقلوب، وأصله أرْوَدُ، وهو مثل قولهم: هو أحْيَلُ الناس، وأصله أحْوَلُ من الحَوْل.
325- إنَّ جُرْفَكَ إلىَ الْهَدْمِ.
الجُرْفُ: ما تجرفته السيول، والمعنى إن جُرْفَك صائر إلى الهدم.
يضرب للرجل يُسْرِع إلى ما يكرهه، ومثله قولُهم.
326- إِنَّ حَبْلَكَ إلَى أُنْشُوطَةٍ.
الأُنْشُوطة: عُقْدة يَسْهُل انحلالها كعقدة تِكَكِ السراويل، وتقديره: إن عُقْدَةَ حبلك تصير وتنسب إلى أنشوطة.
327- إِيَّاكَ وَقَتِيلَ العَصَا.
يريد إياك وأن تكون القتيلَ في الفتنة [ص 66] التي تفارق فيها الجماعة، والعصا: اسم للجماعة، قال:
فَلِلّه شعبا طية صَدَعَا الْعَصَا * هِيَ الْيَوْمَ شَتَّى وَهْيَ أمْسِ جَمِيعُ
يريد فرّقا الجماعة الذين كانوا متجاورين، وكان حقه أن يقول صدعت على فعل الطية لكنه جعله فعل الشعبين توسعاً، وقوله "هي اليوم" يعني العصا، وهي الجماعة، وشَتَّى أي متفرقة.
328- إِنَّكَ لاَ تَهْدِي الْمُتَضَالَّ.
أي من ركب الضلالَ على عمدٍ لم تقدر على هدايته. يضرب لمن أتى أمراً على عمد وهو يعلم أن الرشاد في غيره.
329- إِنَّ القَلُوصَ تَمْنَعُ أَهْلَهَا الْجَلاَءَ.
وذلك أنها تنتج بطنا فيشرب أهلها لبنها سَنَتَهم ثم تنتج رُبَعاً فيبيعونه، والمراد أنهم يتبلَّغون بلبنها وينتظرون لِقاحها.
يضرب للضعيف الحال يجاور مُنْعِماً.
330- إنَّكَ إلىَ ضَرَّةِ مالٍ تَلْجَأ.
قال ابن الأعرابي: أي إلى غنىّ. والضرة: المال الكثير، والمضرّ: الذي تَرُوحُ عليه ضرة من المال، قال الأشعر:
بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعْلَمُوا * بأنَّكَ فيهم غَنِيّ مُضِرّْ
331- إِذا شَبِعَتِ الدَّقِيقَةُ لَحِسَت الجَلِيلَة.
الدقيقة: الغنم، والجليلة: الإبل، وهي لا يمكنها أن تشبع، والغنم يُشْبعها القليل من الكلأ فهي تفعل ذلك. يضرب للفقير يخدُمُ الغنيَّ.
332- إذا أَخْصَبَ الزَّمانُ جاءَ الغَاوِي وَالهاوِي.
يقال: الغاوي الجراد، والغوغاء منه، والهاوي: الذباب تهوي أي تجيء وتقصد إلى الخِصْب. يضرب في ميل الناس إلى حيث المال.
333- إذا جاءَتِ السَّنَةُ جاءَ مَعَهَا أَعْوَانُهَا.
يعني الجراد والذباب والأمراض، يعني إذا قَحِطَ الناسُ اجتمع البلايا والمحن.
334- إنَّ اطِّلاَعاً قَبْلَ إينَاسٍ.
يضرب في ترك الثقة بما يورد المنهي دون الوقوف على صحته، يعني أن نظرا ومطالعة بصحة معرفتك قبل إشعارك التيقن. أنشد ابن الأعرابي:
وإنْ أَتَاكَ امرؤ يَسْعَى بكَذْبَتِهِ * فانْظُرْ فإنَّ اطِّلاَعا قبل إيناسِ
الاطلاع: النظَر، والإيناس: التيقن. [ص 67]
335- إِنّمَا يُهْدَمُ الحَوْضُ مِنْ عُقْرِهِ .
العُقْر: مؤخر الحوض، يريد يؤتى الأمر من وجهه.
336- أنَا أعْلَمُ بِكَذَا مِنَ المائِحِ بِاسْتِ الماتِحِ.
المايح بالياء: الذي في أسفل البئر، والماتح: الذي يستقي من فَوْقُ، وقال:
يا أَيُّهَا المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا*
337- إِنَّهُ سَرِيعُ الإِحارَةِ.
أي سريع اللُّقَم كبيرُها، والإحارة: ردُّ الجواب ورَجْعه، ومنه
|