رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
قال أبو عمرو: يقال استأصل الله عَرْقَاتَ فلانٍ، وهي أصله، وقال المنذري: هذه كلمة تكلمت بها العرب على وجوه، قالوا: استأصل الله عَرْقَاتَه وعِرْقَاتَه وعِرْقَاتِهِ وعِرْقَاتَه، قلت: لم يزيدا على ما حكيت، وأرى أنها مأخوذة من العِرْقَة، [ص 63] وهي الطرة تنسج فتدار حول الفسطاط، فتكون كالأصل له، ويجمع على عِرْقَات، وكذلك أصل الحائط يقال له: العرق، فأما سائر الوجوه فلا أرى لها ذكراً في كتب اللغة، إلا ما قاله الليث فإنه قال: العِرْقَاة من الشجر أرُومَة الأوسط، ومنه تتشعب العروق وهو على تقدير فِعْلاَة، وقال ابن فارس والأزهري: العرب تقول في الدعاء على الإنسان: استأصل الله عِرْقَاتَه ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدةً مؤنثة مثل سِعْلاَة، وقال آخرون: بل هي تاء جماعة المؤنث، لكنهم خَفَّفوه بالفتح، قال الأزهري: من كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَة فقد أخطأ.
308- أخَذَهُ بِأبْدَحَ وَدُبَيْدَحَ.
إذا أخذه بالباطل، قاله الأصمعي، ويقال: أَكَلَ مالَه بأبْدَحَ ودبيدح، قال الأصمعي: أصله دُبَيْح فقالوا: دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية. قلت: تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة، مثل البَدَاح للمتسع من الأرض، ومثله تَبَدَّحَت المرأة إذا مشت مشية فيها استرخاء، فكأن معنى المثل: أكل ماله بسهولة من غير أن ناله نَصَب، ودُبَيْح - على ما قاله الأصمعي - تصغير أدْبَحَ مرَّخما، حكى الأصمعي: أن الحجاج قال لجبلة: قل لفلان أكلْت مال الله بأبْدَحَ ودُبَيْدَح (يضرب للأمر الذي يبطل ولا يكون) فقال له جبلة: خواستة ايزد بخورى بلاش وماش.
309- إِيّاكَ وَأَعْرَاضَ الرِّجالِ.
هذا من كلام يزيد بن المَهلَّب فيما أوصى ابنه مَخْلدا: إياك وأعراض الرجال، فإن الحر لا يُرْضِيه من عرضه شيء، واتَّقِ العقوبة في الأبشار، فإنها عار باقٍ وَوِتْرٌ مطلوب.
310- إِنّهُ لَشَدِيدُ النّاظرِ.
أي بريء من التُّهمَةَ ينظر بملء عينيه.
311- إِنّهُ لَغَضِيضُ الطّرْفِ.
أي يَغُضُّ بصره عن مال غيره، ة و"نقيُّ الطرف" أي ليس بخائن.
312- إِنّهُ لَضَبُّ كَلَدَةٍ لاَ يُدْرَكُ حَفْرا وَلاَ يُؤْخَذُ مُذَنّبا.
الكَلَدة: المكان الصُّلْب الذي لا يعمل فيه المِحْفَار، وقوله "لا يؤخذ مذنباً" أي ولا يؤخذ من قِبَلِ ذَنَبه من قولهم "ذَنَّب البسر" إذا بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه. يضرب لمن لا يدرك ما عنده. [ص 64]
313- إِنّهُ لَزَحَّارٌ بِالدَّوَاهِي.
يضرب للرجل يولِّد الرأيَ والحيلَ حتى يأتي بالداهية، وقال (البيت لشيم بن خويلد كما في الصحاح (خ ف ق) وأنشده هناك:
وقد طلقت ليلة كلها * فجاءت به مودنا خنفقيقا
والمودن: الضاوي، والخنفقيق: الداهية).
زحَرْتِ بها ليلةً كلَّهَا * فجئْتِ بها مودناً خَنْفقيقا
314- إِنّهُ لَغَيْرُ أبْعَدَ.
يضرب لمن ليس له بُعْدُ مذهبٍ: أي غَوْر.
قال ابن الأعرابيّ: إن فلاناً لذُو بعدة: أي لذو رأيٍ وحَزْم، فإذا قيل "إنه غير أبعد" كان معناه لا خَيْرَ فيه.
315- إِنَّما أنْتَ عَطِينَةٌ، وَإِنَّما أنْتَ عَجينَةٌ.
أي إنما أنت مُنْتِن مثل الإهَاب المَعْطُون .
يضرب لمن يذم في أمر يتولاه.
أنشد ابن الأعرابي:
يا أيها المُهْدِي الخَنَا من كَلاَمِهِ * كأنك يَضْعو فِي إزارِك خِرْنِقُ
وأنت إذا انضمَّ الرجال عطينة * تُطَاوح بالآنافِ ساعة تَنْطِقُ
316- إِنّهُ لَمُنْقَطِعُ القِبالِ.
قالوا: القِبَال ما يكون من السير بين الأصبعين إذا لبستَ النعلَ، ويراد بهذه اللفظة أنه سيء الرأي فيمن استعان به في حاجة.
317- إِنّهُ لَمَوْهُونُ الفَقَارِ.
وَهَنَ يَهِنُ وَهْناً إذا ضعف، ووَهَنْتُُه أضْعَفْته، لازم ومتعدّ، قال الليث: رجل واهن في الأمر والعمل، وموهون في العظم والبدن، قال طَرَفة:
وَإِذَا تَلْسُنُنِي ألْسُنُهَا * إِنَّني لَسْتُ بِمَوْهُونٍ فقر
يضرب للرجل الضعيف.
318- إِنّما نُعْطِي الَّذِي أُعْطِيناَ.
|