رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
"ذلك" إشارة إلى الموعود، والهاء في "أولاها" للنوق، و "ما" عبارة عن الوقت يضرب للرجل يَعِدُك الوَعْدَ، فيطول عليك فتقول: إلى أن يحصل هذا الموعود وقت تصير فُصْلاَن النوق فيه عِيسا. ومثله قولهم.
239- إِلَى ذَاكَ ما باضَ الحمَامُ وَفَرَّخَا.
يضرب للمطول الدفاع.
240- إِنْ كنْتِ غَضْبَى فَعَلَى هَنِكِ فَاغْضَبِي.
قال يونس بن حبيب: يقال: زَنَتْ ابنةٌ لرجل من العرب وهي بكر، فناداها أبوها يا فلانة، فقالت: إني غَضْبَى، قال لها أبوها: ولم؟ قالت: إني حُبَيْلى، قال: إن كنت غضبى، المَثَلَ، أي هذا ذنبك.
يضرب في موضع قولهم "يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخَ".
241- أنَا أشْغَلُ عَنْكَ مِنْ مُوضِعِ (يقال: وضع الرجل بهمه، أي ألزمها المرعى، فالثلاثي متعد، فكان ينبغي أن يقال"من واضع بهم - الخ) بَهْمٍ سَبْعِين.
لأن صاحب البَهْم أكْثَرُ شغلا من غيره لصغر نتاجه.
242- أخُو الظَّلْمَاءَ أعْشى باللَّيْلِ.
يضرب لمن يُخْطئ حجتَه ولا يُبْصِر المَخْرَجَ مما وقع فيه.
243- إِنْ كُنْتَ عَطْشَانَ فَقَدْ أنَى لَكَ.
يضرب لطالب الثأر، أي قد أَنَى لك أن تنتصر، وأنى وآنَ لغتان في معنى حَانَ.
244- إِنَّ أخَا العَزَّاءِ مَنْ يَسْعَى مَعَك.
العَزَّاء: السَّنَة الشديدة، أي إن أخاك مَنْ لا يَخْذُلُكَ في الحالة الشديدة.
245- أنْتَ مِنِّي بيْنَ أُذُنِي وَعَاتِقي.
أي بالمكان الأفضل الذي لا أستطيع رفع حقه.
246- إِنَّ مِنَ اليَوْمِ آخِرَهُ.
يَضربه مَنْ يُستبطأَ فيقال له: ضَيَّعْتَ [ص 56] حاجتك، فيقول: إن من اليوم آخره، يعني أن غُدُوَّهُ وَعَشِيَّه سواء.
247- إِبِلِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أهَبْ.
أي لم أبعها ولم أهبها. يضرب للظالم يخاصمك فيما لا حَقَّ له فيه .
248- إِنْ لاَ تَلِدْ يُولَدْ لَكَ.
يعني أن الرجل إذا تزوج المرأة لها أولاد من غيره جَرَّدُوه. يضرب للرجل يُدْخِلُ نفسَه فيما لا يَعْنيِه فيبتلي به.
249- إِنَّ مِنَ الحُسْنِ شِقْوَةً.
وذلك أن الرجل ينظر إلى حسنه، فيَخْتَال فيَعْدُو طًوْرَه فيشقيه ذلك ويبغّضه إلى الناس.
250- إِنها الإبِلُ بِسَلاَمَتِهَا.
قال يونس: زعموا أن الضبع أخذت فصيلا رازما في دار قوم ارتحلوا وخَلَّوْه، فجعلت تخليه للكلأ، وتأتيه فتغارّه إياه (تغاره إياه: تطعمه إياه)، حتى إذا انتلأ بطنه وسمن أتته لتستاقه، فركضها ركضة دَقَمَ (دقم فاها: كسر أسنانها) فاها، فعند ذلك قالت الضبع: إنها الإبل بسلامتها.
يضرب لمن تزدريه فأخلف ظنك.
251- أخُوكَ أمِ اللَّيْلُ.
أي المرئى أخوك أم هو سواد الليل.
يضرب عند الارتياب بالشيء في سواد وظلمة.
252- إِنَّهَا مِنِّي لأَصِرَّي.
قال ابن السكيت: يقال: أَصِرَّي، وأَصِرِّى، وصِرَّى، وصُرَّى (وبقى لغتان: تشديد الراء مكسورة مع ضم الصاد أو فتحها) واشتقاقها من قولهم "أصْرَرْتُ على الشىء" أي أقمت ودُمْت، والهاء في "إنها" كناية عن اليمين أو العزيمة. يقوله الرجل يعزم على الأمر عزيمةً مؤكدةً لا يَثْنِيه عنها شىء.
|