رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
أي: هذا الذي تَرَاه أخوك أم الذئب، يعني أن أخاك الذي تختاره مثل الذئب فلا تأمنه. يضرب في موضع التَّمَارِي والشك.
198- أدَّى قِدْراً مُسْتَعِيرُهَا.
يضرب لمن يعطي ما يلزمه من الحق.
199- إذَا كَوَيْتَ فَأنْضِجْ وإذا مَضَغْتَ فَادْقِقْ.
يضرب في الحثِّ على إحكام الأمر.
200- إنَّكَ لَتُمَدُّ بِسُرْمِ كرِيمٍ.
ويروى "بشلو كريم" وأصله أن رجلاً [ص 51] امتنع من الأكل أنَفَةً من الاستفراغ حتى ضعف، فافترسه الذئب وجعل يأكله وهو يقول هذا القول حتى هلك. يضرب لمن يفتخر بما لا افتخار به.
201- إنَّكَ ما وَخَيْراً.
"ما" زائدة، ونصب "خيرا" على تقدير إنك وخيرا مجموعان أو مقترنان.
يضرب في موضع البشارة بالخير وقُرْب نَيْل المطلوب.
202- إن الهَوَى يَقْطَعُ العَقَبَةَ .
أي: يحمل على تحمُّل المشقَّة، وهو كقولهم "إن الهَوَى ليميلُ".
203- إنَّ في مِضُِّ َلسِيما.
ويروى "لمَطْمعاً".
مضّ: كلمة تستعمل بمعنى لا، وليست بجواب لقضاء حاجة ولا ردّ لها، ولهذا قيل: إن فيه لمطمعا، وإن فيه لعلامة، قال الراجز: سألت هَلْ وَصْلٌ فَقَالَتْ مِضِّ (وبعده*وحركت لي رأسها بالنغض) وسِيَما: فِعْلى من الوَسْم، والأصل فيه وِسْمى، فحُوِّلَت الفاء إلى العين فصارت سِوْمى، ثم صارت سِيَما، فهي الآن عِفْلى. ومعنى المَثل إن في مض لعلامة درك. يضرب عند الشك في نيل شيء.
204- إنْ تَنْفِرِي لَقَدْ رَأَيْتِ نَفْراً .
يقال: نَفَر يَنْفِر ويَنْفُرُ نِفَاراً ونُفُورا، وأما النَّفْر فهو اسمٌ من الإنفار.
يضرب لمن يَفْزَع من شيء يحقّ أن يُفْزَع منه.
205- إنْ لَمْ يَكُنْ وِفَاق فَفِراق .
أي: إن لم يكن حَبٌّ في قَرْب فالوجه المفارقة.
206- إنِّي مُنَثِّرٌ وَرِقي فَمَنْ شاءَ أبْقَى وَرِقَهُ (يروى "فمن شاء ألقى ورقه").
وذلك أن رجلا فاخَر رجلا فنحَر أحدهما جَزورا، ووضع الجِفان، ونادى في الناس، فلما اجتمعوا أخذ الآخر بَدْرَة وجعل ينثر الوَرِق، فترك الناسُ الطعام واجتمعوا إليه. يضرب في الدَّهَاء.
207- أوْمَرِناً ما أُخْرَى.
المَرِنُ - بكسر الراء - الخُلُق والعادة، يقال: ما زال ذلك مَرِنِي، أي عادتي، و "ما" صلة، وأخرى: صفة للمرِن على معنى العادة ونصب "مرنا" بتقدير فعل مضمر، كأنه جواب مَنْ يقول قولاً غير موثوق به، فيقول [ص 52] السامع: أومَرِنا، أي وآخذ مرنا غيرَ ما تحكي، يريد الأمر بخلاف ذلك.
208- أهْلَكَ وَاللَّيْلَ.
أي أذكر أهلك وبُعْدهم عنك، واحذر الليل وظلمته، فهما منصوبان بإضمار الفعل. يضرب في التحذير والأمر بالحَزْم.
209- إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ.
أي: لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء جميلاً، والمثلُ من قول أكْثَم، يقال: أراد إذا ظُلمت فاحذر الانتصار فإن الظلم لا يَكْسِبُكَ إلا مثلَ فعلك.
210- إنَّكَ بَعْدُ في العَزَازِ فَقُمْ.
العَزَاز: الأرض الصُّلْبة، وإنما تكون في الأطراف من الأرَصِينَ.
يضرب لمن لم يَتَقَصَّ الأمر ويظن أنه قد تقصَّاه.
قال الزُّهْري: كنت أختلف إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن مسعود، فكنت أخْدُمه، وذَكَر جَهْده في الخدمة، ثم قال: فقدرت أني استنطقت ما عنده، فلما خرج لم أقُمْ له، ولم أظهر له ما كنت أظهره من قبلُ، قال: فنظر إليَّ وقال: إنك بعدُ في العَزَاز فقم: أي أنت في الطَّرَف من العلم لم تَتَوَسَّطه بعدُ.
211- إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ.
أي" إنما يجب أن تتمسك بإخاء مَنْ تَمَسَّكّ بإخائك.
212- إذَا أخَذْتَ عَمَلاً فَقَعْ فيه، فاِنَّما خَيْبَتُهُ تَوَقِّيهِ.
ويروى "إذا أردت عملاً فخُذْ فيه" أي إذا بدأت بأمرٍ فمارِسْهُ ولا تَنْكُلْ عنه، فإن الخيبة في الهيبة.
213- إذَا تَوَلَّى عَقْدَ شَيٍْ أوْثَقَ.
يضرب لمن يوصَفُ بالحزم والجد في الأمور.
214- أوَّلُ العِيِّ الاخْتِلاَطُ.
يقال "اختلط" إذا غضب، يعني إذا غضب المخاطَبُ دلَّ ذلك على أنه عَيَّ عن الجواب يقال: عَىّ (يقال: عى وعي، الأول بالإدغام، والثاني بالفك على مثال رضى) يَعْيا عِيّاً بالكسر فهو عَىّ بالفتح.
215- أوَّلُ الحَزْمِ المَشُورَةُ.
|