عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-09, 03:37 PM   #21
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إلى بعض إبل البَهْرَاني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرّفت، ثم قالت‏:‏ أنا النَّذِيرُ العُرْيَان، فأرسلتها مثلا، وعرف القومُ ما تريد، فَصَعدوا إلى علياء الشام، وأفبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحدا، فقال المنذر لأبي دواد‏:‏ قد رأيتَ ما كان منهم، أفيُسْكِتك عني أن أعطيك بكل رأس مائتي بعير‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأعطاه ذلك، وفيه يقول قيس بن زهير العبسي‏:‏
سأفْعَلُ مَا َبَدا لِيَ ثُمَّ آوِي * إلى جارٍ كَجَارِ أبِي دُوَاد
وقال غيره‏:‏ إنما قالوا ‏"‏النذير العريان‏"‏ لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فَجَأتْهم وأراد إنذار قومه تجرَّد من ثيابه وأشار بها ليعلم أنه ‏[‏ص 49‏]‏ قد فجأهم أمر، ثم صار مثلاً لكل أمر تُخَاف مفاجأته، ولكل أمر لا شبهة فيه‏.‏
187- إِيَّاكِ أعْنِي وَأسْمَعِي يَا جَارَهْ‏.‏
أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان، فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له‏:‏ حارثة بن لأم، فأمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهدا فقالت له أخته‏:‏ انْزِلْ في الرَّحْب والسَّعَة، فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها، فرقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بِفناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول‏:‏
يَا أخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ * كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَى فَزَارَهْ
أصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَهْ * إيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ
فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني، فقالت‏:‏ ماذا بِقَوْلِ ذي عقل أريب، ولا رأيٍ مصيب، ولا أنف نجيب، فأقِمْ ما أقَمْتَ مكرَّما ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً، ويقال أجابته نظماً فقالت‏:‏
إنِّي أقُولُ يَا فَتَى فَزَارَهْ * لاَ أبْتَغِي الزَّوْجَ وَلاَ الدَّعَارَهْ
وَلاَ فِرَاقَ أَهْلِ هذِي الْجَارَهْ * فَارْحَلْ إلىَ أهْلِكَ بِاسْتِخَارَهْ
فاسْتَحْيا لفتى وقال‏:‏ ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت‏:‏ صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، وكان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه‏.‏
يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره‏.‏
188- أبِي يَغْزو، وأُمِّي تُحَدِّثُ‏.‏
قال ابن الأعرابي‏:‏ ذكروا أن رجلا قدِم من غَزَاة، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر، فجعلت امرأته تقول‏:‏ قَتَل من القوم كذا، وهَزَم كذا، وجُرِح فلان، فقال ابنها متعجبا‏:‏ أبي يغزو وأُمي تحدث‏.‏
189- إنّمَا هُمْ أكَلَةُ رَأْسٍ‏.‏
يضرب مثلا للقوم يَقِلّ عددهم‏.‏
190- أُكْلَةُ الشّيْطَانِ‏.‏
قالوا‏:‏ هي حَيَّةٌ كانت في الجاهلية ‏[‏ص 50‏]‏ لا يقوم لها شيء، وكان يأتي بيتَ اللّه الحرامَ في كل حين فيضرب بنفسه الأرضَ فلا يمرُّ به شيء إلا أهلكه، فضُرب به المثل في كل شيء ذهب فلم يوجد له أثر‏.‏ وأما قولهم ‏"‏إنما هو شَيْطان من الشياطين‏"‏ فإنما يُرَاد به النشاط والقوة والبَطَر‏.‏
191- إلَيْكَ أُنْزِلَتِ الْقِدْرُ بِأحْنائِهَا ‏.‏
أي‏:‏ جوانبها‏.‏ هذا مثلُ قولهم ‏"‏إليك يُسَاق الحديث‏"‏ ‏(‏مضى برقم 187‏)‏
192- الأمْرُ يَعْرِضُ دُونَهُ الأمْرُ‏.‏
ويورى ‏"‏يحدث‏"‏‏.‏ يضرب في ظُهُور العَوَائق‏.‏
193- إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ نَوْكَى قَطَنٍ‏.‏
النَّوْكى‏:‏ جمع أنْوَكَ، وقَطَن‏:‏ هو قَطَنُ ابن نَهْشَلْ بن دارم النَّهْشَلي، وحَمْقَاهم أشدُّ حُمْقاً من غيرهم، ولعل إبل هذا القائل لقيَتْ منهم شرا فضرب بهم المثل، وهذا مثل قولهم ‏"‏إحدى لياليك من ابن الحرّ‏"‏ ‏(‏مضى برقم 119‏)‏ ‏"‏ و ‏"‏إحدى لياليك فَهِيسِي‏"‏‏(‏مضى في رقم 119- أيضا‏)‏
194- أحَدَ حِمارَيْكِ فَازْجُرِي‏.‏
أصْلُه في خطاب امرأة‏.‏ يضرب لمن يتكلف ما لا يَعْنيه‏.‏
195- إحْدَى عَشِيَّاتِكَ مِنْ سَقْىِ الإِبِلِ‏.‏
يضرب للمُتْعَب في عمل‏.‏
196- أخَذُوا في وَادِي تُوُلِّهَ‏.‏
من الوَلَه، وهو مثل تُضُلِّل - بضم التاء والضاد وكسر اللام - في وزنه ومعناه، والوَلَه‏:‏ التحير‏.‏ يضرب لمن وقع فيما لا يهتدي للخروج منه ‏.‏
197- أخُوكَ أمِ الذِّئْبُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس