عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-09, 03:36 PM   #19
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


- آكُلُ لَحْمِي وَلاَ أدَعُهُ لآكِلٍ‏.‏
أول من قال ذلك العَيَّار بن عبد الله الضبيّ ثم أحد بني السِّيد بن مالك بن بكر بن سَعْد بن ضبة، وكان من حديثه فيما ذكر المفضل أن العَيَّار وفَد هو وحُبَيْش ‏[‏ص -43‏]‏ ابن دُلَف وضِرَار بن عَمْرو الضَّبّيَّان على النعمان، فأكرمهم وأجرى عليهم نُزُلاً، وكان العيار رجلا بطالا يقول الشعر ويضحك الملوك، وكان قد قال‏:‏
لا أذْبَحُ النازيَ الشَّبوب ولا * أسْلَخُ يومَ المُقَامة العُنُقَا
وكان منزلهم واحدا، وكان النعمان باديا فأرسل إليهم بجُزُرٍ فيهن تيس فأكلوهن غير التيس فقال ضِرار للعَيَّار وهو أحدثهم سنا‏:‏ إنه ليس عندنا من يسلخ هذا التيس فلو ذبحته ‏[‏وسلخته‏]‏ وكفيتنا ذلك، قال العيار‏:‏ ما أبالي أن أفعل، فذبح التيس وسَلَخه، فانطلق ضِرار إلى النعمان فقال‏:‏ أبيت اللعن‏!‏ إن العيار يسلخ تيسا، قال‏:‏ أبعد ما قال‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأرسل إليه النعمان فوجَده الرسولُ يسلخ تيسا فأتى به، فقال له‏:‏ أين قولك*لا أذبح النازي الشبوب*‏؟‏ وأنشده البيت، فخجِل العَيَّار، وضحك النعمان منه ساعة، وعَرَف العيار أن ضِرارا هو الذي أخبر النعمان بما صنع، وكان النعمان يجلس بالهاجرة في ظل سُرَادقه، وكان كسا ضرار حلةً من حُلَله، وكان ضرار شيخا أعرج بادنا كثير اللحم، قال‏:‏ فسكت العيار حتى كانت ساعة النعمان التي يجلس فيها في ‏[‏ظل‏]‏ سُرَادقه ويؤتى بطعامه عمد العيار إلى حُلَّة ضرار فلبسها، ثم خرج يتعارج حتى إذا كان بحيال النعمان كشف عنه فخرئ، فقال النعمان‏:‏ ما الضرار قاتله الله لا يَهَابُني عند طعامي‏؟‏ فغضب على ضرار، فخلف ضرار ما فعل، قال‏:‏ ولكني أرى أن العَيَّار فعل هذا من أجل أني ذكرت سَلْخه التيسَ، فوقع بينهما كلام حتى تشاتما عند النعمان، فلما كان بعد ذلك ووقع بين ضرار وبين أبي مَرْحَبٍ أخي بني يَرْبُوع ما وقع تناول أبو مَرْحَب ضرارا عند النعمان والعيار شاهد، فشتم العيار أبا مرحب وزجَره فقال النعمان‏:‏ أتشتم أبا مَرْحَب في ضرار وقد سمعتك تقول له شرا مما قال له أبو مرحب‏؟‏ فقال العيار‏:‏ أبيت اللعن وأسعدك إلهك، آكل لحمي ولا أدعه لآكل، فأرسلها مثلا، فقال النعمان‏:‏ لا يملك مَوْلىً لمولى نصرا، فأرسلها مثلا‏.‏
166- إنَّ أخِي كانَ مَلِكي‏.‏
قال أبو عمرو‏:‏ إن أبا حَنَش التغلبي لما أدْرَكَ شَرَحْبيل عمّ امرئ القيس، وكان شَرَحْبيل قتل أخا أبي حَنَش قال‏:‏ يا أبا حَنَش اللَّبَن اللَّبَن، أي خُذْ مني الديَةَ، فقال له أبو حنش‏:‏ هَرَقْتَ لبناً كثيراً، أي قتلت أخي، فقال له شرحبيل‏:‏ أمَلِكاً بسُوقة‏؟‏ أي أتقتلُ ملكا بدل سوقة، فقال أبو حنش‏:‏ إن أخي كان مَلِكِي‏.‏ ‏[‏ص 44‏]‏
167- إنّهُ لأَشْبَهُ بِهِ مِنَ التَّمْرَةِ بالتَّمْرَةِ‏.‏
يضرب في قرب الشبه بين الشيئين‏.‏
168- إنَّ الْحَبِيبَ إلَى الإِخْوَانِ ذُو المَالِ‏.‏
يضرب في حفظ المال والإشفاق عليه‏.‏
169- إنَّ في الْمَرْنَعَةِ لِكُلِّ كَرِيمٍ مَنْفَعَة‏.‏
المرنعة‏:‏ الخِصْب‏.‏ والمنفعة‏:‏ الغنى والفَضْل، ويروى ‏"‏مقنعة‏"‏ من القَنَاعة، وبالفاء من قولهم ‏"‏مَنْ قَنَع فَنَع‏"‏ أي استغنى، ومنه قوله‏:‏
أظِلّ بيتيَ أم حَسْنَاء نَاعِمَةً * حَسَدْتَنِي أم عَطَاء اللّه ذَا الْفَنَعِ
170- إِذَا طَلَبْتَ الْباطِلَ أُبْدِعَ بِكَ‏.‏
يقال‏:‏ أُبْدِعَ بالرجل، إذا حَسَرَ عليه ظهره، أو قام به، أو عطبت راحلته، وفي الحديث ‏"‏ إني أُبْدِِعَ بي فَاحْمِلْنِي‏"‏‏.‏
ومعنى المثل إذا طلبت الباطل لم تَظْفَر بمطلوبك وانقطع بك عن الغرض، ويروى ‏"‏أنجح بك‏"‏ أي صار الباطل ذا نجح بك، ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مُرَادهم، وفي هذا نهي عن طلب الباطل‏.‏
171- إِذَا نَزَا بِكَ الشَّرُّ فَاقْعُدْ بِه‏.‏
يضرب لمن يؤمر بالحلم وترك التسرّع إلى الشرّ‏.‏ ويروى ‏"‏ إذا قام بك الشر فاقعد‏"‏‏.‏
172- إيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ‏.‏
أي لا ترتكب أمراً تحتاج فيه إلى الاعتذار منه‏.‏
173- إذَا زَلّ العَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ‏.‏
لأن للعالم تبعاً فهم به يقتدون، قال الشاعر‏:‏
إن الفقيه إذا غَوَى وأطاعه * قومٌ غَوَوْا معه فَضَاع وَضَيَّعَا
مثل السفينة إن هَوَتْ في لجة * تَغْرَقْ ويَغْرَقْ كُلُّ ما فيها مَعَا
174- أَنْتَ أعْلَمُ أَمْ مَنْ غُصَّ بِها‏.‏
الهاء للقمة‏.‏ يضرب لمن جرّب الأمور وعَرَفها‏.‏
175 إنَّهُ لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ‏.‏
قال الكذاب الحِرْمَازِيّ‏:‏
أنْتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بيْنِ البَشَرْ * داهية الدَّهْر وَصَمَّاء الغَبَرْ
أنْتَ لها إذا عَجَزَتْ عَنْهَا مُضَرْ‏.‏
قالوا‏:‏ الغَبَر الداهية العظيمة التي لا يهتدى لها، قلت‏:‏ وسمعت أن الغَبَر عينُ ماء بعينه تألَفُها الحيَّاتُ العظيمة المنكرة، ولذلك قال الحرمازيّ ‏"‏وصماء الغَبَرْ‏"‏ أضاف ‏[‏ص 45‏]‏ الصماء إلى الغَبَر المعروفة، وأصل الغبر الفساد، ومنه العِرْقُ الغَبِر، وهو الذي لا يزال ينتقض، فصماء الغبر بلية لا تكاد تنقضي وتذهب كالعرق الغبر‏.‏
176- إلاَّ دَهٍ فَلاَ دَهٍ‏.‏
روى ابن الأعرابي ‏"‏ إلاَّ دَهْ فلا دَهْ‏"‏ ساكن الهاء، ويروى أيضاً ‏"‏إلا دِهِ فلا دِهِ‏"‏ أي إن لم تعط الاثنين لا تعط العشرة، قال أبو عبيد‏:‏ يضربه الرجل يقول أريد كذا وكذا، فإن قيل له‏:‏ ليس يمكن ذا، قال‏:‏ فكذا وكذا، وقال الأصمعيّ‏:‏ معناه إن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن، وقال‏:‏ لا أدري ما أصله، قال رؤبة *وَقُوّل إلاَّ دَهِ فَلا دَهِ* قال المنذري‏:‏ قالوا معناه إلا هذه فلا هذه، يعني أن الأصل إلا ذه فلا ذه - بالذال المعجمة - فعربت بالدال غير المعجمة، كما قالوا‏:‏ يَهُوذا، ثم عرب فقيل‏:‏ يَهُودا، وقيل‏:‏ أصله إلا دهي أي إن لم تضرب، فأدخل التنوين فسقط الياء، قال رؤبة‏:‏
فاليومَ قد نَهْنَهَنِي مُنَهْنِهِي * وَأَوْلُ حِلْمٍ لَيْسَ بِالْمُسَفَّهِ
وَقُوَّلٌ إلاَّ دهِ فَلاَ ده * وحَقَّةٌ لَيْسَتْ بقول التُّرَّهِ
يقول‏:‏ زَجَرني زواجر العقل ورجوعُ حلم ليس يُنْسب إلى السَّفَه وقُوّل، أي ورجوع قُوَّل يقلن‏:‏ إن لم تتب الآن مع هذه الدواعي لا تَتُبْ أبداً وقَوْلة حَقَّة، أي وقَالَة حقة، يقال‏:‏ حَقٌّ وحَقة كما يقال‏:‏ أهْلٌ وأهْلَة، يريد الموتَ وقربه‏.‏
روى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن عَقيل عن أبي طالب قال‏:‏ كان عبد المطلب بن هاشم نديماً لحرْبِ بن أمَيَّة حتى تنافَرَا إلى نُفَيل بن عبد العُزَّى جدّ عمر بن الخطاب، فأنفر عبدَ المطلب فتفرقا، ومات عبد المطلب وهو ابن عشرين ومائة سنة، ومات قبل الفِجَار في الحرب التي بين هَوَضازن، ويقال‏:‏ بل تَنَافرا إلى غزى سلمة الكاهن، قالوا‏:‏ كان لعبد المطلب ماء بالطائف يقال له ذو الهرم، فجاء الثَّقَفِيُّون فاحتفروه، فخاصمهم عبد المطلب إلى غزىّ أو إلى نُفَيْل فخرج عبد المطلب مع ابنه الحارث، وليس له يومئذ غيره، وخرج الثقفيون مع صاحبهم، وحَرْبُ بن أمية معهم على عبد المطلب، فنفِدَ ماءُ عبد المطلب، فطلب إليهم أن يَسْقوه فأبوا، فبلغ العَطَشُ منه كل مبلغ، وأشرف على الهلاك، فبينا عند المطلب يثُير بَعيره ليركب إذ فَجَّرَ الله له عَيْناً من تحت جِرَانِه، فحمِدَ الله، وعلم أن ذلك منه، فشرب وشرب أصحابه رِيَّهُمْ، وتزوَّدُوا منه حاجتهم، ونَفِدَ ماء الثقفيين ‏[‏ص 46‏]‏ فطلبوا إلى عبد المطلب أن يَسْقيهم، فأنعم عليهم، فقال له ابنه الحارث‏:‏ لأنحيَنّ على سيفي حتى يخرج من ظهري، فقال عبد المطلب‏:‏ لأسقينَّهم فلا تفعل ذلك بنفسك، فسقاهم، ثم انطلقوا حتى أتوا الكاهن وقد خَبَؤُا له رأسَ جرادة في خَرَزَة مَزَادة، وجعلوه في قِلادة كلبٍ لهم يقال له سَوّار، فلما أتوا الكاهنَ إذا هم ببقرتين تَسُوقان بينهما بَخْرَجاً ‏(‏البخرج - بزنة جعفر - ولد البقرة‏)‏ كلتاهما تزعم أنه ولدها، ولدتا في ليلة واحدة فأكل النمر أحد البَخْرَجَيْنِ، فهما تَرْأمان الباقي، فلما وقَفَتَا بين يديه قال الكاهن‏:‏ هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال الكاهن‏:‏ ذهَبَ به ذو جسد أربد، وشدق مرمع، وناب معلق، ما للصغرى في ولد الكبرى حق، فقضى به للكبرى، ثم قال‏:‏ ما حاجتكم‏؟‏ قالوا‏:‏ قد خَبأْنا لك خَبْأً فأنبئنا عنه ثم نخبرك بحاجتنا، قال‏:‏ خبأتم لي شيئاً طار فَسطَع، فتصوَّب فوقع، في الأرض منه بُقَع، فقالوا‏:‏ لاده، أي بينه، قال‏:‏ هو شيء طار فاستطار، ذو ذَنَب جرار، وساق كالمنشار، ورأس كالمسمار، فقالوا‏:‏ لاده، قال‏:‏ إن لاده فلا ده، هو رأس جرادة، في خرز مَزَادة، في عنق سوّار ذي القلادة، قالوا‏:‏ صدقت فأخبرنا فيما اختصمنا إليك فأخبرهم، وانتسبوا له، فقضى بينهم ورجعوا إلى منازلهم على حكمه‏.‏
177 إِذا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ ليِ عَنْ أَيْسَرِي‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس