عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-09, 03:28 PM   #16
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ
ويروى ‏"‏ فَاخْلِبْ‏"‏ بالكسر، والصحيح الضم، يقال‏:‏ خَلَبَ يَخْلُبُ خِلاَبة وهي الخديعة‏.‏ ويراد به الْخُدْعَة في الحرب، كما قيل‏:‏ نَفَاذُ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب‏.‏
137- إِنَّ أخَا الْهَيْجَاءِ مَنْ يَسْعى مَعَكْ * وَمَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكْ
يضرب في المساعدة‏.‏
138- إنَّي لأَنْظُرُ إلَيْهِ وَإلَى السَّيْفِ
يضرب للمَشْنُوء المكروه الطَّلْعَةِ‏.‏
139 - الأَمْرُ سُلْكَى وَلَيْسَ بمَخْلوجَةٍ
السُّلْكَى‏:‏ الطعنة المستقيمة، والمَخْلُوجة‏:‏ الْمُعْوَجَّة، من الخَلْجِ وهو الجَذْب وأنث الأمر على تقدير الجمع أو على تقدير‏:‏ الأمر مثل سُلْكى أي مثلُ طعنةٍ سُلْكى، وإن كان لا يوصف بها النكرة، فلا يجوز‏:‏ امرأة صُغْرى، وجارية طُولى، وقد عِيب على أبي نُوَاس قولُه‏:‏
كأَنَّ صُغْرَى وكُبْرَى من فَوَاقِعِها*
‏(‏هذا صدر بيت، وعجزه قوله‏:‏ حصباء در على أرض من الذهب*‏)‏
إلا أن يجعل اسماً كقوله
وإنْ دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ* ‏(‏هذا صدر بيت لشاعر من شعراء الحماسة وصدره قوله‏:‏ يوما سراة كرام الناس فادعينا*‏)‏
قالوا‏:‏ الْجُلَّى الأمر العظيم، فكذلك السُّلْكى الأمر المستقيم، والأصل في هذا قول امرىء القيس‏:‏
نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى ومَخْلُوجَةً* ‏(‏هذا صدر بيت، وعجزه قوله‏:‏ كرك لأمين على نابل*‏)‏ ‏[‏ص 35‏]‏
أي طعنةً مستقيمةً وهي التي تقابل المطعون فتكون أسلك فيه‏.‏
يضرب في استقامة الأمر ونفي ضدها‏.‏
140- أزِمَتْ شَجَعَاتُ بِمَا فِيها
الأزْمُ‏:‏ الضيق، يقال‏:‏ أزَمَ يأزِمُ إذا ضاق والمأزِمُ‏:‏ المَضِيق في الحرب وشَجَعَات‏:‏ ثَنِيَّةٌ معروفة، ولهذا المثل قصة ذكرتها عند قوله ‏"‏أنجَزَ حُرّ ما وعد‏"‏ في باب النون‏.‏
141- إنّهُ لأَنْفَذُ مِنْ خازِقٍ
الخازق والخاسق‏:‏ السِّنان النافذ يوصَف به النافذُ في الأمور‏.‏
142- إحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ
الْحُظَيَّة‏:‏ تصغير الْحَظْوَة بفتح حائه، وهي المرماة ‏(‏هي سهم صغير قدر ذراع‏)‏، قال أبو عبيد‏:‏ هي التي لا نَصْلَ لها، ولقمان هذا هو‏:‏ لُقْمان بن عادٍ، وحديثه أنه كان بينه وبين رجلين من عاد، يقال لهما عمرو وكعب ابنا تِقْن بن معاوية قتال، وكانا رَبَّيْ إبل، وكان لقمان ربّ غنم فأعجبت لقمانَ الإبلُ، فراودهما عنها، فأبَيَا أن يبيعاه، فعمد إلى ألبان غَنَمه من ضأن ومِعْزًى وأنافِحَ من أنافح السَّخْل، فلما رأيَا ذلك لم يلتفتا إليه ولم يرغبا في ألبان الغنم، فلما رأى ذلك لقمان قال‏:‏ اشتَرِياها ابْنَيْ تِقْن، أقبلَتْ مَيْسا، وأدبَرتْ هَيْسا، وملأت البيتَ أقِطاً وحَيْسا‏.‏ اشترياها ابْنَيْ تِقْن، إنها الضأن تُجَزّ جفَالاَ، وتُنْتَج رِخَالا، وتحلب كثَباً ثِقالا‏.‏ فقالا‏:‏ لا نشريها يالُقْمَ، إنها الإبل حملْنَ فاتسقْنَ، وجرَيْنَ فأَعْنَقْنَ، وبغير ذلك أفلتن، يَغْزُرْن إذا قطن‏.‏ فلم يبيعاه الإبل ولم يشريا الغنم، فجعل لقمان يُدَاوِرهما، وكانا يَهَابانه، وكان يلتمس أن يغفلا فيشدّ على الإبل ويَطْرُدها، فلما كان ذاتَ يوم أصابا أرنباً وهو يَرْصُدهما رجاء أن يصيبهما فيذهب بالإبل، فأخذا صفيحة من الصَّفا، فجعلها أحدُهما في يده، ثم جعل عليهما كومةً من تراب قد أَحْمَيَاه فملاَّ الأرنب في ذلك التراب فلما أَنْضَجَاها نَفَضَا عنها التراب فأكلاها، فقال لقمان‏:‏ ياويله أنِيئةً أكلاها، أم الريح أَقْبَلاَها، أم بالشِّيح اشتَوَيَاها، ولما رآهما لقمان لا يغفلان عن إبلهما، ولم يجد فيهما مطمعاً لقيهما ومع كل واحد منهما جَفير مملوء نَبْلاً وليس معه غير نَبْلَين، فخدعهما فقال‏:‏ ما تصنعان بهذه النبل الكثيرة التي معكما‏؟‏ إنما هي حَطَب، فوالله ما أحمل معي غير نَبْلِين، فإن لم أُصِبْ بهما فلستُ بمصيب، فعمدا إلى نبلهما فنثَراها غير سهمين، فعمد إلى النبل فحواها، ولم يُصب لقمان منهما بعد ذلك غِرّة وكان فيما يذكرون لعمرو بن تِقْن امرأة فطلقها، ‏[‏ص 36‏]‏ فتزوجها لقمان، وكانت المرأة وهي عند لقمان تكثر أن تقول‏:‏ لافَتًى إلا عمرو، وكان ذلك يغَيظ لقمان، ويسوءه كثرة ذكرها، فقال لقمان‏:‏ لقد كثَرْتِ في عمرو، فوالله لأقتلنَّ عمراً، فقالت‏:‏ لا تفعل‏.‏ وكانت لابني تِقْن سمُرة يستظلاَّن بها حتى ترد إبلهما فيسقيانها، فصعدها لقمان، واتخذ فيها عُشٍّا رجاء أن يصيب من ابني تِقْن غِرَّة، فلما وردت الإبل تجرَّد عمرو وأَكَبَّ على البئر يستقي، فرماه لقمان من فوقه بسَهْم في ظهره، فقال‏:‏ حَسّ، إحدى حُظَيات لقمان، فذهب مثلا، ثم أَهْوَى إلى السهم فانتزعه، فوقع بصره على الشجرة، فإذا هو بلقمان، فقال‏:‏ انزل، فنزل، فقال‏:‏ اسْتَقِ بهذه الدلو فزعموا أن لقمان لما أراد أن يرفع الدلو حين امتلأت نَهَضَ نهضةً فضَرَط، فقال له عمرو‏:‏ أَضَرَطا آخِرَ اليوم وقد زال الظهر‏؟‏ فأرسلها مثلاً‏.‏ ثم إن عمراً أراد أن يقتل لقمان، فتبَّسم لقمان‏:‏ فقال عمرو‏:‏ أضَاحِك أَنْت‏؟‏ قال لقمان‏:‏ ما أَضْحَكُ إلا من نفسي، أما إني نُهِيتُ عما ترى‏!‏ فقال‏:‏ ومَنْ نهاك‏؟‏ قال‏:‏ فلانة، قال عمرو‏:‏ أَفَلِي عليك إن وَهَبْتُك لها أن تُعْلمها ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فخلّى سبيله، فأتاها لقمان فقال‏:‏ لا فَتًى إلا عمرو، فقالت‏:‏ أقد لقيته‏؟‏ قال‏:‏ نعم لقيته فكان كذا وكذا ثم أَسَرَني فأراد قتلي ثم وَهَبني لك، قالت‏:‏ لا فَتًى إلا عمرو‏.‏
يضرب لمن عُرِف بالشر، فإذا جاءت هَنَةٌ من جنس أفعاله قيل‏:‏ إحْدَى حُظَيات لقمان أي أنه فَعْلَة من فَعَلاَته‏.‏
143- إنَّهُ لَيكْسِرُ عَلَّيَّ أرْعَاظَ النَّبْلِ غَضَباً
الرُّعْظ، مدخّلُ النصل في السهم، وإنما يكسره إذا كامته بكلام يغَيظه فيخط في الأرض بسهامه فيكسر أرعاظها من الغيظ قال قَتَادة اليَشْكُريّ يحذّر أهلَ العراق الحجاجَ‏:‏
حَذَارِ حَذَار الليثَ يحرق نابه * ويكسر أَرْعَاظاً عليك من الْحِقْدِ
يضرب للغضبان‏.‏
144- إنَّهُ لَيَحْرِقُ عَلَيَّ الأُرَّمُ
أي الأسنان، وأصله من الأَرْم وهو الأكل، وقال‏:‏
بذي فرقين يوم بنو حبيب * نيوبَهُمُ علينا يَحْرِقُونَا
ويروى ‏"‏هو يَعَضُّ على الأرَّمَ‏"‏ قال الأصمعي‏:‏ يعني أصابعه، وقال مؤرّج‏:‏ يقال في تفسيرها إنها الحصى، ويقال‏:‏ الأضراس، وهو أبعدها‏.‏ ‏[‏ص 37‏]‏
145- إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصا
قالوا‏:‏ هذا من قول غُنَيَّة الأعرابية لابنها وكان عَارِما كثيرَ التلفت إلى الناس مع ضعف أَسْرٍ ودقة عظم، فواثب يوماً فتى فقطع الفتى أنفه، فأخذت غُنيَة دِيةَ أنفه، فحَسُنت حالها بعد فقر مُدْقِع، ثم واثب آخر فقطع أذنه، فأخذت دِيَتَها، فزادت حُسْنَ حال، ثم واثب آخر فقطع شَفَته، فأخذت الدية، فلما رأت ما صار عندها من الإبل والغنم والمَتَاع، وذلك من كَسْب جوارح ابنها حَسُن رأيها فيه وذكرته في أرجوزتها فقالت‏:‏
أَحْلِفُ بالْمَرْوَةِ حَقَّاً وَالصَّفَا * أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ الْعَصَا
قيل لأعرابي‏:‏ ما تَفَاريق العصا‏؟‏ قال‏:‏ العصا تُقْطع ساَجورا، والسَّوَاجير تكون للكلاب وللأسْرَى من الناس، ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتاداً، ويفرق الوتد، فتصير كل قطعة شِظَاظا، فإن جعل لرأس الشِّظَاظ كالفَلَكة صار للبُخْتي مِهَارا، وهو العود الذي يدخل في أَنْفِ البُخْتى، وإذا فرق المِهار جاءت منه تَوَادٍ، وهي الخشبة التي تشد على خِلْفِ الناقة إذا صُرَّت، هذا إذا كانت عصاً، فإذا كانت قَنَاة فكل شَق منها قَوْس بندقٍ، فإذا فرقت الشقة صارت سهاماً، فإن فرقت السهام صارت حِظاء، فإن فرقت الحظاء صارت مغازل، فإن فرقت المغازل شَعَبَ به الشَّعَّابُ أقداحه المَصْدُوعَةَ وقِصَاعه المشقوقة على أنه لا يجد لها أصلح منها وأليق بها‏.‏
يضرب فيمن نَفْعُه أَعَمَّ من نفع غيره‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس