عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-09, 03:27 PM   #15
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


- أنَا إِذَنْ كالخَاتِلِ بالْمَرْخَة
المَرْخُ‏:‏ الشجر الذي يكون منه الزِّناد، وهو يطول في السماء حتى يُسْتَظَلّ به، قالوا‏:‏ وله ثمرة كأنها هذه الباقلاء‏.‏ ومعنى المثل‏:‏ أنا أباديك وإن لم أفعل فأنا إذن كمن يَخْتِلُ قِرْنَه بالمَرْخَة في أن لها ظلا وثمرة ولا طائل لها إذا فتش عن حقيقتها‏.‏
يضرب في نَفْي الْجُبْن‏:‏ أي لا أخَافُكَ‏.‏
125- أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ
الْجُذَيْل‏:‏ تصغير الْجِذْل، وهو أصل الشجرة‏.‏ والمحكَّكُ‏:‏ الذي تتحكك به الإبل الْجَرْبى، وهو عُود ينصب في مَبَارك الإبل تتمرَّسُ به الإبل الْجَرْبى‏.‏ والعُذَيْق‏:‏ تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة، والمرجَّب‏:‏ الذي جعل له رُجْبَة وهي دِعامة ‏[‏ص 32‏]‏ تُبْنَى حولَها من الحجارة، وذلك إذا كانت النخلة كريمةَ وطالت تخوَّفوا عليها أن تنقعر من الرياحِ العواصِفِ، وهذا تصغير يراد به التكبير، نحو قول لَبيد‏:‏
وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُم * دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرّ مِنْهَا الأنامل
يعني الموت‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ هذا قول الْحُبَاب بن المنذِر بن الْجَمُوح الأنصاريّ، قاله يوم السَّقيفة عند بَيْعة أبي بكر، يريد أنه رجل يُسْتَشْفَي برأيه وعَقْله‏.‏
126- إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ
قاله رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقيل له‏:‏ وما ذاك يا رسول الله‏؟‏فقال‏:‏ المرأةُ الحسناء في مَنْبِتِ السوء‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ نُرَاه أراد فساد النَّسَب إذا خيف أن يكون لغير رِشْدَة، وإنما جعلها خضراء الدِّمَن - وهي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنم من أبوالها وأبعارها - لأنه ربما نَبَتَ فيها النباتُ الحسنُ فيكون منظره حسناً أنيقاً ومنبِته فاسداً، هذا كلامه‏.‏
قلت‏:‏ إن ‏"‏إيا‏"‏ كلمة تخصيص، وتقدير المثل‏:‏ إياكم أخصُّ بنُصْحي وأُحَذِّرُكم خضراءَ الدمن، وأدخل الواو ليعطف الفعلَ المقدر على الفعل المقدر‏:‏ أي أخصكم وأحذركم ولهذا لا يجوز حذفها إلا في ضرورة الشعر، لا تقول ‏"‏إياك الأسَدَ‏"‏ إلا عند الضرورة، كما قال‏:‏
وإياكَ الَمَحايِنَ أن تَحِينَا*
127- إنَّكَ لَعَالِمٌ بِمَنَابِتِ القَصِيصِ
قالوا‏:‏ القَصِيص جمعُ قَصِيصة وهي شُجَيْرة تنبت عند الكَمْأة، فيستدل على الكمأة بها‏.‏
يضرب للرجل العالم بما يحتاج إليه‏.‏
128- إِنَّهُ لأَحْمَرُ كأنَّهُ الصَّرْبَةُ
قال أبو زياد‏:‏ ليس في العَضَاة أكْثَر صمْغاً من الطَّلْح، وصمغه أحمر يقال له‏:‏ الصَّرْبَة‏.‏
يضرب في وَصْف الأحمر، إذا بولغ في وصفه‏.‏
129- أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ ‏(‏ضبط في كل الأصول بضبط القلم على أن ‏"‏إن‏"‏ أوله شرطية، وأحسب أن ضبطها على أن تكون مصدرية خير، والتقدير‏:‏ ورودك الماء ومعك ماء أكيس، ويؤيده تقدير المؤلف في آخر كلامه‏)‏ أي مع ماء، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ‏}‏ يعني إن تَرِدَ الماء ومعك ماء إن احتجْتَ إليه كان معك خيٌر لك من أن تفرّط في حمله ولعلك تهجم على غير ‏[‏ص 33‏]‏ ماء، وهذا قريب من قولهم ‏"‏عَشِّ إبلَكَ ولا تَغْتَرّ‏"‏ يضربان في الأخذ بالحزم‏.‏
وقالوا في قوله ‏"‏أكيس‏"‏ أي أقرب إلى الكَيْسِ‏.‏ قلت‏:‏ هذا لا يصح، لأنك لو قلت ‏"‏زيد أحسن‏"‏ كان معناه أن حُسْنه يزيد على حسن غيره، لا أنه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كَيْسٍ لخفاء مَوَاردهم قالوا‏:‏ إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تُضِعْ ما معك ثقةً بورودك ليزيد كَيْسُك على كَيْس مَنْ لم يصنع صنيعَكَ، هذا وجه ويجوز أن يقال‏:‏ إنهم يَضَعون أفعل موضعَ الاسم كقولهم ‏"‏أشْأَمُ كلِّ امرىء بين فَكَّيه‏"‏ أي شُؤْم كل امرىء، وكقول زهير * فتنتج لكم غلمان أشأم* أي غلمانَ شُؤْم، فيكون معنى المثل على هذا التقدير‏:‏ ورودُكَ الماء مع ماء أكيسُ‏:‏ أي كِيَاسَة وحَزْم‏.‏
130- إِنَّمَا أخْشَى سَيْلَ تَلْعَتِي
التَّلْعة‏:‏ مَسِيلُ الماء من السنَد إلى بطن الوادي ‏(‏لأن من نزل التلعة فهو على خطر أن يجيء السيل فيجرفه‏)‏، ومعنى المثل إني أخاف شرَّ أقاربي وبني عمي‏.‏
يضرب في شكوى الأقرباء‏.‏
131- أخَذَهُ بِرُمَّتِهِ
أي بجُمْلته، الرُّمَّة‏:‏ قطعة من الحبل بالية والجمع رُمَم ورِمَام‏.‏
وأصل المثل أن رجلا دَفَع إلى رجل بعيرا بحَبْل في عنقه، فقيل لكل مَنْ دفع شيئا بجملته‏:‏ دفَعه إليه برُمّته، وأخذه منه برمته، والأصل ما ذكرنا‏.‏
132- إنَّهُ لَمُعْتَلِثُ الزِّنَادِ
العَلْث‏:‏ الخلط، وكذلك الغَلْث بالغين المعجمة، والمثل يروى بالوجهين
وأصله أنيعترض الرجل الشجر اعتراضا، فيتخذ زِناده مما وَجَد، واعتلث بمعنى عَلَث، والمعتلث المخلوط‏.‏
يضرب لمن لم يتخير أبوه في المنكح‏.‏
133- إنَّه لأَلْمَعِيُّ
ومثله لَوْذَعي‏.‏ يضرب للرجل المصيب بظنونه، قال أوس بن حجر‏:‏
الألْمَعِيّ الذِي يَظُنُّ بِكَ ال * ظَّنَّ كأنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا
وأصله من لَمَعَ إذا أضاء، كأنه لمع له ما أظلم على غيره‏.‏ وفي حديث مرفوع أنه عليه الصلاة والسلام قال‏:‏ لم تكن أمَّةٌ إلا كان فيها مُحَدَّث، فإن يَكُنْ في هذه الأمة ‏[‏ص 34‏]‏ مُحَدَّث فهو عمر، قيل‏:‏ وما المحدَّث‏؟‏ قال‏:‏ الذي يَرَى الرأيَ ويظن الظنّ فيكون كما رأى وكما ظن، وكان عمر رضي الله تعالى عنه كذلك‏.‏
134- أيُّ فَتىً قَتَلَهُ الدُّخَانُ
أصله أن امرأة كانت تبكي رجلا قَتَله الدخان، وتقول‏:‏ أيُّ فتى قتله الدخان‏؟‏ فأجابها مجيبٌ فقال‏:‏ لو كان ذا حيلة لتَحَوّل يضرب للقليل الحيلة‏.‏
135- إِنّ الغَنِيِّ طَويلُ الذّيْلِ مَيَّاسُ
أي‏:‏ لا يستطيع صاحبُ الغنى أن يكتمه، وهذا كقولهم ‏"‏أبَتِ الدَّرَاهِمُ إلا أن تُخْرِجَ أعْنَاقَها‏"‏ قاله عمر رضي الله عنه في بعض عُمَّاله‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس