رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
أَفْسَدْتَ بالمنِّ ما أصلَحْتَ من يُسُرِ (بوزن عنق هنا، ويسر بوزن قفل، وهي بمعنى الغنى، والمحفوظ "من نعم") * ليس الكريم إذا أَسْدى بمنَّانِ
106- إِنَّه لَمُنَجَّذٌ
أي مُحَنَّك، وأصله من الناجذ، وهو أقصى أسنان الإنسان، هذا قول بعضهم. والصحيح أنها الأسنان كلها لما جاء في الحديث "فَضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه" قال الشمَّاخ: نَوَاجِذُهُنَّ كالحدَإِ الوَقِيع*
ويروى "إنه لمنجد" بالدال غير معجمة من النَّجْد وهو المكان المرتفع، أو من النَّجْدَة، وهي الشجاعة: أي أنه مقوى بالتجارب.
107- أكْلاً وَذَمًّا
أي يؤكل أكلا ويذم ذماً.
يضرب لمن يذم شيئاً قد ينتفع به، وهو لا يستحق الذم.
108- النِّسَاءُ شَقَائِقُ الأَقْوَامِ
الشقائق: جمع شقيقة، وهي كل ما يشق باثنين، وأراد بالأقوام الرجالَ، على قول من يقول: القوم يقع على الرجال دون النساء، ومعنى المثل إن النساء مثلُ الرجال وشقت منهم، فلهن مثل ما عليهن من الحقوق.
109- إذا أدْبَرَ الدَّهْرُ عَنْ قَوْمٍ كَفَى عَدُوَّهُم
أي إذا ساعدهم كفاهم أمر عدوهم.
110- إِذَا قَطَعْنَا عَلَمَاً بَدَا عَلَمٌ
الجبلُ يقال له العَلَم: أي إذا فرغنا من أمر حَدَث أمر آخر.
111- إذا ضَرَبْتَ فأَوْجِعَ وَإِذَا زَجَرْتَ فَأسْمِعْ
يضرب في المبالغة وترك التَّواني والعَجْز.
112- إِذا سَأَلَ ألْحَفَ وَإنْ سُئِل سَوَّف
قاله عَوْن بن عبد اللّه بن عتبة في رجل ذكره. [ص 30]
113- إنْ كُنْتَ رِيحاً فَقَدْ لاَقَيْتَ إِعْصارا
قال أبو عبيدة: الإعصار ريحٌ تهبّ شديدة فيما بين السماء والأرض.
يضرب مثلا للمُدِلّ بنفسه إذا صُلِىَ بمن هو أدهى منه وأشدّ.
114- أمْرُ نَهارٍ قُضِيَ لَيْلاً
يضرب لما جاء القومَ على غِرَّة منهم ممن لم يكونوا تأهَّبُوا له.
115- أمْرٌ سُرِيَ عَلَيْهِ بِلَيْلٍ
أي قد تقدم فيه وليس فَجْأة، وهذا ضد الأول.
116- أمْرَ مُبْكِيَاتِكِ لا أمْرَ مُضحِكاتِكِ
قال المفضل: بلَغَنا أن فتاة من بنات العرب كانت لها خالات وعمات، فكانت إذا زارت خالاتها أَلْهَيْنَها وأضحكنها، وإذا زارت عماتها أَدَّبْنها وأّخَذْن عليها، فقالت لأبيها: إن خالاتي يلطفنني، وإن عماتي يبكينني، فقال أبوها وقد علم القصة: أَمْرَ مبكياتك، أي الزمي واقبلي أمر مبكياتك، ويروى "أَمْرُ" بالرفع، أي: أمر مبكياتك أَوْلى بالقَبول والاتباع من غيره.
117- إِنَّ الَّليْلَ طَوِيلٌ وَأنْتَ مُقْمِر
قال المفضل: كان السُّلَيْك بن السُّلَكَة السَّعْدي نائماً مشتملاً، فبينا هو كذلك إذ جَثَم رجُلٌ على صَدْره، ثم قال له: استأسِر، فقال له سليك: الليلُ طويل وأنت مقمر، أي في القمر، يعني أنك تجد غيري فَتَعَدّني، فأبى، فلما رأى سُلَيك ذلك الْتَوَى عليه وتسنَّمه.
يضرب عند الأمر بالصبر والتأنيّ في طلب الحاجة.
118- إِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَداً يا مُسْعِدَة
يضرب مثلا في تنقُّلِ الدوَل على مر الأيام وكَرِّها.
119- إِحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيسِي
قال الأموي: الهَيْسُ السيرُ أَيَّ ضَرْب كان، وأنشد:
إِحْدى لياليكِ فَهِيسِي هِيسِي * لا تَنْعَمِي الليلَةَ بالتَّعْرِيس
يضرب للرجل يأتى الأمر يحتاج فيه إلى الجدّ والاجتهاد، ومثله قولهم:
إِحْدَى لياليكِ منَ ابْنِ الْحُر * إذا مَشَى خلْفَكِ لم تَجْتَرّي
إِلاَّ بقَيْصُومٍ وشِيح مُرِّ*
يضرب هذا في المبادرة، لأن اللصَّ إذا طَرَد الإبلَ ضربها ضرباً يُعْجِلها أن تجتَرَّ. [ص 31]
120- أنَا ابْنُ جَلاَ
يضرب للمشهور المتعالمَ، وهو من قول سُحَيم بن وَثيل الرِّياحيّ:
أنا ابْنُ جَلاَ وطَلاَّع الثَّنَايَا * مَتَى أضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة.
قال بعضهم: ابن جلا النهار، وحكى عن عيسى بن عُمَر أنه كان لا يصرف رجلا يسمى بضَرَبَ، ويحتج بهذا البيت، ويقول: لم ينون جلا لأنه على وزن فَعَل، قالوا: وليس له في البيت حجة، لأن الشاعر أراد الحكاية، فحكى الاسمَ على ما كان عليه قبل التسمية، وتقديره: أنا ابنُ الذي يقال له جَلاَ الأمورَ وكشَفها.
121- إِنَّهُ لأَريَضٌ لِلْخَيْرِ
يقال: أَرُضَ أَرَاضَة فهو أريض، كما يقال: خَلُق خَلاَقة فهو خَلِيق.
يضرب للرجل الكامل الخير، أي: أنه أهلٌ لأن تأتى منه الخصال الكريمة.
122- أخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّها
وذلك إذا طال النبتُ والتفَّ وخرج زهره، و "مكان زخَارِيّ النباتِ" إذا كان نبتُه كذلك، من قولهم زَخَر النبتُ، قال ابن مُقْبل:
زخَاريّ النباتِ كأنَّ فيه * جياد العَبْقَرِيَّة والقطوع
يضرب لمن صَلُح حالُه بعد فساد.
123- إِنْ جَانِبٌ أعْيَاكَ فَلْحقْ بِجانِب
يضرب عند ضِيق الأمر والحثِّ على التصرّف، ومثله" *وفي الأرض للحرّ الكريم مَنَادِحُ* أي مُتَّسَع ومرتزق.
|