عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-09, 03:24 PM   #12
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إِلَى أُمِّه يَلْهَفُ الَّلهْفَانُ
يضرب في استعانة الرجل بأهله وإخوانه والَّلهْفَان‏:‏ المتحسر على الشيء، واللَّهِيف‏:‏ المضطر، فوضع اللهفان موضع اللهيف، ولَهِفَ معناه تلَّهفَ أي تحسر، وإنما وصَل بإلى على معنى يلجأ ويفر، وفي هذا المعنى قال القُطَامي‏:‏
وإذا يُصيبك والحوادثُ جَمَّةٌ * حَدَثٌ حَدَاك إلى أخيك الأوْثَقِ
62- أُمٌّ فَرَشَتْ فَأَنامَتْ
يضرب في بر الرجل بصاحبه، قال قُرَاد‏:‏
وكنت له عَمًّا لطيفا، ووالدا * رَءُوفاً، وأمّا مَهَّدَتْ فأنَامَتِ
63- إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ
قال أبو عبيد‏:‏ معناه مُيَاسَرتَكُ صديقَك ليست بضَيْم يركبك منه فتدخلك ‏[‏ص 23‏]‏ الحميَّة به، إنما هو حسن خلُق وتفضّل، فإذا عاسَرَك فياسره‏.‏
وكان المفضل يقول‏:‏ إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي، وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه‏:‏ اقْسِمْهَا بيننا، فقال‏:‏ إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا، فعندها قال‏:‏ إذا عزَّ أخوك فهُنْ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم، وينشد لابن أحمر‏:‏
دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ‏:‏ أبْقَى * إذا عَزَّ ابنُ عمك أنْ تَهُونَا
64- أخاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لا أَخالَهُ * كَسَاعِ إلَى الهَيْجا بِغَيْرِ سِلاَحِ
نصَب قوله ‏"‏أخلك‏"‏ بإضمار فعل‏:‏ أي الزم أخاك، أو أكرم أخاك، وقوله ‏"‏ إن من لا أخا له‏"‏ أراد لا أخَ له، فزاد ألِفاً لأن في قوله ‏"‏له‏"‏ معنى الإضافة، ويجوز أن يحمل على الأصل أي أنه في الأصل أخَوٌ فلما صار أخا كعَصاً ورحىً ترك ههنا على أصله‏.‏
65- أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ
أول من قاله النابغةُ حيث قال‏:‏
ولَسْتَ بِمُسْتَبْقِ أخاً لا تَلُمُّهُ * على شَعَثٍ، أيُّ الرجالِ المهذَّبُ‏؟‏
66- أَنا عُذَلَةٌ وَأَخِي خُذَلَة * وكلاَنا لَيْسَ بِابْنِ أمَةٍ
يضرب لمن يَخْذُلك وتَعْذِله‏.‏
67- إِنَّهُ لَحَثِيثُ التَّوالِي
ويقال‏:‏ لَسَريعُ التوالي‏.‏ يقال ذلك للفرس، وتواليه‏:‏ مآخيرُهُ رِجْلاه وذَنَبه، وتَوَالِي كل شيء‏:‏ أواخره‏.‏
يضرب للرجل الجادّ المسرع‏.‏
68- أّخُوكَ مَنْ صَدَقَكَ النَّصِيحَةَ
يعني النصيحة في أمر الدين والدنيا‏:‏ أي صدقك في النصحية، فحذف ‏"‏في‏"‏ وأوصل الفعل، وفي بعض الحديث ‏"‏الرجُلُ مِرْآة أخيه‏"‏ يعني إذا رأى منه ما يكره أخْبَره به ونهاه عنه، ولا يوطئه العَشْوَة‏.‏
69- إِنْ تَسْلَمِ الْجِلَّةُ فَالنَّيبُ هَدَر
الجِلَّة‏:‏ جميع جَليل، يعني العظامَ من الإبل‏.‏ والنِّيب‏:‏ جمع نَابٍ، وهي الناقة المسنَّة، يعني إذا سلم ما يُنتفع به هان مالا ينتفع به‏.‏
70- إِذَا تَرَضَّيْتَ أَخَاكَ فَلاَ أَخَا لَك
الترضِّي‏:‏ الإرضاء بجَهْد ومشقة‏.‏ يقول‏:‏ إذا ألجأك أخوك إلى أن تترضَّاه وتداريه فليس هو بأخ لك ‏[‏ص 24‏]‏
71- إِنَّ أَخَاكَ لَيُسَرُّ بأنْ يَعتَقلَ
قاله رجل لرجل قُتل له قَتيل فعُرِض عليه العَقْل فقال‏:‏ لا آخذه، فحدَّثَ بذلك رجلٌ فقال‏:‏ بل واللّه إن أخاك ليُسَرُّ بأن يعتقل، أي يأخذ العَقْل، يريد أنه في امتناعه من أخذ الدية غير صادق‏.‏
72- أصُوصٌ عَلَيْهَا صُوصٌ
الأصوص‏:‏ الناقة الحائلُ السمينة، والصُّوص‏:‏ اللئيم، قال الشاعر‏:‏
فألفيتكم صُوصاً لُصُوصاً إذا دجا ال * ظلامُ ‏(‏الظلامُ‏)‏ وهَيَّابِينَ عند البَوَارِقِ
يضرب للأصل الكريم يظهر منه فرع لئيم‏.‏ ويستوي في الصُّوص الواحدُ والجمع‏.‏
73- أخَذَتِ الإِبِلُ أسْلِحَتَها
ويروى ‏"‏ رِمَاحَهَا‏"‏ وذلك أن تسمن فلا يجد صاحبُها من قلبه أن يَنْحَرَها
74- إَنَّهُ يَحْمِي الحَقِيقَةَ، ويَنْسِلُ الوَدِيقَةَ، ويَسُوقُ الوَسِيقَةَ
أي يحمي ما تحقُّ عليه حمايتُه، وينسل‏:‏ أي يُسْرع العَدْوَ في شدة الحرِ، وإذا أخذ إبلا من قوم أغار عليهم لم يَطْرُدْها طَرْداً شديداً خوفاً من أن يُلْحق، بل يسُوقها سَوْقاً على تُؤَدة ثقةً بما عنده من القوة‏.‏
75- إِنَّ ضَجَّ فَزِدْهُ وِقْراً
ويروى ‏"‏ إن جَرْجَرَ فزده ثقلا‏"‏ أصلُ هذا في الإبل، ثم صار مثلا لأن تُكَلِّفَ الرجلَ الحاجةَ فلا يضبطها بل يَضْجَر منها فيطلب أن تخفف عنه فتزيده أخرى، كما يقال‏:‏ زيادة الإبرام، تُدْنيك من نيل المرام‏.‏ ومثلُه‏.‏
76- إنْ أعْيَا فَزِدْهُ نَوْطاً
النَّوْطُ‏:‏ العِلاَوة بين الجُوَالَقَيْنِ‏.‏ يضرب في سؤال البخيل وإن كرهه‏.‏
77- إنَّما يَجْزِي الفَتى لَيْسَ الجَملَُ
يريد ‏"‏لا الجمل‏"‏ يضرب في المكافأة، أي إنما يَجْزِيك مَنْ فيه إنسانية لا من فيه بهيمية، ويروى ‏"‏الفتى يجزيك لا الجمل‏"‏ يعنى الفتى الكَيِّس لا الأحمق‏.‏
78- إِنَّما القَرْمُ مِنَ الأفيِلِ
القَرْم‏:‏ الفحل‏.‏ والأفِيل‏:‏ الفَصِيلُ يضرب لمن يعظم بعد صغره‏.‏
79- إذَا زَحَفَ البَعيرُ أعْيَتْهُ أُذُناهُ
يقال‏:‏ زَحَفَ البعير، إذا أعيا فَجَرَّ فِرْسِنَهُ عَياء، قاله الخليل‏.‏
يضرب لمن يثقل عليه حمله فيضيق به ذَرْعاً‏.‏ ‏[‏ص 25‏]‏
80- إحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ
وروى أبو عمرو ‏"‏ إحدى نواده النكر‏"‏ النَّدْهُ‏:‏ الزجر، والنواده‏:‏ الزواجر‏.‏
يضرب مثلا للمرأة الجريئة السَّلِيطة، وللرجل الشَّغِب‏.‏
81- إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِل الثَّوْرُ الأبْيَضُ
يورى أن أمير المؤمنين عليا رضي اللّه تعالى عنه قال‏:‏ إنما مَثَلي ومثلُ عثمان كمثل أنوار ثلاثة كنَّ في أَجَمةٍ أبيضَ وأسودَ وأحمرَ، ومعهن فيها أسد، فكان لا يقدِرُ منهن على شيء لاجتماعهن عليه، فقال للثور الأسود والثور الأحمر‏:‏ لا يُدِلُّ علينا في أَجَمتنا إلا الثورُ الأبيضُ فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكُلُه صفَتْ لنا الأَجمة، فقالا‏:‏ دونَكَ فكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر‏:‏ لوني على لونك، فَدَعْني آكل الأسود لتصفو لنا الأجَمة، فقال‏:‏ دونَكَ فكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر‏:‏ إني آكِلُكَ لا مَحاَلة، فقال‏:‏ دني أنادي ثلاثا، فقال‏:‏ افْعَلْ، فنادى ألاَ إني أكِلْتُ يوم أكِلَ الثورُ الأبيض، ثم قال علي رضي اللّه تعالى عنه‏:‏ ألا إني هُنْتُ - ويورى وَهَنْتُ - يوم قتل عثمان، يرفع بها صوته‏.‏
يضربه الرجل يُرْزَأ بأخيه‏.‏
82- إنْ ذَهَبَ عَيْرٌ فَعَيْرٌ في الرِّبَاطِ
الرِّباط‏:‏ ما تشد به الدابة، يقال‏:‏ قَطع الظبْي رِباطَه، أي حِبالته‏.‏ يقال للصائد‏:‏ إن ذهب عَيْر فلم يَعْلَقْ في الحِبالة فاقتصر على ما علق‏.‏
يضرب في الرضا بالحاضر وترك الغائب‏.‏
83- إنَّما فُلاَنٌ عَنْزٌ عَزُوزٌ لَها دَرٌّ جمٌّ
العَزُوز‏:‏ الضيقة الإحليل‏.‏ يضرب للبخيل الموسِرِ‏.‏
84- إنَّما هُوَ كَبَارحِ الأَرْوَى، قَلِيلاً ما يُرى
وذلك أن الأرْوَى مساكنُها الجبالُ فلا يكاد الناس يرونها سانحةً ولا بارحةً إلا في الدهر مرة‏.‏ يضرب لمن يرى منه الإحسان في الأحايين‏.‏ وقوله ‏"‏هو‏"‏ كناية عما يبذل ويعطى، هذا الذي يضرب به المثل‏.‏
85- أوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ
الْفَرَعُ‏:‏ أول وَلَد تنتجه الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك، وكان الرجل يقول‏:‏ إذا تمت إبلي كذا نَحَرْتُ أول نتيج منها، وكانوا إذا أرادوا نحره زَيَّنُوه ‏[‏ص 26‏]‏ وألبسوه، ولذلك قال أوس يذكر أزمة في شدة البرد
وَشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْ * أقْوَامِ سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعَا
قال أبو عمرو‏:‏ يضرب عند أول ما يرى من خير في زَرْع أو ضَرْعٍ وفي جميع المنافع‏.‏ ويروى‏:‏ أول الصيد فَرَع ونِصَاب‏.‏ وذلك أنهم يُرْسِلون أول شيء يصيدونه يتيمنون به، ويروى‏:‏ أولُ صيدٍ فَرَعَه ‏(‏فرعه في هذا التفسير‏:‏ فعل ماض معناه أراق دمه‏)‏‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس