رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى
أهل النَّدْوَة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الرِّفادة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الحِجَابة أنت؟ قال: لا، قال: أفمن أهل السِّقَاية أنت؟ قال: لا، قال: واجتذبَ أبو بكر زِمام ناقته فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال دغفل: صادَفَ دَرأ السيل دَرْأً يصدعُهُ، أما واللّه لو نبتَّ لأخبرتك أنك من زَمَعَات قريش أو ما أنا بدغفل، قال، : فتبسَّم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال علي: قلت لأبي بكر: لقد وقَعْتَ من الأعرابي على باقِعَةٍ، قال: أجَلْ إن لكل طامة طامة، وإن البلاء مُوَكَّل بالمنطق.
36- إنَّما سُمِّيتَ هَانِئاً لِتَهْنَأ
يقال: هَنَأْتُ الرجل أهْنَؤُه وأهْنِئهُ هَنأْ إذا أعطيته، والاسم الهِنْء - بالكسر - وهو العطاء: أي سميت بهذا الاسم لتُفْضِلَ على الناس، قال الكسائي: لتهنأ أي لتَعُولَ، وقال الأموي: لتَهْنِئَ أي لِتُمْرِئَ
37- إنَّهُ لَنِقَابٌ
يعني به العالم بمُعْضِلات الأمور، قال أوس بن حجر:
جَوَادٌ كَرِيمٌ أخُو مَاقِطٍ * نِقَابٌ يحدث بالغائب
ويروى عن الشعبي أنه دخل على [ص 19] الحجاج بن يوسف فسأله عن فريضة من الجد فأخبره باختلاف الصحابة فيها، حتى ذكر ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، فقال الحجاج: إن كان ابنُ عباس لَنِقَاباً.
38- إنَّهُ لَعِضٌّ
أي دَاهٍ، قال القطامي:
أحَادِيث مِنْ أنْباء عَادٍ وَجُرْهُم * يُثَوِّرُهَا العِضَّانِ زَيْدٌ وَدغْفلُ
يعني زيد بن الكيس (في القاموس: زيد بن الحارث) النمري ودغفلا الذهلي، وكانا عالمي العرب بالأنساب الغامضة والأنباء الخفية.
39- إنَّهُ لوَاهًا مِنَ الرِّجَالِ
يروى واها بغير تنوين: أي أنه محمودُ الأخلاق كريم، يعنون أنه أهل لأن يقال له هذه الكلمة، وهي كلمة تعجب وتلذذ، قال أبو النجم:
واهاً لريَّا ثمَّ وَاهاً وَاهاَ*
ويروى "وَاهاً" بالتنوين، ويقال للئيم: إنه لغَيْرُ وَاها.
40- إنَّمَا خَدَشَ الْخُدُوشَ أَنُوشُ
الخَدْش: الأثر، وأنوش: هو ابن شيث ابن آدم صلى اللّه عليهما وسلم، أي أنه أول من كَتَبَ وأثر بالخط في المكتوب.
يضرب فيما قَدُمَ عهدُه.
41- إنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّم الْخِمْرَةَ
قال الكسائي: لم نسمع في العَوَان بمصدر ولا فعل. قال الفراء: يقال عَوَّنَتْ تَعْوِينا وهي عَوَان بينةُ التعوين. والْخِمْرَة: من الاختمار كالجِلْسة من الْجُلُوس اسم للهيئة والحال: أي أنها لا تحتاج إلى تعليم الاختمار. يضرب للرجل المجرب.
42- إنَّ النِّسَاءَ لَحْمٌ عَلَى وَضَمْ
الوَضَم: ما وُقِيَ به اللحمُ من الأرض بارِيَّةٌ (البارية: الحصير المنسوج من القصب ونحوه) أو غيرها، وهذا المثل يروى عن عمر رضي اللّه عنه حين قال: لا يخلُوَنَّ رجل بِمُغِيبَةٍ، إن النساء لحمٌ على وضم.
43- إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ
قالوا: أول مَنْ قال ذلك أُحَيْحَةُ بن الجُلاَح الأوْسِيُّ سيد يثرب، وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه - وكان صديقا له - لما وقع الشر بينه وبين بني عامر، وخرج إلى المدينة ليتجَهَّز لقتالهم حيث قتل خالدُ بن جعفر زهيرَ بن جَذِيمة، فقال قيس لأحَيْحَة: يا أبا عمرو، نُبِّئت أن عندك دِرْعا فبِعْنِيهَا أو هَبْها لي، فقال: يا أخا بني عَبْس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل [ص 20] عنه، ولَولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سَوَابق خيلي، ولكن اشْتَرِها بابن لَبُون فإن البيع مرتخص وغال، فأرسلها مثلا، فقال له قيس: وما تكره من استلآمك إلى بني عامر؟ قال: كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول:
إذا ما أرَدْتَ العزَّ في دار يثرب * فنادِ بصوتٍ يا أحَيْحَةُ تُمْنَعِ
رأينا أبا عَمْرٍ وأحَيْحَةَ جَارُهُ * يَبيتُ قريرَ العين غيرَ مُرَوّعِ
ومن يأتِهِ من خائِفٍ يَنْسَ خوفَه * ومن يأته من جائِعِ البطنِ يَشْبَعِ
فضائلُ كانت للجُلاَح قديمة * وأكْرِمْ بفَخْرٍ من خصالك أربع
فقال قيس: يا أبا عمرو ما بعد هذا عليك من لوم، ولهى عنه.
44- إلاَّ حَظِيَّةً فَلا أَلِيَّةً
|