ونتابع
البحرية الأميركية تضبط شحنة أسلحة إيرانية لـ "حماس"
ليفني وباراك يهددان بقصف الأنفاق بعد استئناف الفلسطينيين العمل فيها
غزة, تل أبيب, القاهرة, واشنطن - وكالات: هددت إسرائيل, امس, بشن هجمات جديدة على الأنفاق في جنوب قطاع غزة بحجة أن بعضها يستخدم لتهريب الأسلحة, بعد ان استأنف مئات الفلسطينيين عند الحدود بين مصر والقطاع العمل في عشرات الأنفاق وإصلاح القسم المتضرر منها, فيما كشف مسؤولون أميركيون ان البحرية الأميركية أوقفت شحنة أسلحة ايرانية مخصصة لحركة "حماس".
وفي تصريح الى الاذاعة العبرية العامة, حذرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من ان اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق مهاجمة أنفاق جديدة تصل قطاع غزة بمصر, وتستخدم لتهريب الاسلحة, وقالت "في ما يخص الانفاق, فلنكن واضحين لن تبقى الامور على ما كانت عليه سابقا: ان اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق التحرك عسكرياً ضد الانفاق", مضيفة "إذا اقتضى الامر ان نتحرك فإننا سنفعل ونمارس حقنا المشروع في الدفاع عن انفسنا ولن نضع مصيرنا بين ايدي المصريين ولا الاوروبيين ولا الاميركيين".
بدوره, حذر وزير الدفاع ايهود باراك أيضا من ان الجيش قد يشن هجمات اخرى على الانفاق, وقال "خلال العملية على غزة دمرنا 150 نفقا, واذا اضطررنا لذلك سنقوم بهجمات أخرى".
وعند الحدود مع مصر, عاد مئات المهربين الفلسطينيين الى العمل في الأنفاق, التي يرون فيها وسيلة للالتفاف على الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ سيطرة "حماس" على القطاع في يونيو 2007, لتمرير المواد الأولية خصوصاً.
وأكدت مصادر فلسطينية أن "عشرات الأنفاق التي لم تتعرض للدمار أو الشقوق جراء سلسلة الغارات الإسرائيلية على الشريط الحدودي خلال العدوان, عادت للعمل بعد يومين من وقف إطلاق النار", مضيفة "تمت عمليات نقل أنواع من الوقود من السولار والبنزين وبعض المواد الأساسية على الفور عبر هذه الأنفاق".
وأشارت المصادر إلى أن عمليات ترميم بدأت لبعض الأنفاق المتضررة, فيما اوضح العاملون في هذه الأنفاق أن عودتها للعمل تتسم بوتيرة أقل, خشية تجدد إطلاق النار من جهة, أو تحسباً لانهيار مفاجئ للأنفاق بفعل الشقوق والتصدعات التي أصابتها جراء القصف الإسرائيلي.
وبالفعل, أفاد مصدر أمني مصري ان اربعة فلسطينيين اصيبوا باختناقات أمس, اثر انهيار جزئي لنفقين تنتهي فتحتهما داخل منزلين يقيم فيهما فلسطينيون في الشطر المصري من مدينة رفح.
وقال أحد المهربين ويدعى أبوموسى "بعد شهر سنستأنف العمل", مشيرا الى أنه دعا عماله السابقين لاعادة بناء النفق الذي دمر بطول نحو "مئة متر" في حين انه "ما زال مفتوحا من الجانب المصري".
وردا على سؤال عما اذا كان يهدف من ذلك الى تهريب الاسلحة, قال عابسا "ماذا تريدني ان افعل بالاسلحة? سلطات غزة لديها ما يكفي من الاسلحة" في اشارة الى "حماس", فيما اوضح مهرب آخر يدعى محمد ويمتلك أحد الانفاق انه وثلاثة من شركائه تكلفوا 400 ألف دولار لحفر النفق, وقال "قريبا سيعمل, ولن أجلب مخدرات أو أسلحة, بل أعتزم استخدامه لجلب ما يحتاجه الناس أكثر كالغذاء والوقود, وهذا مربح جدا".
وينشط في كل مكان عشرات الاشخاص, استأجر بعضهم جرافات ب¯300 شيكل (76 دولارا) في اليوم للاسراع في العمل, فيما يستخدم البعض الآخر المعاول او حتى الايدي لازالة الركام.
من جهتها, نفذت أجهزة الأمن المصرية, امس, مداهمات في مدينة رفح المصرية, وعثرت على 3 أنفاق تحت خط الحدود مع القطاع, واعتقلت فلسطينيا في أحدها.
واوضحت مصادر أمنية مصرية, اشترطت عدم كشف هويتها, ان البحث يشمل المنازل والمباني والمزارع على طول الحدود, مشيرا الى انه تم العثور على نفق في حي البرازيل برفح المصرية عند العلامة الدولية الخامسة من الحدود شمال معبر رفح بنحو 200 متر, وان النفقين الآخرين ضبطا عند العلامة الدولية الثالثة وفي حي القشوط شمال المعبر بنحو 2500 متر.
وفي واشنطن, كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون", امس, أن قوات البحرية أوقفت سفينة, الاثنين الماضي, وتبين أنها تحمل أسلحة مخصصة لحركة "حماس", من دون ان يحددوا مكان إيقافها.
ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الأميركية عن المسؤولين توضيحهم ان فريقاً من السفينة الأميركية "سان أنطونيو" أوقف سفينة تحمل العلم القبرصي, واكتشف أنها تحمل قذائف مدفعية, إلا أنهم لم يوضحوا من يقف وراء هذه الشحنة من الأسلحة.
غير ان محطة "سي بي اس" الاميركية ذكرت ان السفينة سوفيتية الصنع من ثمانينات القرن الماضي, وهي مستأجرة من قبل ايران, مشيرة الى انه تم اعتراضها من دون اطلاق طلقة واحدة اذ لم يبد طاقمها اي مقاومة اثناء عملية التفتيش. انتهى