عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-09, 02:09 PM   #1

طارق المقدسي
خطوات واثقة

رقم العضوية : 11504
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 168
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ طارق المقدسي
ابراهيم عيسى -لماذا مصر؟


التاريخ : 8-1-2009
العنوان: مبادرة مصرية جديدة تحمل كل ما هو قديم


من قال: إن هذه التهدئة لم تكن حربا؟! تهدئة إيه التي كان فيها شعب محاصر ممنوع عنه الدواء والوقود والغذاء! تهدئة البقاء في السجن، تهدئة القتل البارد والبطيء

1

ما معني المبادرة المصرية بالضبط؟

دعك من توقيتها حيث ظهرت قبيل فجر اليوم الثاني عشر للعدوان الإسرائيلي علي غزة وبعد وصول عدد الشهداء إلي رقم مرعب ومريع ثم عقب ساعات من أبشع مجزرة إسرائيلية ضد الإنسانية في واحدة من جرائم الحرب التي إن نسيها العرب فسحقًا لهم ولضميرهم، ثم لنتغافل فورا عن جملة الرئيس مبارك في نهاية مؤتمره الصحفي مع ساركوزي حين قال إننا نسعي لوقف المجازر بين إسرائيل والفلطسينيين فأغلب الظن أن الرئيس لم يكن يعني أن هناك مجازر فلسطينية ضد إسرائيل، لكنه أراد إظهار حياد مصر بين الطرفين، وأنت تعرف كم أن مصر حريصة علي حيادها حرص الأم علي جنينها فتحامل الرئيس علي حماس الذي تجاهل ذكر اسمها تمامًا في مبادرته أو في كلمته وخاتمة مؤتمره.




لنترك كل هذا جانبًا ونحاول أن نفهم كيف أن الدعوة لوقف إطلاق النار مبادرة، فالحقيقة أنه كلام تردد منذ الدقيقة الأولي للعدوان من جميع الأطراف بما فيها مصر وما عدا إسرائيل وأمريكا، فما الجديد الذي تطرحه مبادرة حين تطالب بما طالب به الجميع.. وقف إطلاق النار، أغلب الظن أن النقطتين التاليتين في المبادرة تحملان الجديد الذي يبرر كل هذه الإشادات الدولية بالمبادرة، خصوصًا من إسرائيل رغم أن تل أبيب لم توقف قصفًا ولا قتلاً، لقد أسهمت المبادرة في خلق أجواء ضبابية خففت من الغضب الدولي العارم علي تل أبيب عقب مذبحة مدرسة اللاجئين حتي إن كلمة مندوب بريطانيا في اجتماع مجلس الأمن بدت ناقمة وفاضحة ومنددة بإسرائيل أكثر مما فعلت تصريحات عربية رسمية كثيرة. ماذا حملت النقطتان التاليتان، واحدة عن دعوة مصرية لرعاية حوار إسرائيلي - فلسطيني - (طبعًا سلطة أبومازن وليست حماس) - فما الجديد في مفاوضات جديدة لم تتوقف منذ أوسلو تنتهي من فشل إلي فشل أكبر ومن بلوي علي الأرض إلي بلوي أسود علي الأرض وتحت الأرض!! ثم تأتي النقطة الثانية وهي رعاية حوار فلسطيني - فلسطيني، وهو أمر ليس فيه أي جديد ولا حتي قديم، إذن المبادرة هي وقف إطلاق نار لو حدث، ثم تعليق كل شيء إلي مفاوضات وحوارات تشترط لها إسرائيل شروطًا جديدة فتنعقد مناقشات وحوارات لمناقشة شروط الحوار ثم مفاوضات ولجان للحوار في الشروط حول الشروط!

ومزيد من الكلام الفارغ الذي يملأ وقت مسئولينا، كما يملأ صفحات كتب التاريخ بمزيد من الهراء!!

2

من أغرب ما تسمعه هذه الأيام ما يتردد علي ألسنة رسمية وإعلامية تدعي أن الفلسطينيين يريدون أن تحارب مصر إسرائيل وأن العرب حَقَدَةٌ علي مصر!

ونحن من الذين يؤمنون بأنه كلما كبرت الأكذوبة وتكررتْ صدَّقها الناس ولكننا نخشي أن صانعي الأكاذيب فعلا قد صدَّقوها، وقبل أي حاجة دعونا نسأل: العرب يحقدون ليه علي مصر؟! هل يحقدون علي أن 44% من الشعب المصري تحت خط الفقر؟! هل يحقدون علي مصر بدليل أننا نتلقي هدايا عبَّارات وبواخر من السعودية بدل إللي اتحرقت وشحنات قمح من الإمارات، أو يتلقي نجل الرئيس عشرة ملايين جنيه تبرعًا من أمير عربي لجمعية ابن الرئيس؟! هل يحقدون علينا لأننا أكبر دولة في صناعة الدواء في الشرق الأوسط أم لأننا بعنا مصانع الدواء لليهود والخواجات؟! هل يحقدون علينا لأن جامعاتنا المصرية غير موجودة في قائمة أفضل خمسمائة جامعة في العالم؟! هل يحقدون علينا بدليل أنه عندما كسبنا بطولة أفريقيا منح حاكم عربي مليون دولار أو جنيه لكل لاعب من المنتخب؟! هل يحقدون علينا لدرجة أن نانسي عجرم وهيفاء وهبي وإليسا يغنين باللهجة المصرية؟! هل يحقدون علينا لدرجة أن معظم صحف العرب تختار لاعبًا مصريًا أحسن لاعب عربي كل عام؟! هل يحقدون علينا لأنه يموت منا ثلاثة وستون ألف مواطن سنويًا في حوادث الطرق؟! هل يحقدون علينا لأننا ثالث دولة في العالم من حيث الإنفاق علي المخدرات؟! هل يحقدون علينا لأن لدينا أعلي نسبة للإصابة بالسرطان وفيروس سي والفشل الكلوي في الشرق الأوسط؟!.. الحقيقة أنه لا حقد عربي علي مصر، بل احترام ومحبة وتقدير لهذا الوطن؛ صاحب التاريخ العظيم، وتعاطف مع هذا الحاضر البائس، الأمة العربية تهتف ضد الرئيس مبارك وحكومته؛ لأنهما يخذلان أحلام العرب عن مصر العَفِيَّة، عن مصر الأخ الكبير الذي بدا مريضًا بيغسل كلي ويعاني من جلسات الكيماوي فصار يجلس في الصالون بَرَكَة وسط الضيوف، وليس أخا يأمر وينهي ويمنع ويحسم، أما الكلام الكذوب الذي يتم تصديره للناس لإيهامهم بأن الفلسطينيين والمتطرفين العرب يريدون أن تحارب مصر، فالمؤكد أن خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - قال أكثر من مرة خلال أسبوع واحد: لا نطلب من مصر ولا من أي بلد عربي آخر أن يحارب بديلا عنا ولا نيابة عنا..

- كرر هذا الكلام باللفظ والمعني أسامة حمدان - ممثل حماس في بيروت -.

- قاله وأكده وعلا به صوته رمضان شلح - الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في الأرض المحتلة -: إننا لا نريد لمصر أن تحارب إسرائيل ولم نطلب ولن نطلب من مصر ولا أي دولة أن تحارب من أجلنا أو نيابة عنا.

- ثم من قبل ومن بعد.. قالها سماحة السيد حسن نصر الله منذ 2006 حين أعلن للحكام العرب: لا نريد منكم أن تحاربوا لنا أو معنا، بل حلوا عنا، ثم في الأسبوع الماضي قالها أكثر من مرة: لا نريد من مصر ولا من أي دولة عربية أن تحارب إسرائيل.

ما الذي يجعل المسئولين المصريين لا يتوقفون عن مضغ لبانة أن الفلسطينيين عايزِنَّا نحارب بدالهم حتي الآن؟!.. أهِيَ قلة الأكاذيب؟! أبدًا؛ فلديهم عشرات الأكاذيب، لكنهم يمسكون في هذه كأنها خشبة براءتهم من خذلان شعب ووطن ودين!

كما أنهم يرددون دوما حجة أن حركة حماس (كما حزب الله) اتخذت قرار الحرب بمفردها وورطت الوطن كله، ويعايرون حماس بأنها هي التي رفضت تجديد التهدئة والحقيقة أن قرار الحرب في أي بلد لا يتم عبر استفتاء شعبي، فلم تقم تل أبيب بإجراء استفتاء لشعبها مفاده نضرب غزة ونحاربها أم لا، فقرارات الحروب في أي بلد ديمقراطي تتم من خلال حكومة ديمقراطية ممثلة للشعب والناس ولا توجد أي حرب تم خوضها في التاريخ إلا وكان فريق من الشعب الذي يحارب ضد قرار الحرب، وهذا طبيعي ومنطقي جدا لكن قرار الحرب شيء والحرب شيء آخر، ولا تنسوا أن حماس منتخبة ديمقراطيا وتملك أغلبية المجلس التشريعي، ثم قرار عدم تجديد التهدئة كان قرارا ديمقراطيا تماما عناصره نواب منتخبون ثم فصائل مختلفة من تيارات غزة السياسية كلها (بما فيها كتائب شهداء الأقصي التابعة لفتح في غزة كما تردد)، ثم من قال: إن هذه التهدئة لم تكن حربا يا ضلالية؟! تهدئة إيه التي كان فيها بلد وشعب محاصر ممنوع عنه الدواء والوقود والغذاء! تهدئة البقاء في السجن، تهدئة القتل البارد والبطيء، لا حول ولا قوة إلا بالله!! كأنكم تقولون لشعب غزة يا مسئولي مصر ومعتدليها ومتهدئيها (أنصار التهدئة) كن: راضيًا بقتلك جوعا أفضل من قتلك بالصواريخ!

هذه رؤية الشعب المصري البطل ونحن هنا في منتديات شعبيه من يحمل فكر رسمي فليذهب الى حيث يقبض مخصصاته الماليه ولا حاجه لتشويه الفكر لدى الناس

المقال منقول


طارق المقدسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس