عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-08, 08:54 PM   #9
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: تاريخ العراق حضارة العالم الاول


ونظراً لأهمية ((عينانا)) تلك، فقد انتقلت عبادتها من السومريين إلى الأقوام الأخرى التي احتكت بهم أو تأثرت بثقافتهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالأكديين الذين سمّوها ((عشتار))، وشعوب جنوب الجزيرة العربية الذين أطلقوا عليها لقب (عثار أو عطار)، والكنعانيين والعبرانيين الذين سمّوها (عاشرا أو عشتروت)، وورد اسمها (أستر) في التوراة، والإغريق الذين لقبوها بـ (إفروديت)، والرومان الذين جعلوها (فينوس). ونظراً لأن الأكديين (البابليين والآشوريين) هم الذين سيطروا على بلاد سومر منذ عام 1750 ق.م. وورّثوا ثقافتهم لمن بعدهم، فإن الاسم الأكدي ((عشتار)) هوالذي شاع بين أهالي البلاد.


منحوته عالمية لعشتار تعتلي الخصوبة



أساطير الخصب السومرية

ويقترن اسم الإلهة ((عينانا)) بعدد من الأساطير السومريّة المدونة بالخط المسماري. فهناك أسطورة تحكي تفاصيل رحلتها إلى مدينة (أريدو) السومريّة، مركز الإله (أنكي) إله الحكمة والمعرفة. وكانت الغاية من تلك الرحلة أن تحصل ((عينانا)) على النواميس الإلاهية لفنون الحضارة من الإله (أنكي) وتنقلها إلى مدينتها (الورقاء) لتجعل منها مدينة متحضِّرة.


عشّاق إلهة الحبّ والجنس

ولما كانت ((عينانا)) مرهفة الحسّ جامحة الرغبة جذّابة الملامح ساحرة القول، فقد تعددت قصص غرامها وكثر عشّاقها. وكلُّ واحد منهم يطمع في الفوز بها، لتهطل الأمطار على أراضيه، وتكثر الغلال في حقوله، وتزداد محاصيله، ويرفل بالرفاء والغنى.



وتذكر ملحمة جلجامش أن الإلهة ((عينانا)) نظرت ذات يوم إلى الملك جلجامش، عاهل الورقاء، بعد أن عاد ظافراً من معركته الرهيبة مع العفريت (خمبابا)، المُوكل بحراسة غابات الأرز، فأسرها جماله، وفتنتها رجولته، فعرضت عليه أن يتزوَّجها. ولكن الملك الشجاع جلجامش رفض عرضها خوفاً من تَقلّب أحوالها وخشية خيانتها له، ولم يتردد في الإفصاح عن مشاعره الحقيقية، فتمادى في جرح مشاعرها بقوله:

(( ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد

أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة

أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال

أنتِ بئر تبتلع غطاءها

أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها

أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها…

أنت حذاء تقرص قدم منتعلها..))



عشتار.. رسم عالمي حديث





ثم يذكّرها بخياناتها السابقة فيقول:

(( فأيّ من عشّاقك أحببتِ إلى الأبد؟

وأي من رعاتك مَن طاب لك على الدوام؟
تعالي أسمّي لك عشّاقك…

وبعد ما أحببتِ طير الشقرتق المرقّط

ضربتِه وكسرت جناحه

وها هو قابع في البساتين يصيح يا جناحي

ثم أحببتِ الأسد الكامل القوة

ولكن حفرتِ له سبعَ وسبعَ حفر

وأحببتِ الحصان المجلّي في المعركة والسباق

ولكنك كتبت عليه الجري سبعة فراسخ مضاعفة

وحكمتِ عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعفة

وقضيتِ عليه أن لا يَرِد الماء إلا بعد أن يعكّره…

ومن ثم أحببتِ راعي القطيع

الذي كان يكدِّس لك أرغفة الخبز المحمَّصة على الدوام

ويذبح لك الجداء كل يوم

ولكنك ضربتِه ومسخته ذئباً

حتى صار رفاقه في الرعي يطاردونه

وصارت كلابه تعضّ فخذيه…

فإذا ما أحببتني فإنك ستجعليني مثلهم))!



رسم ياباني لعشتار


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس