عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-08, 10:13 PM   #7
 
الصورة الرمزية أثير الصمت

أثير الصمت
العضوية الذهبية

رقم العضوية : 11281
تاريخ التسجيل : Jul 2008
عدد المشاركات : 1,219
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أثير الصمت
رد: قصة حقيقة مؤلمة عن الصداقة


[align=center]مر كم يوم وخالد للحين ما دق لكني يوم الأربعاء شفت ميه مس كول من طلال ورجعت ادق عليه قلت اكيد ان خالد يبيه يتوسط بيننا لانه يعرف معزة طلال عندي لما فقد الامل فيني , وبعدين اناخلاص وصلت عندي ابي كل هالسالفه تنتهي ودقيت وانا فرحان...مرحبا طلال... هـ...هـ لا.. بندر..صوته ابدا ما عجبني واختفت الأبتسامه...طلال خير انشاءالله عسى ماشر,معليش ماكنت عند _الجوال قبل شوي بغيتني في شي؟!... الرجال بدى يتنهد وحسيت ان في شي مو زين صاير ...بندر انا لي ساعه احاول ادق عليك لكن ----....طلال ياخوك لا تلعب باعصابي قلي وش فيكم؟!...انا ذاك الوقت الهواجس لعبت فيني لعب قلت ابوهم توفى لانه كان رجال كبير فالسن ومريض من زمان والا اخوهم الصغير تركي اللي كان عنده ربو حاد جاه شي, كل شي مر في بالي وكنت طول الوقت افكر بس في خالد وشلون بيتقبل هالاشياء وانا اعرف غلا ابوه واخوانه عليه وعزمت اني انسى كل اللي صار و اوقف معه في محنته كل هذا قبل لا ينطق طلال بحرف ... خـالـد يا بندر-----!! لما سمعت الاسم حسيت ان قلبي وصل حلقي ولا عاد قدرت اتكلم او حتى اتنفس,وبصعوبه...خـ-خـ--الد وش---فيه حراااااام عليك تكلم؟؟!! كنت انتفض وركبي ما عاد تشيلني... خالد يطلبك الحل يابندر ادع له بالرح---وخنقته العبره,اما انا فكنت ساكت,ولاعاد اشوف شي قدامي قعد يتكلم كلام ما فهمت منه شي اللي قدرت استوعبه انه الظهر صار له حادث والظاهر انه كان متوجه لبيتي وتوفى فالمستشفى...قفلت الجوال, كنت واقف وبحركه بطيئه قعدت على الارض وبعدين انسدحت عالأرض وقعدت اناظر السقف لفتره طويله ويدي على راسي فقدت الاحساس بكل اللي حولي, لا دموع ولا كلام ولا صدر مني أي ردة فعل..

طلعت بسيارتي امشي فالشوارع بدون هدى ما وعيت الا انا فالمجمعه ديرة خالد اللي تبعد عن الرياض حوالي الساعتين وياما زرناها سوى, وقفت السياره قدام فلتهم اللي يجونها ايام الشتاء، لما جا الليل رجعت للرياض..
دخلت البيت ورحت لغرفتي وقعدت اتقلب في فراشي تصوروا كل هذا بدون أي احساس الظاهر اني ما كنت مستوعب المصيبه اللي انا فيها, لما جا الصبح رحت لبيتهم على طول وقبل اوصل دق علي طلال... الو...هلا بندر, اذا ودك تسلم عليه وتودعه قبل الدفن تعال للمغسله اليوم قبل صلاة العصر..

ما رجعت للبيت رحت للمغسله وسألتهم قالوا ما بعد وصل من المستشفى, تبون الصراحه كان للحين عندي امل ان السالفه كذب او فيها غلط زي حال الكل وقت المصايب ماودهم يصدقون, واني بشوف خالد بعد شوي، قعدت عند الباب الى الساعه 2,30والا اشوف سيارة اسعاف جايه ووراها سيارات اخوان خالد كلهم، وقف الأسعاف وفتحوا الباب الخلفي، شفت طلال وباقي اخوانه عند السياره لما شفتهم يطلعون طرف شي ابيض شهقت ورحت اركض فالشارع, كنت احاول ابتعد عن المكان بقد ما اقدر, مشيت لين وصلت اخر الشارع وجلست على رصيف واحد من البيوت, لما هدت نفسي شوي رجعت للمغسله كان لازم اواجه الواقع لو كان قاسي..
**************************
(8)
دخلت وانا شماغي على كتفي وماسك عقالي في يدي وحالي دمار, لقيت مو بس اخوانه حتى اعمامه واخواله وزوج اخته بعد، الكل كان متواجد, لما شافوني تغيرت وجيههم وحضنوني بحراره, كلهم اعرفهم ويعرفوني زين عرفت اني ذكرتهم فيه لما شافوني حتى واحد من اخوانه ما رضى يتركني كنه بتعلقه فيني يحس انه مع اخوه خالد والغريبه انهم كانوا يعزوني بدال ما انا اعزيهم , المهم جاني طلال وعلامات التاثر باينه في وجهه..تبي ادخل معك؟؟؟احنا تونا طالعين... قاطعته...لا لا بدخل لحالي... كانت هاذي اول جمله انطقتها من اول ما دخلت للمغسله حتى لما عزوني ما رديت عليهم..
تعوذت من ابليس وبديت اذكر الله و دخلت في الغرفه اللي دلوني عليها كانت فيها روايح غريبه الريحه اللي قدرت اعرفها هي ريحه المسك والصابون, الظاهر ان الرجال اللي كان فالغرفه هو المغسل, وقفت في مكاني عند الباب ماكنت عارف وش اسوي؟!! قرب جنبي و كان شخص يميل للقصر ,ابيض, لحيته طويله وصاحب ملامح سمحه, حط يده على كتفي وحس بالرعشه اللي تهزني كنت اطالعه بنظرات استغاثه... وبصوت وقور قال...عظم الله اجرك ياولدي واحسن الله عزاك ,الله يلهمكم الصبر والسلوان, قبّل جبهته وادع له بالثبات عند السؤال, وباللي يجي في بالك... كنت اطالعه وانا اشهق بدون دموع وطلع من الغرفه..
شوي شوي قربت من عنده وشفت منظر في حياتي ما مر علي مثله, حسيت الدم وقف في عروقي لما شفته انهارت كل حصون المقاومه والصبر اللي بنيتها , ما ادري وشلون اشرح الوضع كانوا حاطينه على شي زي الطاوله ومرتفعه عن الارض بمسافه قليله ,مغطين جسمه بشراشف بيضاء الا وجهه وجزء من صدره, كانت عينه وجزء من جبهته متحوله للون الازرق من فعل الصدمه اما خده ورقبته كانت فيها جروح بسيطه ,لكن واضح ان تركيز وقوه الصدمه كلها جت على صدره, كان زي اللي نايم بس بدون أي اثر للحياه والظاهر اني ما صدقت الخبر لين شفته بعيوني, فقدت اعصابي في ذيك اللحظات وصرخت صرخه مريعه، حضنته بين يديني وقعدت اصيح بحرقه زي الاطفال, دخلوا علي بعض اخوانه يوم سمعوا صوتي وحاولوا ياخذونه مني لكني كنت متمسك فيه بقوه.. يابندر قل لا اله الا الله لا تسوي في نفسك كذا ترى ما يجوز...وانا اصرخ من كل قلبي احس اني فقدت عقلي للحظات... اتركوني خالد يا اخوك رد علي , كلمني ياخالد ,طلال خالد ليش بارد؟؟ليش تاركينه كذا؟؟ ليش ماغطيتوه؟؟ حرام عليكم... نزل راسه وانسابت الدموع من عيونه...انا الله وانا اليه راجعون...تعال معي يا بندر تعوذ من الشيطان وخلنا نطلع...وانا احاول اكلمه..ياخوك وين رحت وتركتني؟!!انا من لي غيرك ياخالد؟؟.. ودموعي سيول واخوانه يحاولون يفكون يدي عنه..
وبعد جهد قدروا ياخذونه من بين يديني بعد ما بين اثر ضغطي على جسمه، وانا منهار وفي حال مايعلم فيها الا الله سبحانه, كل لحظه انادي بأسمه..جابوا لي كرسي وقعدوني عليه وانا كني معهم ومو معهم... واحد من اخواله شيخ كبير من الناس اللي فيه خير وصلاح والله هاديهم قعد يمسح على راسي وصدري ويقرى علي قرآن لين هدت نفسيتي شوي ناظرت فيه...خالد صدق راح يا خال؟!...شد على يدي وهز راسه ورجعت دموعي ويدييني على راسيوانا اهز على الكرسي..مايصير يا خال والله ما يصير...قعد يستغفر وانا على حالي، كنت مفجوع الله لا يفجعكم في حبيب...
رحنا نصلي عليه كان المسجد مليان واللي برى اكثر من اللي داخل, كان الله يرحمه رغم صغر سنه انسان محبوب من الجميع صغار وكبار, وفي المقبره مع الزحمه وكل هالعالم اللي حولي الا اني حسيت بوحده رهيبه,كنت بعيد عن الجماعه ما ابي احد يعرفني او حتى يشوفني رغم اني عارف ان الكل يسأل عني تلثمت بشماغي ولبست نظارتي الشمسيه ووقفت بعيد عنهم.
جاني تركي واللي كان له غلا كبير عند خالد بحكم انه الصغير وكان دايم يقول انه رغم صغر سنه الا انه كان حكيم ويفهم اكبر من عمره بكثير,كان عمره تقريبا ذاك الوقت12سنه سلم علي وحضنته وانا احاول اتماسك قدامه ولكم ان تتصورون مقدار صعوبه الأمر خاصه انه يشبه خالد كثير قال لي:بندر خالد كان يعزك اكثر من أي واحد في هالمكان وكلهم مجتمعين حوله الا انت!!لا تتخلى عنه في هاللحظات عشان ما تندم باقي حياتك, تشجع وادع ربي انه يصبرك بس لا تحاول انك تهرب من احزانك بهربك من هالموقف... كانت كلمات عظيمه اثرت فيني وشفت في هالطفل اللي فقد اخوه في حادث مفجع الصبر بمعناه الحقيقي,لميته لصدري مره ثانيه وكنا نواسي بعض بخسارتنا الكبيره, مسكت يده وتوجهنا لهم...استعدوا للدفن وسمعت اخوانه ينادوني...قلت لهم اني انا اللي بنزل فالقبر واحطه ونزل معي واحد من اخوانه يساعدني...سلمونا اياه من فوق وحطيته وانا ادعي له واذكر الله طول الوقت,كان ودي لو اجلس معه اوحتى اشوفه واسمع صوته لاخر مره لكن عرفت ان شمسي غابت خالد ((الرمت)) غاب من حياتي وهالحياه للابد.
****************
(9)
بعد وفاته رجعت ذاك الطفل الكتوم المنطوي على نفسه...انا تركت قلبي معه لما تهاوشنا,ولما راح..راح قلبي معه, ابتعدت عن الناس والعالم فتره طويله كنت فاقده بشكل خيالي واللي يحز في خاطري اكثر لما اتذكر انه توفى واحنا بعيدين عن بعض يعني16سنه عمرنا ماتفارقنا وقبل اقل من شهر على وفاته نتهاوش!!! اللهم لا اعتراض راضي بقسمتك وحكمك يارب,لكن املي فيه انه كان فاهمني وعارف اني ما اقدر استحمل زعله وقلبي ما يشيل عليه واني زي ما قال مهما حاولت آكابر وانساه مصيري ارجع له..
بعد عدة اسابيع على وفاته عطاني طلال دفتر وقال:هذا كان من اغراض خالد الله يرحمه واظن ان من حقك تتطلع عليه وتحتفظ فيه بعد اذا ودك, لما شفت الدفتر تذكرته على طول كنا يوم انا واياه في المكتبه بنشتري كتب للجامعه وشاف الدفتر وعجبه وقلت له هذا مايصلح للمحاضرات ياعمي قال عارف بس تدري وش باستخدمه فيه؟! بكتب فيه مذكرات لكن مو أي شي الاحداث المهمه في حياتي بس, اذكر اني ضحكت عليه من قلب وقلت له انت من جدك؟!!والله ما تصلح لك هالحركات ونسيت الموضوع بعد كذا,فتحت الدفتر وكان مكتوب بالصفحه الاولى:
بالرغم من اني اعتقدت ان اليوم الذي ستملئ به هذه الصفحات لن يأتي ابدا, الا انه اتضح لي عكس ذلك.
وعدت يوماً اني لن اكتب به غير احداث مهمة من حياتي ...احداث تستحق الكتابه وقد جاء هذا اليوم بالفعل...فاليوم أخطأت في حق صديق عمري ورفيق طفولتي.
بعد هاذي الكلمات القليله بعددها والكبيره بمعناها في قلبي لقيت بعض ابيات الشعر:
بندر حرك ضميرك واعترف اني وفيت
سيرة النكران هاذي فضها واذكر غلاي
اعترف بسك تكابر منت واصل ما بغيت
ريح عنادك وخلنا انتفاهم باللي جـــاي
لا تحاول تمتحني ما خذيت؟!الا خذيــت
قلبي الغالي بلاش وما تركت الا شقاي
صح في لعبة غيابك زاد شوقي وابتليـت
بس لاتظلم تراني ما صبرت الابرضاي
ما دريت ان المحبه قاسيه لكن دريت
خطوه المليون جرح وافقت دربي وخطاي
كم تذكرت الليالي وانت يا خلي نسيت
ومن تناسى صدق ذاته ويش اقول الله معاي
يابني آدم تلاحق خاطري لامن طريت
خلك الطيب وحاول تكسب الوقت بوفاي
لا تخليها معاند أن قويت او ما قويت
القوي الله((ياعمي)) وانت تدري عن مداي*2
وبعد كذا انهى كتاباته بهالبيت:
خسرت ولا ربحت الا قليل من الصبر وجراح
ربحت بندر وان خسرت العمر عسى تحييني اوراقي*2
وهذا كان اللي مكتوب بكل هالدفتر بس,الدفتر عنده قبل اكثر من اربع سنين وهذا اللي مكتوب فيه, ولاشي اعتبره مهم في حياته الا هوشتنا, ما ادري اذا كان حاس بموته من قبل والا البيت جا كذا المهم لميت الدفتر لصدري وقعدت ادعي له.
كنت اقعد مع طلال بعض الايام ومره قال لي ان في آخر سفره لخالد مع اهله واللي ماراح معهم طلال فيها قال له: ماوصيك على بندر ياخوي لا تخليه يحس اني مو موجود خلك حوله دوم..كمل كلامه وانا ماسك دموعي اللي اتعبتني...ادري انه مافي شيء يخليك متحس انه مو موجود مثل ماقال وما في شيء يعوضك او حتى يعوضنا بس ترانا كلنا حولك حتى ابوي يسأل عنك دايم...رديت وانا اغالب الدموع وافكر في حال اهله من بعده...ماتقصرون... حاولت اشكي له شوي يمكن اخفف من هالألم الفظيع اللي احس به.. والله انه ماعاد لي قلب ياخالد--.. يوم حسيت اني غلطت بالأسم خلاص انهرت وفضحتني دموعي..

يتبع [/align]


توقيع : أثير الصمت
بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة وأضاؤوا كالقناديل وجاؤوا كالبشارة.
قاوموا وانفجروا واستشهدوا
آه يا جيل الخيانات ويا جيل العمولات ويا جيل النفايات ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ.
أطفالَ الحجارة.
***
يا تلاميذ غزة علّمونا
بعض ما عندكم فنحن نسينا..
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا..
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا..
كيف تغدو دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير يغدو كمينا..

أثير الصمت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس