عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-08, 03:54 PM   #7
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: تعاسة الطائفي العميل علي الدباغ !


القيادة

ليس من شك ان فراغ القيادة الكاريزمية السياسية قد أطال من عمر الطاغية صدام في الحكم وهذا الفراغ قد يؤثر في العملية السياسية القادمة وسعي الشيعة للحصول على حقهم الطبيعي في التمثيل السياسي. وللتعويض عن هذا الفراغ يحتاج الشيعة الى نوعيات قيادية مختلفة في أطوار ومواقع مختلفة تتكامل فيما بينها لتثمر قوة على الأرض تكون عصية على أي رياح سوداء تريد بنا شراً وهذه الأنماط القيادية لن تكون بطبيعة الحال عدائية مع الآخر، بل أن بعضا منها تدافع عن الآخر وهي بمجموعها تكون إنسانية وليست طائفية منغلقة، ودورها يكون في بناء الهوية الوطنية الشيعية والتي ستكون وليدة وقليلة التجربة السياسية وتحتاج لحاضنة تصد عنها مؤامرات الأعداء وكيدهم.
تصورنا لدرجات القيادة يكون كالتالي:

1. القيادة الروحية :

لابد من التنويه مجدداً أن المفهوم والمتوافق عليه إن العراق سيكون بلدا ديمقراطيا تعدديا يحترم الدين ولايعاديه ويمتلك المتدين فيه نفس حقوق غير المتدين في ظل إحترام الرأي وإحترام مشاعر المؤمنين على إعتبار أن الغالبية في البلد هم من المسلمين الذين يعتزون بدينهم، وبذلك فلن يكون هناك مجالا لرجال الدين في التصدي للشأن السياسي الا بقدر إصطدامه بالدين أو مايخدش شعور المؤمنين، وعلى ذلك فستكون القيادة الروحية الشيعية منحصرة بالمرجع الأعلى الذي له الصفة الأبوية التوجيهية الذي يرى لعلماء الدين أن ينأوا بأنفسهم عن تسلم المناصب الحكومية،(هذا الرأي هو للمرجع الأعلى السيد السيستاني جاء في ردود لأسئلة من صحيفة دير شبيغل الألمانية في 16شباط 2004).

هذه القيادة الروحية المتوازنة والحكيمة مهمة جدا لإلتفاف الشيعة حولها وبلورة أولويات موحدة وتكون مرجعا لتسوية إختلافات الرؤية التي اعتاد الشيعة عليها بسبب الحرية الفكرية التي يحويها الفقه الشيعي وأصول المنطق وعلم الكلام الذي ينتج تنظيرا وأفكاراً لايحدها شئ وتصل أحيانا للثرثرة العقيمة، لذلك لابد من ضبط البوصلة السياسية من وقت لآخر ويكون ذلك بوجود شخصية تكون خارج إطار القوى السياسية وأبوية وفوق الهوى والإنحياز وقد أثبت المرجع الأعلى السيد علي السيستاني براعة مشهودة ووسطية لم يتجرأ حتى أعداء الشيعة ومخالفيهم في النيل منها وبذلك فان وجوده ليس فقط ضرورياً، بل تواجده لضبط المسار العام أشد ضرورة الآن من الإنزلاق نتيجة الإختلافات العميقة التي يتوقع أن تنشأ عند إشتداد المنافسة وحداثة التجربة السياسية، وقد أثبتت الأحداث إن سماحة السيد السيستاني هو مصدر القوة الوحيدة للشيعة التي يحسب لها حساب دون باقي جميع التيارات الموجودة في الساحة مع كامل التقدير والإحترام لدورها وتأريخها النضالي ضد طاغية العصر، وقد ساهم سماحة السيد بدور فاعل وقوي جدا في حفظ المجتمع من الإنزلاق لمهاوي الثأر والإنتقام الشخصي الذي يفتح طريقا لاتعرف نهايته أو التحكم بمساراته، ووقف مدافعاً وحدة العراق بقوة مشهودة قاطعاً الطريق على أي إتهام بإنفصال الشيعة عن الكيان العراقي والذي كان متوقعاً ومفهوماً أن تنطلق معه صيحات كنوع من ردات الفعل على الظلم التأريخي الذي وقع على الشيعة في العراق مثلما حصل في بلدان عديدة مرت بها أحداث عنف عرقية.

كذلك وقف وبصورة صلبة ضد الإحتلال وقطع الطريق على برنامج المحتل في عدة مواقع ولكن بصورة عقلانية وهادئة تهدف للحفاظ على دماء الشعب المقهور الذي قدم الملايين من أبنائه بالمجان، مقاومة مدنية واعية كسبت إحترام وتقدير الجميع.
مطلوب الآن من أي وقت مضى دوراً للمرجع الأعلى أن يلملم التناثر والتشظي الحاصل على الساحة السياسية في خطوة أولية تستكمل من قبل القوى الفاعلة فيما بينها، ليس لتتوحد ، فهذا حلم صعب المنالن بل لتوحد أولوياتها.

2. القيادة السياسية:

المجموعات التي ستحترف العمل السياسي والتي ستنتظم في الأحزاب والمنظمات والتيارات المختلفة والمسؤولة عن قيادة العمل السياسي وبناء الهوية الوطنية والتي تعتمد على شرعيتها ووجودها من جماهير الشيعة التي تمنحهم الأصوات في صناديق الإقتراع وبالتالي تكون مسؤوليتهم في الوفاء لمطالبهم وفي نفس الوقت تكون مسؤولية هذه الجماهير ان تختار الأفضل الذي يمثلها ويدافع عنها وأن لاتنخدع بتجار الكلام ومحترفي الخداع الموجودون دائما وجوقة الإنتهازيون الذين لايخلوا منهم كل زمان.
لابد لهذه المجموعات أن تدرك إن وجودها ونجاحها مرتبط عضوياً بجماهيرها وبقاعدتها الشعبية، لا بقوة إرتباطها بالخارج، فذاك عامل مساعد إضافي ولكنه لايعمل بمفرده، وبالتالي فإن أهدافها تكون لخدمة هذه القاعدة التي ستمنحها الصوت والدعم السياسي الذي تحتاجه وأخيراً تكتسب شرعيتها من قبولها من قبل جماهير الشيعة.

3. المجموعات الوسيطة:

لابد من إيجاد مجموعات عمل تتمع بأهلية وكفاءة عالية من رحم الجماهير الشيعية ومن مثقفيها ورجال الأعمال فيها والتي لاتود الأنخراط في الشأن السياسي بل تكون مراقبة له، ترفع صوتها عند حدوث الخلل وتؤشر على مواضع الخلل بطريقة هادئة ومتعقلة، بعيداً عن التشنجات والتخوين وفتح قاموس وسيل التهم الجاهزة، تؤسس مؤسسات ومنظمات المجتمع الدني وتشارك في العمل الإجتماعي التطوعي وتداوي جروح السنين الغائرة في الجسد الشيعي وترفع من مستويات التعليم المتدنية بين أوساط الشيعة، ومنظمات نسائية تخرج نسائنا من مجتمع الإنغلاق الى العالم الجديد وفي نفس الوقت تحميهن من الرياح الصفراء التي تريد أن تسلب المرأة وتقتلعها من مجتمعها تحت عناوين تحرير المرأة، والقائمة تطول في الشرح، هذه المجموعات ستتمكن من إفراز قيادات إجتماعية تكون مهابة الجانب من القيادات السياسية لأنها تمتلك رصيدا إجتماعيا يمكن أن تلعب دورا في منع الفساد السياسي الذي يتوقع أن ينشأ في العملية السياسية.
هناك حملاً ثقيلاً سيكون على هذه المجموعات حمله، ومسؤولية ليست بسيطة أو قليلة، ولاشك إن الموروث الديني يدفع ويشجع على تحمل هذه المسؤولية ويدعو اليها.

الجماهير

و هم ملح هذه الأرض وقاعدتها وأساسها، و هم القوة والهوية، وبالتالي فان الحمل يكون أثقله عليهم، هذه الجماهير التي أعطت الكثير من رقابها ثمنا لولائها لخط التشيع والولاء لأهل البيت (ع) وألتزمت ودافعت عن هذا الخط بوجه موجات القتل والإبادة، تحتاج أن تستكمل الوقفة الشجاعة ولاتتهاون، فقد دفعت أكبر الأثمان وأفدحها في ظل نظام المجرم صدام، قد يكون من غير الواقعي مطالبتها بتقديم المزيد، لكن الواقعي أن يطلب منها أن تصبروتصابر ولا تنخدع بالفتات، فهذه الجماهير هي العراق وهم أهل هذه الأرض.

هذه الجماهير التي تعرضت لتدمير قاس طال كل قيمها وثوابت الأخلاق فيها وحولًها الطاغية في أحسن الحالات الى أفراد لايرتبطون بصلة الى ماض قريب كانوا فيه من أكثر شعوب المنطقة نخوة وشيم رجولة يتفاخرون بها وحوًل بعضها الى مجموعات قتل ونهب ومدمني جهل، هذه الجماهير يجب أن يتوجه أكثر البناء وأكثر إعادة لإعمار إليها لإصلاح ما تخرب منها، وليس بناء الشارع والبنى التحتية فقط، هذه الجماهير تحتاج لبرامج تأهيل من قبل الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمرجعية الدينية للاستماع إليها والإلتفات إليها.

ومسؤولية هذه الجماهير أن تنتظم في مصير جمعي يشعر فيه كل فرد انه جزء من مجموع، هذا المجموع كله في قارب وسط موج متلاطم ولايظنن أحداً أنه ينجو بنفسه، فالكل ينجو او الكل مغرقون، هذا الشعور الجمعي يعيد اللحمة والقوة للجمع الذي يأبى كسره إن اجتمع وإذا تفرق تكسر آحادا.

التطبيق على الواقع

إن بناء الهوية الوطنية الشيعية التي تعتز بدينها وبتراثها الزاخر وتتطلع لأن تشارك في بناء عراق بعيدا عن الخوف والقمع وتسد كل منافذ الشر التي يمكن أن يتسلل منها اللصوص وسراق الشرعية ويصادروا حقنا في الحياة الكريمة، أو أن تتكرر تجربة صدام حسين ولو بصورة مصغرة، تحتاج الى عملية وصيرورة تأريخية وصبر وعمل دؤوب وتكاتف من الجميع لنظهر للآخر الذي أظطهدنا منذ 14 قرنا أننا دعاة محبة ولا ننتقم، بل نريد أن نتشارك مع الجميع في رغيف الخبز برضى نفس و بطيب خاطر، وبذلك نحتاج الى التثقيف الذاتي للجميع وبالمستويات المختلفة تبدأ من الطفل عبر تأسيس رياض الأطفال والمدارس الخاصة من قبل الميسورين ماديا والمجموعات الوسيطة، نركز فيها على الثقافة الملتزمة التي تخرج لنا طبيبا أو مهندسا أو معلما قد أخذ العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة وأخذ بنفس الوقت الإلتزام بنهج أهل البيت (ع) ويعتز بهويته وقيمه وتراثه ولايتمرد عليها.
نريد إعلاما موجهاً يبني عبر الصحيفة والمجلة والإعلام المرئي والمسموع والإنترنيت، يركز ويهدف الى تنمية الإنسان الشيعي على كافة الاصعدة، ويقوي فيه إنتمائه لطائفته في نطاق الإنتماء للوطن والأمة ويعرفه حقوقه الكاملة وأن لايتنازل عنها تحت أي ظرف ولايستحي أويجد حرجاً من تعريف نفسه وتعريف حقوقه، ويعزز موقعه الاقتصادي والسياسي في المجتمع.

نريد منبرا حسينيا يأخذ دوره الكامل في البناء الذاتي ولا ينحصر فقط في النوح والبكاء حيث كان البكاء إنكفاءاً طبيعيا في سنون الجمر والخوف، نريد لهذا المنبر على سعة إنتشاره وتأثيره بين الجماهير أن يكون منبراً لهذا التثقيف والبناء.
نريد خطب الجمعة التي تستشعر الخطر وتنبه له وتشد الناس للهدف الأساسي وهو بناء الهوية بكل ما تحمله من معاني الوجود والحقوق، وأن لاتكون منابر تخويف ورعب من غضب الله وسخطه، فرحمة الله تسبق غضبه.

إن تنمية الشعور بالعمل الجمعي وتقليل ظاهرة الإعتراض والجدل من قبل الجماهير والقبول بما يقبله الجمع وممارسة الديمقراطية التي جوهرها إحترام الرأي الآخر هي علامات لتعافي الروح المثقلة بتركة السنين وسنوات الظلام، وأن لا نخذل علي بن أبيطالب ثانية ولا نملأ قلبه قيحا.
التحدي المطروح أمامنا هو أن نكون أو لا نكون، وكل التنظيرات الفكرية والسياسية التي عشنا نتغنى بها ونملأ بها كتبنا هي الآن في الميزان لنثبت من خلالها هل نحن فعلاً نستطيع أن نبني فيها بيوتنا الخربة؟
وهل نستطيع أن نداوي جروح السنين ووجع التأريخ؟
وهل نستطيع أن نبلور ونبني هويتنا مثل أقل مجموعة على وجه هذه الأرض أم لا؟
وهل نستطيع أن نكون أتباع أهل البيت (ع) أم لا؟.

يجب على الجميع أن يدرك أن عافية الجسم الشيعي في العالم هو في تعافي شيعة العراق ومرضه من سقم شيعة العراق وإن النجف هي القلب ولم تستطع بدائل النجف أن تحتضن فكر ومنهج أهل بيت النبي وتصدره الى العالم نوراً يهتدي به الحيارى بعيدا عن تلويث السياسة والبعد القومي ومصلحة تشخيص الأنظمة الذي شوه هذا الفكر.


*بعض النصوص منقوله من بحث شباب اّل محمد ( نحو نظرية عمل شيعية


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس