عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-08, 03:53 PM   #6
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: تعاسة الطائفي العميل علي الدباغ !


داخليا

ويكون ذلك بتنمية العلاقات بين القوى والفعاليات الشيعية على الاصعدة التالية:

السياسية: بإنشاء ودعم وتشجيع تحالفات للكيانات الصغيرة والحديثة العهد بالعمل الجماهيري أو فكرة إنشاء برلمان شيعي أو مجلس سياسي شيعي. لابد للتحالفات أن تنطلق من نقطة محورية وهو العهد على رفع الظلم والإظطهاد عن الشيعة كبرنامج عمل وهدف، ولتختار معه ماتشاء من الأسماء والشعارات.

والروحية: بالبدأ بخطة تنويرية بفهم منفتح للدين بعيدا عن الكراهية والإلغاء، فهماً ينسجم مع منهج أهل البيت (ع) في التراحم والتواد والتكافل، ويكون بتشجيع المؤسسات الدينية والحوزات والمنابر الحسينية لتفعل فعلها في بناء سليم ومعافى من ضغط الدولة وإرهابها وذلك عبر برامج يتضامن فيها الجميع مع المؤسسة الدينية والمرجعية لتأهيل كوادر واعية تساهم بجهدها، في تنمية وعي صحيح بالدين عبر برامج تعليم لمرشدين ينقلوا للناس الأسس السليمة لفهم الدين والأسس الصحيحة للمطالبة بالحقوق وماهي هذه الحقوق؟ ولنقدم للعالم نموذج الدين الذي يحمله أهل البيت (ع)، فقد رأى العالم ولقرون طويلة إسلام على مدرسة الخلفاء، فلنقدم لهم فهمنا للإسلام.

والإجتماعية: بالسعي للتعاون على رفع سنوات القهر والحرمان من أعداد كبيرة من الأرامل واليتامى والفقراء، ويكون ذلك بتنمية الوعي بالعمل التطوعي والخيري الأهلي والتسابق في خدمة الناس مثلما هو معمول به في معظم بلدان الخليج وايران، وأن لاننتظر من الدولة شيئاً، فلن تستطيع الدولة أن تنزع ركام هذه السنين ولدينا من المعوزين مالانستطيع سد حاجته.

والعلمية: بالتشجيع على التحصيل العلمي وتعويض سنوات الظلام والكبت. فلدينا أكبر نسبة من الجهل والأمية وأطفالنا مشردون في الشوارع، ولدينا جهل سياسي وأمية سياسية عالية.

كل ذلك ضمن مشروع جمعي قد يكون متوازيا من جهات مختلفة، كل حسب قدرته وكل حسب حاجة منطقته وحسب إمكاناته وليس بالضرورة أن يكون مركزيا والذي يبدو أنه صعب المنال والتحقيق، لكن بروح الجماعة الذي يفرض الإلتزام بالتواصل على أساس التكافل الإجتماعي بين أتباع أهل البيت، وهناك مجال تبادل الخبرات بين هذه القوى والفاعليات، وهناك مجال سد النقص في المعلومات والخبرات والآليات، وهناك مجال تبادل الرأي والمشورة في إتخاذ المواقف وعلاج الأزمات، وهناك مجال القيام بمشاريع مشتركة لتنمية الشيعة علميّا وثقافيا بتوفير الدورات التربوية والتعليمية المشتركة، وهناك مجال توفير فرص العمل من خلال التعاون البنّاء وفي سياق تخطيط مدروس، وهناك مجال التعاون من أجل منع تيارات الفساد والإفساد داخل الجسم، والقائمة هنا في الحقيقة تطول، لانّها خاضعة للظروف والممكنات، وهذا السرد الطويل ليس مثالياً، بل هو قائم في ما حولنا من دول ومنذ سنين يعمل به الآخرون ونحن إنما نريد أن نلحق بهم.

ترشيد الجسم من داخله، وتعزيز نقاط القوة، ومعالجة نقاط الضعف، يأتي من خلال الشعور الجمعي، ومن دون ذلك لا قوّة ذاتية اطلاقا .
لايوجد حالياً عمل داخل الجسم الشيعي، هناك فرقة وقتال، وهناك قوى شريرة تغذي هذا الإقتتال وتمده بمقومات الإستمرار في غفلة وتغافل، ولكن العمل من داخل الجسم الشيعي يتحقق فقط عندما يكون هناك شعور جمعي بأن " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". على المثقف والكاتب وخطيب الجمعة وخطيب المنبر الحسيني أن يعيد إنتاج نفسه بطريقة واعية لمسؤوليته وأن نخرج من دائرة إجترار التاريخ، والسرد القصصي للتأريخ وكأنه حكايا في ليالي الشتاء الطويلة.

إن الشيعة لاريب لديهم كل ممكنات العمل من داخل الجسم من أفراد وأدوات الخطاب والأتصال الجماهيري لتعزيز الكيان وتمكينه من الظهور والتفاعل مع محيطه. ولتحقيق حضور شيعي فكري ومادي وسياسي مهاب الجانب، محترم الوجود.

ان العمل من داخل الجسم في سياق متناسق وبجهد جمعي ومنظّم وبعيدا عن العمال الفردي والشخصي (والذي طبع الحياة الشيعية في الماضي وأصبح منهجاً غالبا)، يحول الهم الشيعي من هم فردي الى هم جماعي، من وظيفة وتكليف فردي الى منهج جماعي متطور، يعتمد التخطيط والرؤية التشاورية التي تنتج منهجاً يخلو من مثالب الرؤى الفردية، هذا الجهد الجمعي سيتحدى الإلغاء الذي نعاني منه في سنوات الظلام.

قد يبدو – وسط هذا الجو الضبابي الذي يمر به العراق الآن- أن هذا تنظيرا فكريا مترفا لايرى ما يجري على الأرض الآن، وهذا قد يبدو معه بعض الحق لأن ضغط الواقع لايمكن الفكاك منه، والصورة للأسف تزداد قتامة، والأمل يتراجع، لكن الأقوياء دائما هم خارج ضغط الواقع بل يتحدون الواقع ليغيروه ويطوعوه وليس لنا خيار فدورات الزمن طويلة وآخر دورة كانت عام 1920 وقدمنا فيها دمنا وحياتنا وخرجنا منها صفر اليدين وأنتظرنا ثمانون عاما حصدت منا مالانستطيع أحصائه، فهل ننتظر دورة زمن أخرى أم نشرع ببناء هويتنا؟؟؟

هذا نداء لكل من يحمل ويشعر بحرارة الدماء التي سالت منذ مصارع الطف الى الدماء البريئة التي تسفك بالسيارات المفخخة كل يوم في الطرقات والأسواق، أن يساهم بلبنة ولو واحدة وفعل لهذا الجهد وهذا الفعل الذي من المفروض فيه أن يوقف مطاحن الموت التي تلتهمنا على مر العصور.
هذا النداء هو صرخة إستغاثة للجميع، فو الله الذي لا إله إلا هو إن الخطر علينا ماحق وساحق وسنغرق جميعاً في طوفان من الفوضى والدمار، ولن يعصم جبل من الماء أحداً ولن يستثني الماء أحداً، فالكل مغرقون.

خارجيا

من خلال فهم العالم من حولنا وكيف يدور ويعمل ويتدافع بآليات العصر وأدواته بواسطة الفكر، والمناورات السياسية، بواسطة التحالفات والتجاذب بين الإرادات، والمصالح الإقتصادية وقوى السوق، بواسطة التلاقي والتحادث والحوار، عبر خطاب مدروس، وممارسات سياسية معقولة، عبر لقاءات بالأنظمة والحكومات، عبر حوار صريح مع القوى المسؤولة عن حركة المجتمع العالمي، فالعالم يتخذ قراراته بناءاً على مصالحه وعلى فهمه للصراع والمعلومات المتوفرة بين يديه، وإن نكن غائبين فهم يتخذون القرار الذي يمسّنا في غيابنا، وبطبيعة الحال ان ذلك يتطلب ان تكون المقاصد واضحة الاهداف والغايات، لها خطّتها المدروسة ولايُترك ذلك للصدف والمزاج والجهد الفردي، والحمد لله فقد أنتجت سنوات الجمر والغربة كوادراً ليست قليلة في السياسة والإقتصاد والعلوم ما يؤهلنا لأن نفهم صراع المصالح وتلاقيها.
نحن لسنا ظلاً لأحد، أو إمتداداً للآخرين، أو أتباع دولة معينة، بل إننا لنا هويتنا ولنا فهمنا المستقل عبر أحلك دورات الزمن، نحن قوم بدأ بنا التأريخ وبنا سينتهي.

أن مشكلتنا حالياً مع الخارج هو أن تعريفنا وتعريف أفكارنا نحن الشيعة جاء من أعدائنا الذين أعطوا صورة سوداء عنا ومن خلال أجهزة الأمن والمخابرات تحديداً ولم يسمحوا لنا بتعريف أنفسنا لأنهم لم يمنحونا ترخيص لصحيفة أو مجلة لنبيّن للعالم كيف نفكر؟
وماذا نريد؟

وأستعدوهم علينا وطلبوا منهم أن يلاحقونا لأننا وباء سينتشر بينهم وهكذا كان.
والآن هناك فرصة تأريخية لنا لأن نشرح للخارج من نحن، ومباشرة؟ وليس عن طريق الأجهزة الأمنية التي كانت تختزلنا في إننا إرهاب وخطر أينما حللنا، نشرح لهم إننا رب السلام والمحبة وإننا دعاة حوار ولا يسمح معتقدنا بأن نقتل نملة تدب على وجه الأرض وإن الإرهاب لايمكن أن يترعرع في هكذا حاضنة، بل إن هذه الحاضنة تنتج أخوة إنسانية وتواد وتراحم وأن فكرنا وإنتمائنا فيه من الموانع مايكفي من الضمانات لأن يطمئن الآخر أنه بيد أمينة. ولم يذكر التأريخ إننا قد قطعنا رأس من خالفنا، بل يذكر لنا التأريخ إن ائمتنا كان يبكون أعدائهم رحمة بهم والى مَ يكون مصيرهم؟

نشرح لهم كيف كان زعيمنا وإمامنا علي بن أبيطالب يفكر وكيف عامل مناوئوه.
يجب علينا أن نشرح لهم بأن إعتزازنا بمعتقدنا أمر ايجابي وإنساني يمنحنا مناعة وقوة من التجاوز على الآخر وان معتقدنا لايسمح لنا بأن نلغي الآخر الذي يختلف معنا مطلقاً وأننا دعاة حياة مدنية وديمقراطية تعددية.

يجب أن نشرح لهم أن لدينا مرجعا دينيا حكيما يزن الأمور بميزان الإعتدال والوسطية ولا يعتمد التكفير وفتاوى القتل وقد رأيتم كيف تصرفنا ومسكنا أنفسنا من الثأر عندما أمرنا هذا المرجع بأن لا ننتقم من جلادينا الذين عملوا فينا بالقتل والمقابر الجماعية وحيث كان الإنتقام رد فعل طبيعي له شواهد عديدة في بقاع الأرض، لكننا عضضنا على جراحنا وتحملنا.

ورأيتم كيف إنحنينا نلملم اشلاء قتلانا في واقعة كربلاء والكاظمية ولم نقتل أحداً ولم نقل له أنت آويت قاتلنا ومكنته من أن يمزق أجسادنا بقنابله المفخخة، فلا تخافوا إذاً منا إذا وصلنا الى الحكم لأننا نعفوا عن قاتلنا...
وإن العفو منا سجية ولا نبتدأ بظلم.....
ولانعتدي على جار لنا ولانحاربه ورأيتمونا كيف وقف مراجعنا ضد حرب إخواننا الأكراد بوجه دعاة القتل والطائفية.
يجب علينا أيضاً أن نشرح لهم أن مرجعيتنا ومنذ أن بدأت بعد الغيبة الكبرى لم تنتج أو تفرز مرجعاً أعلى إنزلق عن طريقه وتطرف في رأيه وعادى من يخالفه بالرأي أو أستأثر بمال أو جاه أو سلطان.
إن الجبهة الخارجية تتطلب أن تكون الجبهة الداخلية قوية، تتبادل القوة والتأثير والإنعكاسات، ولايمكن أن تعمل الأولى بمعزل عن الثانية وبالعكس ايضاً. ذلك ان العلاقة بين الجبهتين مترابطة بل وجدلية.
يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس