عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-08, 03:52 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: تعاسة الطائفي العميل علي الدباغ !


الإلغاء.......

نعم ، الإلغاء، الذي هو القتل والتصفيات الجسدية.
كلكم يذكر شعار "لا شيعة بعد اليوم" التي أطلقها ذلك الوغد اللئيم الذي أرداه الله وشفى منه قلوب المؤمنين، الهدف منه كان الإلغاء والنفي من الحياة وليس القضاء على التمرد أو الإنتفاضة عام 1991.
وقبل كل هذا وذاك كان قطع الرأس - لمن أشعل أول ثورة للأحرار وطالبي الحرية ضد أكبر تزوير للدين وللشرعية- ذاك سيد الشهداء (ع) في محاولة إستئصالية منهجية كما قال قائلهم: "لاتبقوا لهذا البيت من باقية"، ومرورا بدفننا أحياء وإنتهاءاً بمقابر جماعية لاندري ماذا نلملم منها أو نجمع من بقاياها.
وكثير.... كثير..... مما تحويه أيام سوداء حفرت في ذاكرتنا التي تختزن آلام أئمة أهل البيت الذي لم يمت منهم أحدا ميتة طبيعية بل إبتدأ موتهم بالسيف في المحراب وإنتهى بسم ناقع في مطامير سامراء، كل ذلك ليس من النصارى أو اليهود أو الكفار بل من الأخوة الأعداء لأن الهدف هو الإلغاء والنفي خارج الزمن.
ولغاية الآن ومنذ سنة وطاحونة الموت تدور وتنتقي فقط الشيعي، سواءا كان عضواً في مجلس الحكم أو مسؤولاً أو كاتبا أو سياسياً، لايهم من يكون، فقط أن يكون من أبوين شيعيين.
والقائمة تطول ...وتطول... والحديث ذو شجون ودموع وجروح بحجم كربلاء.
ولايظن أحداً بأننا هنا نقصد إخواننا في الدين من السنة، فهذا بعيد تماما عن مقاصدنا، بل المقصود هي تلك الطائفة السياسية الحاكمة التي سرقت الشرعية ومارست لصوصية بحق المسلمين كلهم وغير المسلمين أيضاً وصادرت منهم حق الحياة وإن لم يكونوا شيعة أيضا، هؤلاء هم من نتهم ويتشارك معهم مجموعة وعاظ البلاط ورواة الحديث الذين زوروا التاريخ وباعوا دينهم بدنيا الحاكم.

المسؤولية

كل تلك العذابات والآلام نختزنها في بكائيات مستديمة حفرت في ذاكرتنا منطق الشهادة وعودتنا أننا كلنا مشاريع شهادة ومشاريع ظلم يقع علينا وقد كانت لنا قدرة عجيبة في إعادة لملمة بقايانا في كل مرة لنقف من جديد ليأتي حجاج آخر يقطف رؤوس مايشاء منا.
ومع كل هذه الإبادات المتلاحقة والشعور بها لابد لنا الآن أن نلتمس طريقنا بعد سقوط طاغوت الزمان- الذي أندحر خاسئا- بصورة هادئة ورصينة نبتعد فيها عن الإندفاعة الهوجاء التي تختزن المظلومية التأريخية أو ردات الفعل التي تنطلق حسب قوانين الفيزياء بإتجاه معاكس للفعل ولا يمكن لجمها، فلم نعد نأمن للزمن وتداعياته، ولانثق بالجيران الذين يريدون أن يستخدمونا "ماشة نار" وأغرقوا ويغرقون مدننا الوديعة بالمخدرات والترياك، ولايهمهم دمنا المسفوح بل يريدون منا أن نموت نيابة عنهم ليبقوا هم في أمان، ويدفعون نفر منا لجهاد مزور ضد أبناء مدينته وشريكه في سنوات القهر والمقابر الجماعية، ولم نعد نثق بإخوان العروبة الذين دافعنا عنها أجيالاً عديدة ورأيناهم يرقصون طرباً عندما ننبش المقابر الجماعية لنبكي عظاماً، بل بقايا عظام، وهم يصفقون لجلادنا، ويتنادون ويتطوعون للدفاع عنه، وهم يقرعون الدفوف والمزامير ونحن ننتحب في صمت الموجوع والملكوم، و....و... تاريخ..... وصدور مثقلة بهموم وأحزان لاتسعها حروف وكلمات، لكنه كظم للغيظ تعلمناه من كاظم الغيظ.

ولكننا نعض على ألمنا وجرحنا الذي ينزف الآن ونشده ونبتعد عن الإنتقام ونحذرمن ممارسة نفس الوسائل والآليات التي مورست بحقنا، لأن هذا منهج أئمتنا الذين علمونا وربونا أن نصفح ونعفوا عفو المقتدر.

لابد لنا أن نستفيد ونعتبر من خسائرنا ودمائنا التي سفكت في دورات الزمن المختلفة وأن نبني لنا صرحاً يستعصي على فرعون جديد يطل برأسه من كوّات التاريخ القادم، هذا الصرح هو قوانين وشرائع وأنظمة تستعصي على جبّار أن يتسلقها ويخترقها وأن نسعى مع الآخرين وبإسلوب جمعي أن نحمي الإنسان بغض النظر ‘ن إنتمائه الديني والمذهبي في العراق من دورات ظلم وتعسف تدور مرة أخرى وتستقر على رؤوسنا، ولدينا تجربة الشعب الألماني وشعوب أوروبا التي ذاقت مرارة حكم فرد متهور مثل هتلر تسبب في مقتلة عظيمة للبشر، فشرّعوا من القوانين وسدوا كل الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها هتلر آخر حتى لو كان صغيراً ليعيد دورة حزن وقهر جديدة عليهم فأصبح عندهم حتى رسم الصليب المعقوف جريمة لأنه يذكرهم بزمن كان مليئاً برائحة العنف والدم.
هذا هو قدرنا الذي يجب أن نخطه لنحتمي به ونحمي أطفالنا ونحمي الانسان من عمليات فتك وإلغاء جديدة، وإلا تدور علينا دورات زمن جديدة ندفع أثمانها باهظة من دمائنا.

لابد لنا ونحن نلتمس هذا الطريق أن نعي أننا ورثة منهج النبي الأكرم وأهل بيته عليهم السلام وأن لا نلغي الآخر الذي عمل على إلغائنا ولا نهمشه ولا نتجاوز عليه، وفي هذا فنحن لانقبل أيضاً أن يطل مغامر منّا أيضا يمارس ردات فعل إنتقام لما حدث لنا وهذا أقسى إمتحان لنا، وأكبر تحدي لنجاحنا، إذا تجاوزناه بنجاح فنكون قد رسمنا أرقى معاني الإنسانية والمحبة0وليصدق علينا القول (ملكنا فكان العدل منا سجية، وملكتم فكان...) واذا لم ننجح فيجب أن لانلوم الاخرين أبدا على فعلتهم بنا، فالإثرة إذن طبع البشر وهذه سنّة الحياة، ولكنها وبالتأكيد فهي غير ذلك، لأن الحياة طبعت على الخير وحب الخير ولابد للخير أن يرقى في دورة من الدورات الى الأعلى ويكون هو المثال.

هذا الطريق يبدأ بالإنسان قبل كل شئ، بناء أنساننا الذي تحول إلى كتلة مثقلة بالهموم واليأس من دورات الزمن الردئ، وخصوصاً سنوات الجمر الأخيرة التي وصلت الى العظم، بل كسرت حتى العظم، فتغير فيها الإنسان وتحول الى نوع مختلف.

هذا الطريق يبدأ بالنهوض بالفرد الشيعي إقتصاديا أولاً حتى يسد رمقه لكي يستطيع أن يفهم ويستوعب ويتقبل، أن يرتفع فوق خط الفقر لكي لايستجدي رغيف الخبز، وأن يحس بقيمته، فلولا الخبز ماعبد الله، ثم فكريّاً وتربوياً وسياسيا، تهئ هذا الفرد للمساهمة في صناعة القرار السياسي بأعلى المستويات، وبمديات عميقة من التأثير والتفاعل، وتحرّره من الشعور بالضعف، وتلصقه بكيانه البشري عقديا ومصيريّا، تجعل صوته مسموعاً محترما، تدمجه في العالم بقوة وفاعلية وتنقذه من الهامشية، يتقدم الصفوف مع المسلمين الآخرين لأنه جزء أساسي من كيان هذه الأمة، يفرض عليهم كيانه وإحترامه ووجوده، وتعزّز فيه روح المبادرة، تنقذه من مشروع العطاء المجاني، تنقذه من فكرة الإستشهاد العفوي والمجاني الذي صبغ حياته بصورة مستديمة بحيث لايرى نفسه الا شهيداً وينسى أن هناك جعفر الصادق الذي ملأ الدنيا علماً وعلي بن موسى الرضا الذي وجد في الملك والسلطان أن يعيد بناء ماتهدم وتدهور.
وبالتزامن مع النهوض الفردي يبدأ نهوض جماهيري يضم الأحزاب والهيئات والجماعات والقواعد التي تنتمي الى هذه الدائرة المذهبية التاريخية، نظم محكوم بقواعد مرنة، وكلها علنية وفي وضح النهار وفوق الأرض، ولايوجد شئ نخفيه أو نستحي منه، لانريد شراً بأحد بل نريد أن نمنع الشر عن الجميع وعنا، نتوسّل بآليات العمل السياسي والاعلامي والاجتماعي المتعارف عليها، التي لا تتعارض مع الاخلاق الانسانية، والمبادئ الوطنية، في سياق الإنتماء للوطن وبعقد المواطنة.

هذا النهوض يبتعد عن الأيديولوجية أو الحزبية التي لن يسمح لها أن تعمل على فرز الأفراد الشيعة وتقسيمهم في الرأي الى أبيض وأسود بل يترك أمر الدين كأمر شخصي بين الأنسان وخالقه وأن تترك دعوات إقامة دولة دينية وثيوقراطية لأنها ليست ملزمة دينيا في ظروف بلد مثل العراق ويكون ذلك بحوار مستنير وبدون إثارة من أي طرف لصياغة منهج مدني متوافق عليه يعيش الجميع فيه بسلام ودون تخاصم بينهم أو مع النظام العام.

هذا النهوض وهو يتلمس طريقه يجب أن يبتعد عن ظاهرة النقد الدائم والتجريح للآخرين الذي يصل لحد الإسقاط، يجب أن نقلل من ظاهرة الشكوى ومرارتها وأن لانخوض وننقد ما نجهله، ننقد فقط ما يدور في مجال تخصصنا ونترك الدفة لربانها مع مراقبته وتقويمه إن هو أراد أن يبحر بها على غير وجهتنا، أنها موازنة ليست سهلة من القبول الجمعي وترشيد النقد لنقلل من الكلام والنقاش والثرثرة، وبتعبير آخر ممارسة ديمقراطية لها حق الإعتراض والتقويم والمحاسبة، لكنها منظمة ومتحضرة وليست غوغائية تعترض لمجرد الإعتراض وإرضاء الذات.

هذا النظم الجمعي هو طريقنا الى التحرُّر من الإلغاء والحذف والاهمال، طريقنا الى البناء الذاتي، طريقنا لمواجهة عولمة الثقافة التي ستأتي جارفة ونتفاجأ بها ليس على أعتابنا فقط بل داخل بيوتنا من ستلايت وشبكات إنترنيت، وإعلام سيغسل ليس عقول الصغار فقط بل سيتجه للكبار ليزعزع فيهم ثقتهم في منهج دينهم وخط مذهبهم، هذا المثلث الرهيب الذي يستلزم أن نتهيأ لإستحقاقاته وتداعياته وهو:

أولاً: إعلاماً غير مقيد وحر من أي ضوابط دينية وأخلاقية سيهب علينا بآلته الرهيبة وإمكاناته المتطورة التي تعتبر سلاحاً لانمتلك منه حتى الأوليات، ويجب أن نعّد له من اسباب القوة والمنعة لئلا يجرف الكبير والصغير ويفعل فعله.

ثانيا: إقتصاد حر تكون فيه الأبواب مفتوحة ومشرعة لرأس المال الأجنبي وآلته الصناعية والتجارية والخدماتية المتطورة التي وصلت الذرى، في وقت نحن لانزال نعيش عهد ماقبل الثورة الصناعية، هذا الإقتصاد المعولم يبحث عن الربح السريع، ويشفط كل ماتقع عليه عينه ويده مقابل إقتصاد منهار وتجار لم تتح لهم فرصة بناء سوق قوية ورأس مال وتجارة تستطيع أن تنافس عالم اقتصادي يسيطر على مفاصل الحياة في العالم ولا يحده وازع أخلاقي أو ديني.

ثالثا: قيم عولمة جديدة من حقوق الإنسان وحقوق المرأة وكل مايحيط بها من حقوق غير مقيدة أو محدودة، تدخل تحتها حقوق الدعارة والمخنثين و.......الخ، هذه القيم تستلزم بناء هوية وبناء ثقافة ذاتية تعتز بدينها ولا تخدع ببريق لامع يخطف الأبصار.
وهذا البناء الجمعي هو طريقنا لبناء الفرد من مهاوي الإنزلاق الى ثقافة إستهلاكية وإنحلال اُسَري، طريقنا لبناء فرد يعتز بدينه وتراثه ويأخذ من أسباب القوة والتكنولوجيا دون أن يٌمسخ ويٌمحي كيانه، بل يحافظ عليه لأنه هويته التي يفتخر بالإنتماء اليها وقبل كل هذا بناء قوي يكون عصياً على (صدام) جديد ينشأ من ركام ومخلفات النواصب.

إنها فرصة التأريخ الذي يدور دورات زمن طويلة أن نلتقطها وننهي دياسبورا شيعية مستديمة تفتك بنا، يجب أن نعرف إن العالم لايهتم بنا وبمظلوميتنا ما لم نبدأ نحن ببناء الذات وبناء البيت الداخلي، نحن لسنا قوة إقتصادية أو عسكرية حتى يهابنا العالم، نحن لانملك من كل هذا، لكننا نملك ديناً يحمل لوائه أهل البيت وفكرهم العالمي المتسامح والمسالم، ونعيش على أرض تحتها كنوز، هذه هي مقومات القوة عندنا علينا أن نستفيد منها.
لابد لنا في هذا المجال وفي سعينا لتطوير الهوية الوطنية الشيعية من ملاحظة بعدين مهمين في هذا المجال داخليا وخارجيا:

يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس