الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-08, 12:25 AM   #33
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن



ونتابع معا مع الشكر لمتابعة الرعد

يحكى أن

العلم والدعوة إلى التعلم

أجاب ابن عباس على أسئلة قيصر التي أرسلها إلى معاوية فأعجب بعلمه وذكائه

يُحْكَى أنَ علي بن أبي طالب كَرَم الله وجهه أخذ بيد كُميل النِخعي فخرج به إلى ناحية الجبَانة فلما أسحر تنفس الصُعداء ثم قال: يا كُميل إن هذه القلوب أوْعِيَة فخيْرها أوعاها, فاحفظ عنِي ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم ربَاني, ومتعلَم على سبيل نَجَاة, وهَمَج رَعَاع, أَتْباع كل ناعق, مع كلِ ريح يَميلون, لم يَسْتضيئوا بنُور العِلْم ولم يَلْجأوا إلى ركن وَثيق.. يا كميل: العِلم يحْرُسك وأنت تحرُس المال, والمال تُنْقصه النفقة, والعِلم يزكو على الإنفاق, ومَنفعة المال تزول بزواله.. يا كميل: محبَة العلْم دين يُدان به, يَكِسب الإنسان الطاعةَ في حياته وجَميل الأحدوثة بعد وَفاته, والعِلم حاكم والمال محكوم عليه.. يا كميل: مات خُزَان المال وهم أحياء, والعلماء باقُون ما بَقي الدهر, أعيانهمُ مَفْقودة وأمثالهم في القلوب مَوْجودة..

ويحكي أن قيصر كتب إلى معاوية: أخبرني عما لا قبلة له, وعمن لا أب له, وعمن لا عشيرة له, وعمن سار به قبره, وعن ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم, وعن شيء, ونصف شيء, ولا شيء, وابعث إليَ في هذه القارورة ببذر كل شيء.. فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إلى ابن عباس.. فقال ابن عباس: أما ما لا قبلة له فالكعبة, وأما من لا أب له فعيسى, وأما من لا عشيرة له فآدم, وأما من سار به قبره فيونس, وأما ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم: فكبش إبراهيم وناقة ثمود وحية موسى, وأما شيء فالرجل له عقل يعمل بعقله, وأما نصف شيء فالرجل ليس له عقل ويعمل برأي ذوي العقول, وأما لا شيء فالذي ليس له عقل يعمل به ولا يستعين بعقل غيره.. وملأ القارورة ماء وقال: هذا بذر كل شيء.. فبعث به إلى معاوية, فبعث به معاوية إلى قيصر.. فلما وصل إليه الكتاب والقارورة قال: ما خرج هذا إلا من أهل بيت النبوة.

قِيل للخَلِيل بن أحمد: أيهما أفضل العِلم أو المال قال: العِلم.. قيل له: فما بالُ العُلماء يَزْدحمون على أبواب الملوك والملوك لا يَزْدحمون على أبواب العُلماء? قال: ذلك لِمَعْرفة العلماء بحق المُلوك وجَهْلِ الملوك بحق العلماء. وقال أبو الأسْوَد الدُؤلي: الملوك حُكام على الدُنيا والعُلماء حُكام على الملوك. وقال أبو قِلابة: مَثَل العُلماء في الأرض مَثَل النجوم في السماء مَن تَركها ضَل, ومَن غابت عنه تَحَيَر.

وقيل: العِلم حياة القَلْب من الجهل ومِصْباح الأبصار من الظَلمةِ وقوَة الأبدان من الضعف يبلغ بالعَبد مَنازلَ الأخيار والدَرجات العُلا في الدُنيا والآخرة.. الفِكْر فيه يَعدِل الصِيامَ ومُذاكرتُه القِيامَ, وبه تُوصَل الأرْحام ويُعرَف الحلال من الحرام.

وقال الحكماء: عَلِم عِلْمك مَن يَجهل, وتعلم مِمَن يعلم, فإذا فَعَلت ذلك حَفِظتَ ما عَلِمتَ وعَلمْتَ ما جَهلت. وسأَل إبراهيم النَخعيُ عامراً الشَعبيَ عن مَسألة فقال: لا أَدرِي فقال: هذا والله العاِلم سُئِل عما لا يَدْرِي فقال: لا أَدرِي. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: مَن سُئلَ عما لا يَدري فقال: لا أدري فقد أَحرَزَ نِصْفَ العِلم. قيل للمُهلِب: بِمَ أدركتَ ما أدركتَ قال: بالعِلم قيل له: فإن غيرك قد عَلم أكثر مما عَلِمتَ ولم يُدرك ما أدركت قال: ذلك عِلم حُمِل وهذا علم استُعْمل.

و قالت الحكماء: العِلمُ قائد والعَقل سائق والنَفس ذَوْد فإذا كان قائد بلا سائق هلكت " الماشية " وإن كان سائق بلا قائد أخذتْ يميناً وشمالا وإذا اجتمعا أنابت طَوْعاً أو كَرْهاً. وقال ابن سِيرين رحمه الله تعالى: العِلْم أكثرُ من أن يُحاط به فخُذوا من كلِ شيء أحسنه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كَفَاك من عِلم الدِين أن تَعرف ما لا يسع جهلُه, وكفاك من عِلم الأدب أن تَرْوِي الشاهد والمَثل..
قال الشاعر:

وما من كاتب إلا ستبقى

كِتابتهُ وإن فنيت يدَاه

فلا تكتب بكفِك غير شيء

يَسرك في القِيامة أن تَراه

وقيل لأبي عمرو بن العَلاء: هل يَحْسُن بالشَيخ أن يتعلًم قال: إن كان يَحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم. وقال عُرْوة بن الزُبير رحمه الله تعالى لبنيه: يا بنيَ اطلبوا العِلم فإن تكونوا صِغار قوم لا يُحتاج إليكم, فعسى أن تكونوا كبارَ قوم آخرين لا يستغني عنكم.

وقال ملك الْهِند لولده وكان له أربعون ولداً: يا بَنِيَ, أكثِروا من النظر في الكتب, وازدادوا في كل يوم حرفاً; فإن ثلاثةً لا يَستوْحشون في غُربة: الفقِيه العالم والبَطَل الشجاع والحُلوُ اللسان الكثير مخارج الرأي. وقال المُهَلب لبَنِيه: إياكم أن تجلسوا في الأسواق إلا عند زَرَاد أو وَرَاق أراد الزرَاد للحرب والورَاق للعلم.

وقال عبد الله بن عبَاس رضي الله عنهما: مَنْهومان لا يَشبعان: طالِب علم وطالب دنيا.. وقال: ذَلَلتُ طالباً فعَزَزْتُ مطلوباً. وقال رجل لأبي هُريرة: أُريد أن أطلب العِلْم وأخاف أن أضيِعه قال: كفاك بترك طَلَب العِلم إضاعةً له. وقال عبد الله بن مسعود: إن الرجل لا يُولد عالماً وإنما العِلم بالتعلم.

وأخذه الشاعر فقال

تَعَلم فليسَ المرء يُولد عالماً

وليس أخو عِلم كمن هو جاهلُ

قال الله تبارك وتعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".. وقال تعالى: "وَمَا يَعْقِلُها إلا العاِلمُون". وقال صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة لتَضَع أجنحتَها لطالب العِلم رِضاً بما يَطلب وَلمِدَاد جَرت به أقلامُ العُلماء خيرٌ من دماء الشهداء في سبيل الله. وقال: "فَضْل العِلم خيْر من فَضْل العبادة". وقال عليه الصلاةُ والسلام: »إن قَليلَ العَمل مع العِلْم كثير, كما أن كَثيرَه مع الجهل قليل«.

وقال داود لابنه سُليمان عليهما السلام: لفَ العِلْم حولَ عُنقك, واكتُبه في ألواح قَلبك. وقال أيضاً: اجعل العِلْم مالَكَ والأدب حِلْيتك . انتهى وهي الحلقة الاخيرة وكل عام وانتم بخير


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس