الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-08, 12:25 AM   #30
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

الكتمان وحفظ الأسرار

رفض أنس بن مالك كشف سر المهمة التي أرسله بها النبي.. فسر ذلك أمه

كتب عبدالملك إلى الحجاج: لا تفش سرك إلا إليك

يُحْكَى أنَّ بعض ملوك العجم استشار وزيريه فقال أحدهما: لا ينبغي للملك أن يستشير منا أحدًا إلا خالياً به; فإنه أموت للسر وأحزم للرأي وأجدر بالسلامة وأعفى لبعضنا من غائلة بعض.. فإن إفشاء السر إلى رجل واحد أوثق من إفشائه إلى اثنين, وإفشاؤه إلى ثلاثة كإفشائه إلى جماعة; لأن الواحد رهن بما أفشى والثاني مطلق عنه بذلك الرهن والثالث علاوة فيه, فإذا كان السر عند واحد كان أحرى أن لا يظهره رغبة ورهبة, وإن كان عند اثنين دخلت على الملك الشبهة, واتسعت على الرجلين المعاريض, فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد, وإن اتهمهما اتهم بريئاً بجناية مجرم, وإن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما ولا ذنب له, وعن الآخر ولا حجة معه.

كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي يوم من الأيام كان يلعب مع الغلمان بالمدينة, فأتى إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وألقى عليهم السلام, وكلف أنسًا بمهمة ما. وبعد أن نفذ أنس تلك المهمة عاد إلى أمه, فسألته عن سبب تأخره, فقال لها: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة, فسألته: ما حاجته? فلم يخبرها أنس وقال: إنها سِرٌّ. فسعدت به أمه وأُعجبتْ بكتمانه للسر, وقالت له: لا تخبرنَّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا.

ويحكى أنه عندما تُوفي زوج السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-, عرض عمر على عثمان بن عفان أن يتزوجها, فقال له عثمان: سأنظر في أمري, وبعد أيام لقى عثمانُ عمرَ, فقال له: بدا لي ألا أتزوج الآن. ثم عرض عمر على الصديق أبي بكر أن يتزوج ابنته حفصة, فلم يرد عليه أبو بكر بالقبول أو بالرفض, فغضب عمر منه.. وبعد ليالٍ, خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم فزوَّجها له عمر, فلقيه أبو بكر فقال له: لعلك وَجَدْتَ عليّ (غضبتَ مني) حين عرضتَ عليّ حفصة فلم أَرْجِعْ إليك شيئًا? فقال له عمر:

نعم. فقال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئًا حين عرضتَها عليّ إلا أني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها (أراد الزواج منها), ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولو تركها لنكحتُها (تزوجتُها).

وقال الوليد بن عتبة لأبيه: إن أمير المؤمنين أسر إلى حديثاً ولا أراه يطوي عنك, أفلا أحدثك به? قال: لا يا بني إنه من كتم سره كان الخيار له, ومن أفشاه كان الخيار عليه, فلا تكن مملوكاً بعد أن كنت مالكاً.

وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: ولا تفش سرك إلا إليك فإن لكل نصيح نصيحا فإني رأيت غواة الرجال لا يتركون أديماً صحيحا وقال الحكماء: ما كنت كاتمه من عدوك فلا تطلع عليه صديقك.

وقال عمرو بن العاص: ما استودعت رجلاً سراً فأفشاه فلمته; لأني كنت أضيق صدراً منه حين استودعته إياه حتى أفشاه.

وقال الشاعر: إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
وقال المأمون: الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء: القدح في الملوك وإفشاء السر والتعرض للحرم. ومما قاله الحكماء في كتم السر وعدم إفشائه: من أفشى سره أفسد أمره, ومن كتم سره ملك أمره. وقيل: أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: من كتم سره كان الخيار بيده.

وقال على -رضي الله عنه-: سرك أسيرك فإذا تكلمتَ به صرتَ أسيره.

وقال الشاعر: إذا المرء أَفْ¯شَى سِرَّهُ بلسانه ولام عليه غيرَهُ فَه¯و أحمقُ

إذا ضاق صدرالمرء عن سر نفسه فصدر الذي يُسْتَوْدَعُ السِّرَّ أَضْيَقُ


قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). وقال تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون). وقال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وقد أمر الله -تعالى- بعدم كتمان الشهادة, فقال: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه). وقال الله تعالى: (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون).

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالكتمان في قضاء الحوائج, فقال: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان, فإن كل ذي نعمة محسود).. وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة فإنه لا يخبر أحدًا بوقتها ولا بمكانها حتى يجهز الجيش ويستعد للقتال.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أَشَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة, الرجل يُفْضِي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها).. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافٍ إلا المجاهرين, وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا, ثم يصبح وقد ستره الله, فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, ويصبح يكشف ستر الله عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه, ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة). وقال عليه الصلاة والسلام: (الْبَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا, فإن صدقا وبيَّنا بُورِكَ لهما في بيعهما, وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعهما). انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس