الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-08, 12:12 AM   #26
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

عن التوكل على الله ذهب حاتم الأصم إلى الحج وترك أهله جياعاً لا يجدون قوت يومهم

هيأ الله أمير البلدة فمر بأهل حاتم وأغدق عليهم الأموال

يُحْكَى أنَ حاتماً الأصم كان رجلاً كثير العيال, وكان له أولاد ذكور وإناث, ولم يكن يملك حبة واحدة, وكان قدمه التوكل فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم, فتعرضوا لذكر الحج, فداخل الشوق قلبه, ثم دخل على أولاده, فجلس معهم يحدثهم, ثم قال لهم: لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجاً, ويدعو لكم ماذا عليكم لو فعلتم? فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا تملك شيئاً ونحن على ما ترى من الفاقة, فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة? وكان له ابنة صغيرة فقالت: ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك, دعوه يذهب حيث شاء, فإنه مناول للرزق, وليس برزاق, فذكرتهم ذلك, فقالوا: صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا انطلق حيث حببت, فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج, وخرج مسافراً, وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم كيف أذنوا له بالحج, وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه, فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة ويقولون: لو سكت ما تكلمنا, فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء, وقالت: إلهي وسيدي ومولاي عودت القوم بفضلك وأنك لا تضيعهم فلا تخيبهم, ولا تخجلني معهم, فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيداً, فانقطع عن عسكره وأصحابه, فحصل له عطش شديد, فاجتاز ببيت الرجل الصالح حاتم الأصم, فاستسقى منهم ماء, وقرع الباب فقالوا: من أنت? قال: الأمير ببابكم يستسقيكم, فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي: سبحانك!! البارحة بتنا جياعاً, واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا, ثم إنها أخذت كوزاً جديداً وملأته ماء, وقالت للمتناول منها: اعذرونا, فأخذ الأمير الكوز وشرب منه, فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال: هذه الدار لأمير? فقالوا: لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين يعرف بحاتم الأصم. فقال الأمير: لقد سمعت به, فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئاً, وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعاً, فقال الأمير: ونحن أيضاً قد ثقلنا عليهم اليوم, وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم, ثم حل الأمير منطقته من وسطه ورمى بها في الدار, ثم قال لأصحابه: من أحبني, فليلق منطقته, فحل جميع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم, ثم انصرفوا, وقال الوزير: السلام عليكم أهل البيت, لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق, فلما أنزل الأمير رجع إليهم الوزير, ودفع إليهم ثمن المناطق مالاً جزيلاً واستردها منهم, فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديداً, فقالوا لها: ما هذا البكاء. إنما يجب أن تفرحي, فإن الله قد وسع علينا, فقالت: يا أم. والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعاً, فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة, فأغنانا بعد فقرنا, فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين, اللهم انظر إلى أبينا, ودبره بأحسن التدبير, هذا ما كان من أمرهم.

وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم, فإنه لما خرج محرماً ولحق بالقوم توجع أمير الركب, فطلبوا له طبيباً, فلم يجدوا, فقال: هل عبد صالح, فدل على حاتم, فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته, فأمر له بما يركب, وما يأكل, وما يشرب, فنام تلك الليلة مفكراً في أمر عياله, فقيل له في منامه: يا حاتم من أصلح معاملته معنا أصلحنا معاملتنا معه, ثم أخبر بما كان من أمر عياله, فأكثر الثناء على الله تعالى, فلما قضى حجه ورجع تلقته أولاده, فعانق الصبية الصغيرة وبكى, ثم قال: صغار قوم كبار قوم آخرين.. إن الله لا ينظر إلى أكبركم ولكن ينظر إلى أعرفكم به, فعليكم بمعرفته والاتكال عليه فإنه من توكل على الله فهو حسبه.

ويحكى أنه كان في زمن هارون الرشيد قد حصل للناس غلاء سعر وضيق حال حتى اشتد الكرب على الناس اشتداداً عظيماً, فأمر الخليفة هارون الرشيد الناس بكثرة الدعاء والبكاء, وأمر بكسر آلات الطرب.. وفي بعض الأيام رئي عبد يصفق ويرقص ويغني, فحمل إلى الخليفة هارون الرشيد, فسأله عن فعله ذلك من دون الناس, فقال: إن سيدي عنده خزانة بر, وأنا متوكل عليه أن يطعمني منها, فلهذا أنا إذاً لا أبالي فأنا أرقص وأفرح, فعند ذلك قال الخليفة: إذا كان هذا قد توكل على مخلوق مثله, فالتوكل على الله أولى, فسلم للناس أحوالهم, وأمرهم بالتوكل على الله تعالى.

قال الله تعالى: "وتوكل على الحي الذي لا يموت". وقال تعالى: "وعلى ربهم يتوكلون". وقال تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات: " احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت, فاسأل الله, إذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن تنفعك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعت على أن تضرك بشيء, لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الصحف وجفت الأقلام.

عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً".. وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود من دعاني أجبته, ومن استغاثني أغثته, ومن استنصرني نصرته, ومن توكل علي كفيته, فأنا كافي المتوكلين, وناصر المستنصرين, وغياث المستغيثين, ومجيب الداعين . انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس