الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-08, 12:19 AM   #24
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

عن القضاء والقدر اتفق أعمى ومقعد أن يتعاونا فنجحا في ذلك ونجيا من الهلاك

وضع المدين ألف دينار في خشبة ورماها في البحر فوصلت إلى صاحبها

يُحْكَى أنَ أعمى ومقعداً كانا في قرية واحدة يعانيان الفقر والضر, لا قائد للأعمى ولا حامل للمقعد, وكان في القرية رجل يطعمهما قوتهما في كل يوم احتساباً لله تعالى, فلم يزالا بنعمة إلى أن هلك ذلك الرجل فلبثا أياماً واشتد جوعهما وبلغ الضر منهما جهده, فأجمع رأيهما على أن الأعمى يحمل المقعد فيدله المقعد على الطريق ببصره, فاشتغل الأعمى بحمل المقعد ويدور به ويرشده إلى الطريق وأهل القرية يتصدقون عليهما, فنجح أمرهما ولولا ذلك لهلكا..

ويحكى أن عبد الله الهروي قال: كنا مع الفضيل بن عياض على جبل أبي قيس فقال: لو أن رجلا صدق في توكله على الله ثم قال لهذا الجبل اهتز, لاهتز, فوالله لقد رأيت الجبل اهتز وتحرك, فقال له الفضيل رحمه الله تعالي: لم أعنك رحمك الله فسكن.

ويحكى أن رجلا احتاج إلى أن يقترض ألف دينار, فجاء إلى رجل من المتمولين فسأله في ذلك وقال له: تمهل علي بدينك إلى أن أسافر إلى البلد الفلاني فإن لي مالا آتيك به, وأوفيك منه, وتكون مدة الأجل بيني وبينك كذا وكذا, فقال له: هذا غرر, فأنا ما أعطيك مالي إلا أن تجعل لي كفيلا إن لم تحضر طلبته منه. فقال الرجل:

الله كفيل بمالك وشاهد على ألا أغفل عن وفائك, فإن رضيت فافعل, فداخل الرجل خشية الله تعالى, وحمله التوكل على أن دفع المال للرجل فأخذه ومضى إلى البلد الذي ذكر, فلما قرب الأجل الذي بينه وبين صاحبه جهز المال وقصد السفر في البحر فعسر عليه وجود مركب, ومضت المدة وبعدها أيام وهو لا يجد مركباً, فاغتم لذلك, وأخذ الألف دينار وجعلها في خشبة وسمر عليها ثم قال: اللهم إني جعلتك كفيلا بإيصال هذه إلى صاحبها, وقد تعذر على وجود مركب وعزمت على طرحها في البحر وتوكلت عليك في إيصالها إليه, ثم نقش على الخشبة رسالة إلى صاحبها بصورة الحال, وطرحها في البحر بيده وأقام في البلدة مدة بعد ذلك, إلى أن جاءت مركب فسافر فيها إلى صاحب المال, فابتدأه وقال: أنت سيرت الألف دينار في خشبة صفتها كيت وكيت وعليها منقوش كذا وكذا? قال: نعم, قال: قد أوصلها الله تعالى إلي, والله نعم الكفيل, فقال: فكيف وصلت إليك? قال: لما مضى الأجل المقدر بيني وبينك بقيت أترعد إلى البحر لأجدك أو أجد من يخبرني عنك, فوقفت ذات يوم إلى الشط وإذا بالخشبة قد استندت إلى ولم أر لها طالباً, فأخذها الغلام ليجعلها حطباً, فلما كسرها وجد ما فيها, فأخبرني بذلك, فقرأت ما عليها, فعلمت أن الله تعالى أملك لما توكلت عليه حق التوكل.

ذو النون

ويحكى أن

سبب بداية ذي النون المصري رحمه الله تعالى أنه رأي طيراً أعمى بعيداً عن الماء والمرعى, فبينما هو يتفكر في أمر ذلك الطائر, فإذا هو بسكرجتين برزتا من الأرض إحداهما ذهب والأخرى فضة, هذه فيها ماء والأخرى فيها قمح, فلقط القمح وشرب الماء. ثم غابا بعد ذلك فذهل النون, وانقطع إلى الله تعالى من ذلك الوقت.

وقال ابن عباس وجعفر بن محمد رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: "وكان تحته كنز لهما", إنما كان الكنز لوحاً من ذهب مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن, وعجبت لمن يوقن بالرزق كيف ينصب, وعجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح, وعجبت لمن يوقن بالحساب كيف يغفل, وعجبت لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها, لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً".

قضاء وقدر

إن كل ما يجري في العالم من حركة وسكون وخير وشر ونفع وضر وإيمان وكفر وطاعة ومعصية, بقضاء الله وقدره, وكذلك فلا طائر يطير بجناحيه ولا حيوان يدب على بطنه ورجليه, ولا تطن بعوضة ولا تسقط ورقة إلا بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته, كما لا يجري شيء من ذلك إلا وقد سبق علمه به. وإن كل ما قضاه الله تعالى وقدره, فهو كائن لا محالة, كما أن ما في علم الله تعالى يكون فهو كائن قريب, وما قدر الله وصوله إليك بعد الطلب فهو لا يصل إليك إلا بالطلب, والطلب أيضاً من القدر فإن تعسر شيء فبتقديره, وإن اتفق شيء فبتيسيره.. وقد اتخذ خندقاً حول المدينة حين تحزبت عليه الأحزاب يحترس به من العدو, وأقام الرماة يوم أحد ليحفظوه من خالد بن الوليد, وكان يلبس لأمة (قميص) الحرب ويهيئ الجيوش ويأمرهم وينهاهم لما فيه من مصالحهم, واسترقي وأمر بالرقية, وتداوي وأمر بالمداواة, وقال: "الذي أنزل الداء أنزل الدواء", فإن قيل: قد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استرقى أو اكتوى فهو بريء من التوكل, قلنا: أليس قد قال: "اعقلها وتوكل". فإن قيل: فما الجمع بين ذلك? قلنا معناه من استرقى أو اكتوى متكلا على الرقية أو الكي, وأن البرء من قبلهما خاصة, فهذا يخرجه عن التوكل, وإنما يفعله كافر يضيف الحوادث إلى غير الله. وقد أمرنا بالكسب والتسبب.. ألا ترى أن الله قال لمريم عليها السلام: " وهزي إليك بجذع النخلة " فهلا أمرها بالسكون وحمل الرطب إلى فمها!! وأنشدوا في ذلك:

ألم تر أن الل¯¯¯ه قال لمريم

وهزي إليك الجذع يساقط الرطب

ولو شاء أن تجنيه من غير هزها

جنته ولكن كل شيء له س¯بب

انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس