الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-08, 12:35 AM   #22
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع معا

يحكى أن

مواعظ الآباء للأبناء

من عمر إلى ابنه: اجعل التقوى عمارة قلبك وجلاء بصرك

كتب علي إلى ابنه محمد: تفقه في الدين وعود نفسك الصبر على المكروه

يُحْكَى أنَ عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, كتب إلى ابنه عبد الله في غَيْبة غابها: أمَا بعد, فإن مَنِ اتق الله وَقاه, ومن اتْكل عليه كفاه, ومن شكَرَ له زاده, ومن أقْرَضه جَزاه.. فاجعل التًقوى عِمارة قلبك وجَلاءَ بَصرك; فإنه لا عمَل لمن لا نِيَة له, ولا خيرَ لمن لا خَشْيَة له, ولا جديد لمن لا خلق له.

ويحكى أن علي بن أبي طالب كتب إلى وَلده الحَسن, رضي الله عنهما, فقال: من علي أمير المؤمنين الوالدِ الفان المقر للزَمان المًستَسْلم للحَدَثان, المُدْبر العُمر المُؤمل ما لا يُدْرك, السالك سبيلَ مَن قد هَلَك, غرَض الأسقام ورهينة الأيام وعبْد الدنيا وتاجر الغُرور وأسير المنَايَا وقرين الرَزايا وصريع الشهوات ونُصْب الآفات وخليفة الأموات.. أما بعد: يا بني فإن فيما تَفكرَت فيه من إدبار الدُنيا عني وإقبال الآخرة إلى وجُموح الدهر علي ما يُرَغِبني عن ذكر سواي والاهتمام بما ورائي, غيرَ أنه حين تفرد بي هم نفسي دون هم الناس فَصدَقني رأي, وصرَفني عن هواي, وصرخ بي مَحْضُ أمري, فأَفْضى بي إلى جِدٍ لا يُزْري به لَعِب وصِدْق لا يَشوبه كَذِب.. وَوَجَدْتُك يا بُني بَعضي بل وجدتُك كُلِي حتى كأن شيئاً لو أصابك لأصابني وحتى كأن الموت لو أتاك أتاني فعند ذلك عَنَاني من أمرك ما عَنَاني من أمر نَفْسي.

كتبتُ إليك كتابي هذا يا بُني, مُستظهراً به إن أنا بَقِيت لك أو فَنِيت, فإني مُوصيك بتقوى الله وعِمَارة قلبك بذكره والاعتصام بحَبْله فإنَ الله تعالى يقول: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَارِ فَأَنقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَكُمْ تَهْتَدُونَ" وأيُ سبب يا بُني أوْثق من سبب بينك وبين الله تعالى, إن أنت أخذت به.

احي قلبك بالموْعظة ونَوَره بالحكمة وأَمِنه بالزًهْد وذَلِلهُ بالموت وقَوِهِ بالغِنَى عن الناس وحَذِرْه صولةَ الدَهر وتقلُبَ الأيام والليالي. واعرض عليه أخبارَ الصين وسِرْ في ديارهم وآثارهم فانظرُ ما فعلوه وأين حلُوا, فإنك تَجِدهم قد اْنتقلوا عن دار الأحبة ونزلوا دارَ الغُرْبة وكأنك عن قليل يا بني قد صرت كأحدهم فبعْ دنياكَ بآخرتك ولا تبعْ آخرتك بدُنياك, ودَع القولَ فيما لا تَعْرِف والأمرَ فيما لا تكلف, وأْمُر بالمعروف بيَدِك ولسانك, وَانْهَ عن المنكر بيدك ولسانك, وبايِنْ مَن فعَلَه وخُض الغَمَرَاتِ للحق ولا تأخُذْك في الله لومةُ لائم, واحفظ وَصيَتي ولا تَذْهَب عنك صَفْحاً فلا خير في عِلْم لا ينفع. واعلم أنَ أمامك طريقاً ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة, وأنه لا غِنى لك فيه عن حُسْن الارتياد مَع بلاغك منِ الزَاد.. فإن أصَبتَ من أهلِ الفاقة مَنْ يحمل عنك زادك فيُواِفيك به في مَعارك فاغْتنِمه فإن أَمامك عَقَبَةً كَؤودا, لا يُجاوزها إلا أخفُ الناس حملا, فأَجْمل في الطلب وأحسِن المكتسب فرُب طَلَب قد جرَ إلى حَرَب, وإنما المحْرُوب من حُرِبَ دِينُه والمسلوبُ من سُلِب يقينه.. واعلم أنه لا غِنى يَعْدِل الجنَة ولا فقْرَ يَعْدِل النار. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وكتب إلى ابنه محمد بن الحنفية: أنْ تَفَقه في الدين, وعَوِد نفسَك الصبر على المَكْروه, وكِلْ نَفْسَك في أمورك كلِها إلى الله عزَ وجلَ; فإنك تَكِلًها إلى كهف. وأخْلِص المسألة لربِك فإن بيده العَطاء والحِرمان. وأكثر الْاسْتخارة له واعلم أنَ من كانت مَطيته الليلَ والنهار, فإنه يُسار به وإن كان لا يَسير, فإنَ الله تعالى قد أبى إلا خرابَ الدنيا وعمارة الآخرة. فإن قَدرتَ أن تَزْهد فيها زُهْدَك كله فافعل ذلك.. وإن كنتَ غير قابل نَصِيحتى إياك فاعلَم عِلْماً يَقِيناً أنك لن تَبْلُغ أملك ولن تَعْدو أجلك وأنك في سَبيل مَن كان قَبْلك فأكْرم نفسَك عن كل دَنِيَة وإن ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تَعتاض بما تَبْذُلُ من نفسك عوضاً.. وإياك أن تُوجِف بك مَطايا للطمع وتقول: متى ما أخِرت نزعتُ فإنَ هذا أهْلَك مَن هَلك قَبْلك. وأمسِك عَليك لسانك فإنَ تَلافِيكَ ما فرط من صَمْتك أيْسر عليك من إدراك ما فات من مَنْطقك, واحفَظْ ما في الوِعاء بشد الوكاء فحُسْن التَدبير مع الاقتصاد أبْقى لك من الكثير مع الفَساد والحرْفة مع العِفة خير من الغِنَى مع الفجور, والمَرْء أحفظُ لسِره ولربما سَعى فيما يَضرُه. إياك والاتكالَ على الأماني فإنها بضائع النَوكي وتثبط عن الآخرة والأولى. ومن خير حظ الدنيا القَرين الصالح, فقارنْ أهلَ الخَير تَكُن منهم, وباين أهلَ الشر تَبِنْ عنهم, ولا يَغْلبنَ عليك سوء الظن فإنه لن يَدعَ بينك وبين خليل صُلْحاً. أذك قلبك بالأدب كما تذكي النار الحطب, واعلم أن كُفْر النِعمة لُؤْم, وصُحْبة الأحمق شُؤم, ومن الكَرَم مَنْع الحُرَم, ومَن حَلُم ساد ومَن تَفَهم ازداد. أمْحض أخاك النصيحةَ حسنةًَ كانت أو قبيحةً. لا تَصرْم أخاك على ارتياب ولا تَقْطعه دون استعتاب وليس جزاء من سرك أن تَسُوءه. الرزق رِزْقان: رِزْق تَطْلبه ورِزْق يَطلبك فإن لم تأته أتاك.

واعلم يا بُني أن ما لَك من دُنياك إلا ما أصلحت به من مَثْواك, فأنْفق من خَيْرك ولا تَكن خازناً لِغَيرك, وإن جَزعْت على ما يُفلت من يديك فاجزع على ما لم يَصِل إليك. ربما أخطأ البصيرُ قَصْدَه, وأبصر الأَعمى رُشْدَه ولم يَهْلك امرؤ اقتصد, ولم يَفْتقر من زَهد. مَن ائتمن الزمانَ خانه, ومن تَعظم عليه أهانه. رأسُ الدين اليقين وتمام الإخلاص اجتناب المَعاصي وخيرُ المَقال ما صَدقَته الفِعَال. سَلْ عن الرَفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار, واحمل لِصَديقك عليك, واقْبل عذْر مَن اعتذر إليك, وأخر الشرَ ما استطعت فإنك إذا شِئْت تَعجلته. لا يكن أخوك على قَطِيعتك أقوَى منك على صِلَته, وعلى الإساءة أقوى منك على الإحسان. لا تُمَلكن المرأة من الأمر ما يًجاوز نفسها; فإنَ المرأة رَيْحانة وليست بِقَهْرمانة فإنَ ذلك أدومُ لحالها وأرخَى لبالها. واغضُض بصرَها بِستْرك واكفُفْها بحجابك, وأكرم الذين بهم تَصُول, وإذا تطاولتَ بهم تَطُول. اسأل الله أن يُلْهمك الشكر والرَشد ويُقَوِيك على العمل بكل خَيْر ويَصرف عنك كل مَحْذور برحمته.. والسلامُ عليك ورحمة الله وبركاته.انتهى

نفس المصدر ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس