الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-08, 12:31 AM   #21
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




ونتابع

يحكى أن

الإخلاص هزم العابد إبليس حين غضب لله.. وهزمه إبليس حين غضب لنفسه

تصدق الفقير بفطيرتين فكافأه الله بثلاثين ألف درهم

يُحْكَى أنَّه كان في بني إسرائيل رجل عابد, فجاءه قومه, وقالوا له: إن هناك قومًا يعبدون شجرة, ويشركون بالله; فغضب العابد غضبًا شديدًا, وأخذ فأسًا; ليقطع الشجرة, وفي الطريق, قابله إبليس في صورة شيخ كبير, وقال له: إلى أين أنت ذاهب? فقال العابد: أريد أن أذهب لأقطع الشجرة التي يعبدها الناس من دون الله. فقال إبليس: لن أتركك تقطعها.. وتشاجر إبليس مع العابد; فغلبه العابد, وأوقعه على الأرض. فقال إبليس: إني أعرض عليك أمرًا هو خير لك, فأنت فقير لا مال لك, فارجع عن قطع الشجرة وسأعطيك عن كل يوم دينارين, فوافق العابد.

وفي اليوم الأول, أخذ العابد دينارين, وفي اليوم الثاني أخذ دينارين, ولكن في اليوم الثالث لم يجد الدينارين; فغضب العابد, وأخذ فأسه, وقال: لابد أن أقطع الشجرة. فقابله إبليس في صورة الشيخ الكبير, وقال له: إلى أين أنت ذاهب? فقال العابد: سأقطع الشجرة.. فقال إبليس: لن تستطيع, وسأمنعك من ذلك, فتقاتلا, فغلب إبليسُ العابدَ, وألقي به على الأرض, فقال العابد:

كيف غلبتَني هذه المرة?! وقد غلبتُك في المرة السابقة! فقال إبليس: لأنك غضبتَ في المرة الأولي لله -تعالي-, وكان عملك خالصًا له; فأمَّنك الله مني, أمَّا في هذه المرة; فقد غضبت لنفسك لضياع الدينارين, فهزمتُك وغلبتُك.. قال الله تعالى: "فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين".

ويحكى أن إحدى الصحابيات هاجرت من مكة إلى المدينة, وكان اسمها أم قيس, فهاجر رجل إليها ليتزوجها, ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله, فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرئ ما نوى; فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله; فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها); فهجرته إلى ما هاجر إليه).

ويحكى أن رجلا اسمه أبو نصر الصياد كان يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد.. وفي أحد الأيام وبينما هو يمشي في الطريق مهموما مغموماً, حيث زوجته وابنه يبكيان من الجوع, مر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: أنا متعب, فقال له: اتبعني إلى البحر.. فذهبا معًا إلى البحر, وقال له: صلِ ركعتين, فصلى ثم قال له: قل بسم الله فقال: بسم الله. .. ثم رمي الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.. قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك , فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين, وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منهما فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة,

فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة!! ثم رد الفطيرة إلى الرجل
وقال له: خذها أنت وعيالك.. وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها, فنظرا إلى الفطيرتين في يده..وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا أفعل? ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها, فقال لها خذي الفطيرتين, فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه? وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي: من يدلني على أبو نصر الصياد? فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات.. ولم أستدل عليه, خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك. يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.. ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي.. وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد أبو نصر الصياد: هلم لوزن حسناتك وسيئاتك , فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي, فرجحت السيئات, فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ? فوضعت الأموال, فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً, ورجحت السيئات وبكيت وقلت: ما النجاة? وأسمع المنادي يقول هل بقي له من شيء? فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.

فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء? فأسمع الملك يقول: بقي له شيء.. فقلت: ما هو? فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع, فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات, ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء? فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين.... وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا.. فاستيقظت من النوم فزعا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة .

قال على رضي الله عنه في بعض وصاياه لولده: اعلم يا بني أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله, ولرأيت آثار ملكه وسلطانه, ولعرفت أفعاله وصفاته, ولكنه إله واحد لا يضاده في ملكه أحد.
و قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده, لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً, ولا جلب نفع ديني, ولا دفع ضرر دنيوي".

ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس